صاحب من يحيطوك بإيجابية وتفاؤل وخطط للتطوير لا من يكثروا الشكوى ويصبغون الحياة بالأسود. تقبل الإطراءات فهي حقيقية، ولا تقل شكرا أو لا لا لست كذلك! أعط الإطراءات أيضا، فإن أعجبك شيء أعط نفسك المساحة للتعبير عن ذلك الشعور. تعلم احترام الذات وكيف تحادث نفسك دائما باحترام وتقدير ولا شيء سواهما. أعط نفسك مجالا للمرح والرقص والغناء واللعب والتلوين والتمثيل حتى، ولما لا؟ إن أردت البكاء أو التعبير عن الغضب أو الإحباط أو الخذلان، فلا تتوقف، لا تكبح نفسك إن أرادت التنفيس عن ما يثقلها لأنها في الأغلب ستكون قد وصلت لقمة تحملها في هذه النقطة. افخر بنفسك وبما وهبها الله، وتعلم أكثر عن ثقافة الاختلاف. فكلنا مختلفون واختلافنا ضرورة لبقائنا. وما تملكه لا يملكه غيرك والعكس. خصص حيزا مريحا وأنيقا لراحتك فهذا سيحدث فارقا جوهريا في نوعية راحتك. غذِ روحك بالغذاء المفيد والصلاة والتأمل والعلم والفن الهادف. إن لنفسك عليك حقا | Afayane. فقط قل ما تريد قوله، لا ترهق نفسك بأكثر مما تراه حقيقيا وإلا لن تبدوا حقيقيا. استتبع شغفك مهما كان، ولا تقل "راحت علي"! إن شعرت بإحباط أو غضب أو حتى حقد، فتذكر أن هذا الإحساس من حق نفسك. عالجه ولكن لا تمنعه.
فإذا قلنا إن النفس تتكون من روح (قلب) وعقل وجسد، كان على الإنسان أن يوازن بين مطالب كل واحد منها، ويسعى في إشباع كل جانب بما يحتاجه دون إفراط أو تفريط. ففي جانب الروح والقلب: عليه أن يصقلها ويغذيها بالعبادة، وأن يسعى في تحصيل ما يجلب لها السكينة والطمأنينة والسعادة، بحضور مجالس الإيمان، وكثرة ذكر الرحمن، وقراءة وتدبر القرآن؛ فـ [ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ](رواه مسلم). هل تعلم أن لنفسك عليك حق | فنور. وبذكر الله تطمئن القلوب: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}(الرعد:28، 29). وقراءة القرآن تملأ البيوت بالرحمات والبركات، وتطرد منها الشياطين وتملؤها بالملائكة ، وتتنزل معها الرحمة والسكينة فتمتلئ بها البيوت والقلوب والنفوس. ومع تنوع العبادات والأخذ من كل جانب منها بطرف، والإكثار من النوافل والمستحبات تسلك طريق محبة الله التي معها كل الخير "فيحبه الله فإذا أحبه كان سمعه الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنه لَيعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَه لَيعِيذَنَّهُ].
[إن لنفسك عليك حقا].. أو [إن لبدنك عليك حقا] هذا ما قاله سلمان الفارسي لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه. فقال "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: [صدق سلمان].
فكما يحتاج الإنسان إلى قلب سليم وروح مطمئنة، كذلك يحتاج إلى فكر سديد وعقل راجح. وكما أنه لابد من نور الذكر وسعة الصدر، كذلك لابد من قوة الفكر وروح العصر؛ فإن الأمم لا تقوم إلى على علم وقوة. وأما في جانب البدن: فقد جاءت هذه الشريعة لتنصف الجسم والبدن، كما أنصفت العقل والروح.. ففي الوقت الذي كانت بعض الديانات المحرفة والمذاهب الأرضية تقوم على تعذيب البدن، وحرمانه من الطيبات والملذات والراحة زعما منهم أن ذلك طريق صفاء الروح وترقيها، جاء القرآن ليقول: { يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}(الأعراف:32). وسمع الناس لأول مرة في جو الأديان [ إن لبدنك عليك حقا](رواه البخاري). لقد اعتنى الإسلام عناية كبيرة بجسم الإنسان وصحته، وجعل من مبادئه السامية الحفاظ على الجسم السليم المعافى من الأمراض بشتى أنواعها، فمن حق الجسم على صاحبه أن ينظفه إذا اتسخ، وأن يقويه إذا ضعف، وأن يطعمه إذا جاع، وأن يسقيه إذا عطش، وأن يريحه إذا تعب، وأن يبحث له عن الدواء إذا مرض وأصابته الأسقام، وأن يقيه ما استطاع من الأمراض ومن كل ما يؤذيه ويضره.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني موسى بن يعقوب، عن أبي وَجْزة، عن أبيه قال: رأيتُ عبيد الله يومئذٍ وإنّه ليناصي عثمان وإن عثمان ليقول: قتلك الله قتلتَ رجلًا يصلّي وصبيّة صغيرة وآخر من ذمّة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ما في الحقّ تَرْكك. قال فعجبتُ لعثمان حين وليَ كيف تركه، ولكن عرفتُ أنّ عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فَلَفَتَه عن رأيه. أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن عمران ابن مَنَّاح، قال: جعل سعد بن أبي وقّاص يُنَاصي عبيدَ الله بن عمر حين قَتَلَ الهُرْمُزان وابنةَ أبي لؤلؤة، وجعل سعد يقول وهو يُنَاصِيه: لا أُسْدَ إلا أنْتَ تَنْهِتُ واحِدًا وغالتْ أسودَ الأرض عنك الغوائـــلُ والشعر لكلاب بن عِلاط أخي الحجّاج بن عِلاط، فقال عبيد الله: تَعَلّم أنّي لَحْـمُ ما لا تُسـيغُـهُ فكُلْ من خَشاشٍ الأرْضِ ما كنتَ آكلا فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلّم عبيد الله ويرفق به حتّى أخذ سيفه منه وحُبس في السجن حتّى أطلقه عثمان حين وَليَ. أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عُتْبة بن جُبيرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: ما كان عبيد الله يومئذ إلّا كهيئة السبع الحَرِب، جَعَل يعترض العجم بالسيف حتى حُبس في السجن، فكنتُ أحسبُ أنَّ عثمان إِنْ وليَ سيقتله لما كنت أراه صنع به، كان هو وسعد أشدّ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عليه.
قال: وابن شهاب بالشام حينئذ. فلزمت نافعا ، فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا ، وروي عن سفيان بن عيينة قال: قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة ، فاجتمعوا عليه ، فقال: شنتم العلم ، وأذهبتم نوره لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا. قال أبو بكر بن منجويه: كان عبيد الله من سادات أهل المدينة ، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة ، وشرفا وحفظا ، وإنفاقا. قلت: كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه ، ويجله ، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله. فما حدث حتى توفي عبيد الله. قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة وقال غيره: مات سنة خمس وأربعين أو في التي قبلها. [ ص: 307] أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات ، أنبأنا عبد الصمد بن محمد قراءة ، وأنا في الرابعة ، أنبأنا علي بن المسلم ، أنبأنا الحسين بن طلاب ، أنبأنا محمد بن أحمد الغساني ، حدثنا محمد بن عبيد بن العلاء ببغداد ، حدثنا أحمد بن بديل ، حدثنا جابر بن نوح الحماني ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: أتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفرس فقال: احمل على هذا في سبيل الله. ثم رآه عمر بعد ذلك يقام في السوق. فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أشتريه يا رسول الله ؟ فقال: لا تشتره ولا ترجع في هبتك.
عبيد الله بن عمر ( ع) ابن حفص بن عاصم ابن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب. الإمام المجود الحافظ أبو عثمان القرشي العدوي ثم العمري المدني. ولد بعد السبعين أو نحوها ولحق أم خالد بنت خالد الصحابية ، وسمع منها ، فهو من صغار التابعين. وسمع من سالم بن عبد الله ، والقاسم بن [ ص: 305] محمد ونافع ، وسعيد المقبري ، وخاله حبيب بن عبد الرحمن ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن شعيب ، والزهري ، ووهب بن كيسان ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وثابت البناني ، وأبي الزناد ، وسمي ، وسهيل ، وسالم أبي النضر ، وعمرو بن دينار ، وطلحة بن عبد الملك ، وخلق. وعنه: ابن جريج ، ومعمر وشعبة ، وسفيان ، وحماد بن سلمة ، وزائدة ، وسليمان بن بلال ، وابن المبارك ، وعبد الله بن نمير ، وعلي بن مسهر ، ويحيى بن سعيد ، ومحمد بن بشر ، وعيسى بن يونس ، وعباد بن عباد ، ومحمد بن عيسى بن سميع ، وابن إدريس ، ومحمد بن عبيد ، وعبد الرزاق ، وأمم سواهم. قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك ، وأيوب ، وعبيد الله بن عمر: أيهم أثبت في نافع ؟ قال: عبيد الله أثبتهم وأحفظهم ، وأكثرهم رواية. وقال يحيى بن معين: عبيد الله من الثقات.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد الله بن حَنْطَب قال: قال عليّ لعبيد الله بن عمر: ما ذنبُ بنت أبي لؤلؤة حين قتلتَها؟ قال فكان رَأْيُ عليّ - حين استشاره عثمان - ورأْيُ الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله لكن عَمرو بن العاص كلّمَ عثمان حتَى تركه، فكان عليّ يقول: لو قدرتُ على عبيد الله بن عمر ولي سلطانٌ لاقتصصتُ منه. أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هشام بن سعد قال: حدّثني من سمع عِكْرِمَة مولى ابن عبّاس قال: كان رأي عليّ أن يقتل عبيد الله بن عمر لو قدر عليه. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمد بن عبد الله، عن الزهريّ قال: لمّا استُخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال: أشيروا عليّ في قتل هذا الذي فتق في الدّين ما فتق، فأجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجّعون عثمان على قتله، وقال جُلّ الناس: أبعد الله الهرمزان وجُفينة، يريدون يُتْبِعُون عبيد الله أباه. فكثر ذلك القول فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إنّ هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فأعْرِضْ عنه. فتفرّق الناسُ عن كلام عمرو بن العاص. أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدّثني ابن جُريج، أنّ عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما ولا يُقتل بهما عبيد الله بن عمر، وكانا قد أسلما وفرض لهما عمر، وكان عليّ بن أبي طالب لمّا بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان فلم يزل معه فقُتل بصِفِّين.
باب ما جاء في صلاة العيدين قبل الخطبة 531 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يصلون في العيدين قبل الخطبة ثم يخطبون قال وفي الباب عن جابر وابن عباس قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن صلاة العيدين قبل الخطبة ويقال إن أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم
قال جويرية: فقلت لنافع: هُوَ سيف عُمَر الَّذِي كَانَ لَهُ؟ قَالَ: نعم قلت: فما كانت حليته؟ قَالَ: وجدوا فِي نعله أربعين درهما. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: خرج عُبَيْد الله بْن عُمَر بصفين فِي اليوم الَّذِي قتل فِيهِ، وجعل امرأتين لَهُ بحيث تنظران إِلَى فعله، وهما أَسْمَاء بِنْت عطارد بْن الحاجب التميمي، وبحرية بِنْت هانئ بْن قبيصة الشيباني، فلما برز شدت عَلَيْهِ ربيعة، فتثبت بينهم، وقتلوه، وَكَانَ على رَبِيعَة يومئذ زياد بن خصفة التميمي، فقط عُبَيْد الله بْن عَمْرو ميتا قرب فسطاطه ناحية منه، وبقي طنب من طنب الفسطاط لا وتد لَهُ، فجروا عُبَيْد الله بْن عُمَر إِلَى الفسطاط، وشدوا الطنب برجله شدا، وأقبلت امرأتاه حَتَّى وقفتا عَلَيْهِ، فبكتا وصاحتا، فخرج زِيَاد بْن خصفة فقيل لَهُ: هَذِهِ بحرية بِنْت هانئ بْن قبيصة. فقال: مَا حاجتك يا بنت أخي؟ فقالت: زوجي قتل، تدفعه إلي. فقال: نعم، فخذيه فجاءت ببغل فحملته عَلَيْهِ، فذكروا أن يديه ورجليه خطتا الأرض من فوق البغل، ورثاه كعب ابن جعيل، وهجاه الصلتان العبدي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُبَيْدَ الله ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ بِصِفِّينَ، وَأَنَّ رَجُلا ضَرَبَ أَطْنَابَ فُسْطَاطِهِ بِأَوْتَادٍ، فَعَجَزَ مِنْهَا وَتَدٌ، فَأَخَذَ رَجِلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَرَبَطَهُ حَتَّى أَصْبَحَ.