(2) حدثنا شعبة، أخبرني سماك بن حرب قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث عن سعد قال: نزلت في أربع آيات: صنع رجل من الأنصار طعامًا، فدعا ناس من المهاجرين وأناسًا من الأنصار فأكلنا وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا فرفع رجل لحى بعير ففزر به أنف سعد -أي ضربه- فكان سعد مفزور الأنف، وذلك قبل أن تحرم الخمر ، فنزلت،: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} إلى آخر الآية.
الخيار الثاني: أن يحاججه بالروايات التي عند الرافضة... وهذا محال لأن إبن تيمية لم يقرأ كتب الرافضة حتى يحاججه منها الخيار الثالث: أن يحاججه بفعل سيدنا علي رضي الله عنه.. فكلما أتى الرافضي بشبهة على سيدنا أبي بكر أو عمر.. أتى له بن تيمية بنفس الشبهة على سيدنا علي فيضع الرافضي في مأزق لا يحسد عليه.. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٦ - الصفحة ١١٧. حيث أنه لو طعن في أبو بكر وعمر لشبهة ما.. للزمه أن يطعن في علي... فلا يجد إلا مذهب أهل السنة هو المذهب الوحيد الذي سينجده من مأزقه!!
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب أن سالم بن عبد الله حدثه.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة ، قال: قرأ علي في آخر المغرب، فقال في آخرها: (ليس لكم دين، وليس لي دين). وفي رواية قرأ: (ولكن نعبد ما تعبدون). وروى الطبري بسنده أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاماً وشراباً، فدعا نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم المغرب، فقرأ: (قل يا أيها الكافرون. أعبد ما تعبدون. وأنتم عابدون ما أعبد. وأنا عابد ما عبدتم. لكم دينكم ولي دين) فأنزل الله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}. إسلام ويب - أسباب النزول - سورة النساء - قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "- الجزء رقم1. وروى أبو داود الطيالسي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: نزلت فيَّ أربع آيات -وذكر منها ما يتعلق بهذه الآية- قال: صنع رجل من الأنصار طعاماً، فدعا أناساً من المهاجرين، وأناساً من الأنصار، فأكلنا، وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا، فرفع رجل لَحْيَ بعير -اللحي: موضع منبت اللحية من الإنسان وغيره- ففزر به -أي: شق- أنف سعد ، فنزلت. حديث علي رضي الله عنه في شأن التخليط في القراءة رواه أصحاب السنن إلا ابن ماجه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. والحديث صحيح، وسنده قوي؛ لكن اختلف في اسم الداعي، واسم المصلي، والصحيح أن الذي صلى بهم هو عبد الرحمن بن عوف.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: أول ما نزل تحريم الخمر {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير... } [البقرة: 219] الآية. فقال بعض الناس: نشربها لمنافعها التي فيها، وقال آخرون لا خير في شيء فيه إثم، ثم نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} [النساء: 43] الآية. فقال بعض الناس: نشربها ونجلس في بيوتنا، وقال آخرون: لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر... فانتهوا فنهاهم فانتهوا. وأخرج عبد بن حميد «عن قتادة في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} [النساء: 43] قال: كان القوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال حين أنزلت هذه الآية: قد تقرَّب الله في تحريم الخمر، ثم حرمها بعد ذلك في سورة المائدة بعد غزوة الأحزاب، وعلم أنها تسفِّه الأحلام، وتجهد الأموال، وتشغل عن ذكر الله وعن الصلاة». وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {فهل أنتم منتهون} قال: فانتهى القوم عن الخمر وأمسكوا عنها قال: وذكر لنا أن هذه الآية لما أنزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس إن الله قد حرم الخمر فمن كان عنده شيء فلا يطعمه ولا تبيعوها، فلبث المسلمون زمانًا يجدون ريحها من طرق المدينة لكثرة ما أهرقوا منها».
(*) في المطبوع [عمرو] و [عمرو بن العاص]، وهو تحريف يبدو أنه مقصود. وهذه القصة في النسخ (الأخرى) المطبوعة من أحكام القرآن وفي جميع كتب السنة والتفسير التي أوردت هذه القصة مروية عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-، وما درى من حرفها أن عبثه هذا يستطيع اكتشافه صغار الطلبة فإن عمرو بن العاص لم يسلم إلا سنة ثمان من الهجرة والخمر قد حرمت في السنة الثالثة من الهجرة (هذا التعليق بكامله أفاده العضو ابن المنير في ملتقى أهل الحديث، ونبهنا عليه فجزاه الله خيرا)