[ ص: 33] فضل الصلاة في المسجد الحرام 691 أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت من صلى في مسجد رسول الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم 1405 حدثنا إسحق بن منصور حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام
تاريخ النشر: الثلاثاء 15 ذو الحجة 1425 هـ - 25-1-2005 م التقييم: رقم الفتوى: 58313 12650 0 320 السؤال جزاكم الله كل خير على جميع الإجابات السابقةهل تكرار الذهاب إلى مسجد قباء والصلاة فيه أفضل أم الصلاة في المسجد النبوي؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت، كان يأتيه راكباً وماشياً فيصلي فيه. وهذا يدل على مزية وفضل لمسجد قباء على غيره من المساجد باستثناء المساجد الثلاثة. قال ابن حجر رحمه الله: وفيه دلالة على فضل قباء، وفضل المسجد الذي بها، وفضل الصلاة فيه، لكن لم يثبت في ذلك تضعيف، بخلاف المساجد الثلاثة. انتهى فالمسجد النبوي أفضل لما ورد في فضله ومضاعفة أجر الصلاة فيه من الأحاديث، ومنها ما في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى. وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام.
مكة هي البيت العتيق ، وهي البلد الحرام ، والبلد الأمين ، شرفها الله عز وجل ورفع قدرها ، فلها المنزلة العظمى والمقام السامي الذي لا يدانيه مقام. كيف لا وفيها بيته الذي هو أول بيت وضع للناس ، يعبدون فيه ربهم ويتقربون إليه ، وهو البيت الذي جدد بناءه خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، وزاده الله رفعة وتعظيما بمبعث خاتم الرسل محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. فهو مجمع الفضائل ومحط المكارم ، ففيه ترفع الدرجات وتغفر السيئات ، وفيه يتسابق المتسابقون في الخيرات فهو موطن رحمة ودار عبادة. ففضائل مكة جمة ومزاياها كثيرة فلنستعرض شيئا منها ، حتى يعلم المسلم حرمة هذا البلد ومنزلته عند الله ، فمن فضائل مكة شرفها الله: 1- أن فيها أول بيت وضع لعبادة الله في الأرض: قال تعالى: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} (آل عمران:96) قال الحسن: "هو أول مسجد عُبِد الله فيه في الأرض". 2- أنها حرم الله ورسوله: قال تعالى { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين} (النمل:91)، فمكة حرَّمها الله على خَلقه أن يسفكوا فيها دماً حراماً ، أو يظلموا فيها أحداً ، أو يصاد صيدها ، أو يختلى خلالها.
5- فضيلة الصلاة في مسجدها: وفضيلة الصلاة في المسجد الحرام لا تعدلها فضيلة، فالصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه قال: ( صلاة في المسجد الحرام أفضل مما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة ، وصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، وصلاة في مسجد بيت المقدس أفضل مما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة) رواه الطبراني و ابن خزيمة. 6- مُحَصَّنة من الدجال: فلا يدخلها الدجال حفظا من الله لها ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق) رواه البخاري. 7- زمزم: وهي كرامة إسماعيل عليه السلام وأمه ، حيث أنبع الله لهما هذه العين فصارت عينا معينا إلى يوم القيامة ، في بلد قفر لا شجر فيه ولا ماء ، وهي مع كونها تروي العطشان ، جعل الله فيها دواء وطعاماً لشاربيها ، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( زمزم طعام طعم وشفاء سقم) رواه البزار و الطبراني في الصغير وصححه الألباني.
وعموما، فالمسألة محل نظر وبحث عند بعض أهل العلم، ولم نطلع على كلام لأحد منهم قطع بحصول التضعيفين معا أو نفيه. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، ناقلا كلام أَبِي بَكْرٍ النَّقَّاشِ فِي تَفْسِيرِهِ: حَسَبْتُ الصَّلَاةَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَبَلَغَتْ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عُمُرَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، قال: وَهَذَا مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنِ التَّضْعِيفِ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّهَا تَزِيدُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَبْوَابِ الْجَمَاعَةِ، لَكِنْ هَلْ يَجْتَمِعُ التَّضْعِيفَانِ أَو لَا؟ مَحل بحث. انتهى. والله أعلم.