تفسير سورة الفاتحة للأطفال (المستوى الثاني) ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ أبتدئ مستعينًا بالله متوكلًا عليه. ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ الثناء على الله بأوصاف الكمال وهو الرب الذي خلق ورزق وربى جميع المخلوقات فلهذا استحق الحمد. ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ أعاد الرحمن الرحيم لأن رحمته سبقت غضبه ولأن رحمته وسعت كل شيء وعمت كل مخلوق. ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ هو المالك ليوم الحساب والجزاء. ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك. ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ أرشدنا إلى الطريق الواضح الموصل إلى رضوانك وجنتك وهو الإسلام. ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ وهذا الطريق الواضح هو طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وليس طريق من عرف الحق ولم يعمل به كاليهود ولا طريق من ترك الحق عن جهل وضلال كالنصارى. ص414 - كتاب تفسير ابن كثير ط العلمية - سورة النجم الآيات إلى - المكتبة الشاملة. مرحباً بالضيف
وكان مجاهد يقرأ: ( فَعَاقَبْتُمْ). حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد ( فَعَاقَبْتُمْ) يقول: أصبتم مغنمًا من قريش أو غيرهم ( فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا) صدقاتهنّ عوضًا. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد ( وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) قال: من لم يكن بينهم وبينهم عهد، فذهبت امرأة إلى المشركين، فيدفع إلى زوجها مهر مثلها ( فَعَاقَبْتُمْ) فأصبتم غنيمة ( فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ) قال: مهر مثلها يُدفع إلى زوجها. تفسير سورة الممتحنة للأطفال. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ) كنّ إذا فررن من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى الكفار ليس بينهم وبين نبيّ الله عهد، فأصاب أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم غنيمة، أعطى زوجها ما ساق إليها من جميع الغنيمة، ثم يقتسمون غنيمتهم.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (6) إلى (11) من سورة "الممتحنة": ﴿ ومن يتول ﴾: ومن نصرف عن الإيمان وطاعة الله ورسوله. ﴿ عسى الله ﴾: رجاء في رحمة الله. ﴿ مودة ﴾: محبة وألفة. ﴿ قدير ﴾: لا يعجزه شيء. ﴿ أن تبروهم ﴾: أن تحسنوا إليهم وتكرموهم. ﴿ تقسطوا إليهم ﴾: تعدلوا معهم. ﴿ المقسطين ﴾: العادلين. ﴿ وظاهروا على إخراجكم ﴾: وعاونوا الذين قاتلوكم وأخرجوكم. ﴿ أن تولوهم ﴾: أن تتخذوهم أولياء وأحباء. ﴿ فامتحنوهن ﴾: فاختبروهن. ﴿ فلا ترجعوهن إلى الكفار ﴾: فلا تردوهن إلى أزواجهن الكفار. ﴿ وآتوهم ما أنفقوا ﴾: وأعطوا أزواجهن المشركين ما دفعوا لهن من مهر ونفقة. ﴿ ولا جناح عليكم ﴾: ولا ذنب عليكم. ﴿ أن تنكحوهن ﴾: أن تتزوجوا المهاجرات. ﴿ ولا تمسكوا بعصم الكوافر ﴾: ولا تتمسكوا بعقود زواج المشركات. ﴿ واسألوا ما أنفقتم ﴾: واطلبوا ما أنفقتم من المهر إذا لحقت أزواجكم بالكفار. ﴿ وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار ﴾: وإن فرت زوجة أحد من المسلمين إلى الكفار. ﴿ فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم ﴾: فغزوتم وغنمتم من الكفار فامنحوا من فرت زوجته إلى دار الكفر من هذه الغنائم. مضمون الآيات الكريمة من (6) إلى (11) من سورة "الممتحنة": 1- ثم بيَّنت السورة أن معاداة المؤمنين لأعداء الله ومقاطعتهم خاصة بحالة العداء والعدوان، ومنعهم الناس من الدخول في هذا الدين.
ثم قال تعالى: رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [الممتحنة:4]. ويصح أن يكون هذا من قول إبراهيم ومن معه، ويصح أن يكون خطاباً لنا نحن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم: فقد علمنا الله أن نقول: رَبَّنَا [الممتحنة:4], أي: يا ربنا! ويا خالقنا! ويا رازقنا! ويا معبودنا الحق! عَلَيْكَ, أي: لا على غيرك, تَوَكَّلْنَا, أي: اعتمدنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا, أي: رجعنا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، هكذا يأمر الله المؤمنين بأن يتبرءوا من المشركين ومن الشرك, وبأن يفزعوا إلى الله ويطرحوا بين يديه. تفسير قوله تعالى: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا... ) تفسير قوله تعالى: (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة... ) قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات قال: [ هداية الآيات] ولآن مع هداية الآيات: [ من هداية هذه الآيات: أولاً: وجوب الاقتداء بالصالحين في الائتساء بهم في الصالحات] وإذا وجد بيننا عبد صالح يجب أن نقتدي به، في ما يقول وفي ما يعمل من الصالحات. [ ثانياً: حرمة موالاة الكافرين، ووجوب معاداتهم ولو كانوا أقرب قريب] كالأب والأم والابن والأخ والأخت ما داموا مصرين على الكفر والعياذ بالله.