تاريخ النشر: الأربعاء 27 ربيع الأول 1440 هـ - 5-12-2018 م التقييم: رقم الفتوى: 387955 55759 0 58 السؤال ما حكم العمل بهذا القول لأجل البركة في المال؟ "للبركة في النقود اكتب هذه الآية المباركة يوم الجمعة بين الصلاتين (صلاة الظهر والعصر)، وضعها في جيبك، أو في أي مكان يخصّك، وسوف ترى ذلك المكان لا يخلو من المال مطلقًا: من سورة الأعراف: "بسم الله الرحمن الرحيم: {ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون}، والكتابة على طهارة ووضوء، وأنت متوجه للقبلة، بقلم جاف أسود، على ورقة بيضاء غير مخططة". الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فليس هذا الكلام صحيحًا، ولا يدل عليه شيء من الكتاب، أو السنة، أو فعل أحد من السلف فيما نعلم. ومن أراد سعة الرزق، والبسطة في المال؛ فعليه بتقوى الله تعالى، وطاعة أمره، واجتناب نهيه، فإن هذا أعظم سبل سعة الرزق، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}. ولقد مكناكم في الارض وجعلنا فيها معايش. ولبيان بعض أسباب سعة الرزق وزيادته، تنظر الفتوى رقم: 112334 ، وتنظر أيضًا الفتوى رقم: 69056.
المزيد
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (10) يقول تعالى ممتنا على عبيده فيما مكن لهم من أنه جعل الأرض قرارا ، وجعل لها رواسي وأنهارا ، وجعل لهم فيها منازل وبيوتا ، وأباح منافعها ، وسخر لهم السحاب لإخراج أرزاقهم منها ، وجعل لهم فيها معايش ، أي: مكاسب وأسبابا يتجرون فيها ، ويتسببون أنواع الأسباب ، وأكثرهم مع هذا قليل الشكر على ذلك ، كما قال تعالى: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [ إبراهيم: 34]. وقد قرأ الجميع: ( معايش) بلا همز ، إلا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج فإنه همزها. ولقد مكناكم في الأرض. والصواب الذي عليه الأكثرون بلا همز; لأن معايش جمع معيشة ، من عاش يعيش عيشا ، ومعيشة أصلها " معيشة " فاستثقلت الكسرة على الياء ، فنقلت إلى العين فصارت معيشة ، فلما جمعت رجعت الحركة إلى الياء لزوال الاستثقال ، فقيل: معايش. ووزنه مفاعل; لأن الياء أصلية في الكلمة. بخلاف مدائن وصحائف وبصائر ، جمع مدينة وصحيفة وبصيرة من: مدن وصحف وأبصر ، فإن الياء فيها زائدة ، ولهذا تجمع على فعائل ، وتهمز لذلك ، والله أعلم.