هل فعلا الهدية لا ترد ولا تهدى ولا تباع ؟ الهدية مفتاح من مفاتيح القلوب، تذهب الشحناء والضغائن من الصدور ،وتذهب الكره والبغض وتلعب دورا مهما في توطيد أواصر المحبة وتنمية مشاعر الود، وصناعة الأصدقاء ،وتشعر بالسعادة والرضا، وتزرع الألفة بين الناس، يقول احد الأدباء: إذا كان الأصدقاء يتبادلون الهدايا، فإن الهدايا هي التي تصنع وتقارب بين الأصدقاء. وقد تسمع من أحدهم من يقول لك: "كون الهدية لا ترد و لا تهدى و لا تباع ،هي أمور مرتبطة بالعادات وبالعلاقات بين الناس, فمن أصول اللباقة و الإتيكيت أن تحتفظ بالهدية إن كانت مناسبة لك و تستطيع الإستفادة منها أو تناسب ذوقك أو أنك محرج من الشخص المهدي لو رآها مع آخر, أما إن كنت لا تستفيد منها و لا تناسب ذوقك أو ليس فيها إحراج من الشخص المهدي فلا بأس من إهدائها لشخص آخر يستفيد منها و يقدرها ". وقد تسمع من يقول لك:" إذا أُهديت إلى شخص هدية فقد دخلت إلى مُلكه، وأصبح له الحق في التصرف بها بأي وجه، سواء ببيعها أو إهدائها إلى الآخرين أو التصدق بها ". وقد تسمع من يقول لك: " آه.. في حديث نبوي بينهي عن التصرف في الهدية سواء عن طريق إهدائها أو بيعها وكمان ردها.. " قلت و بعدين ليه الحيرة ؟ أفضل حاجة أجري على رأي الدين في:"مشروعية تبادل الهدايا وبيعها وإهداؤها للغير".
الحمد لله. المقولة المشهورة بين كثير من الناس: " الهدية لا تُهدى ولا تُباع " مقولة غير صحيحة ، ومخالفة للشرع ، بل من تملَّك هدية بطريق شرعي فإن له الحق في التصرف بها بيعاً وإجارة وإهداءً ووقفاً ، ولا حرج عليه في ذلك ، ومن منع شيئاً من ذلك لم يُصب ، وقد جاء في السنَّة النبوية الصحيحة ما يدل على هذا. 1- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ ، فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا ، فَقَالَ: شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ. رواه البخاري (2472) ومسلم – واللفظ له - (2071). " أُكَيْدِرَ دُومَةَ ": هو أكيدر بن عبد الملك الكندي ، واختلف في إسلامه والأكثر على أنه لم يُسلم. " الخُمُر ": جمع خمار. " الفواطم ": هن ثلاث: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفاطمة بنت أسد, وهي أم علي بن أبي طالب, وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب. وفي الحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أهدى ما أُهدي إليه ، وعليه: فهو يدل على بطلان من منع من إهداء الهدية.
تصحيح مفاهيم - الهدية لا تهدى ولا تباع - YouTube
ومن ذلك ما يأخذه بعض الناس من هدايا تعطى له حين يستخدم جاهه في شفاعة خاصة، وهو ما يسميه العلماء أخذ الأجرة على الشفاعة، قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ شَفَاعَةً فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنَ الرِّبَا)(رواه الطبراني). وأيضاً: ما يهديه الموظف لرئيسه في العمل، وما يهديه الطالب لأستاذه في المدرسة، وما تهديه الطالبة لمدرستها، فكل هذا من الهدايا المحرمة، وقد انتشر ذلك بصورة تلفت الانتباه وتساهل الناس فيه لاسيما الطلاب والطالبات. ومما يحرم أيضاً: تلك الهدايا التي تهدى بين المسلمين في مناسبات الكفار، كأعيادهم و غيرها من المناسبات التي تخالف الشرع. الآداب في تقديم الهدية إخلاص النية لله تعالى عند تقديم الهدية، بحيث يراد بها وجه الله سبحانه. الدعاء للمهدي إليه بأن يبارك الله تعالى في هديته. يحسن أن تتناسب الهدية مع المهدي إليه، فهدية المرأة تختلف عن هدية الرجل، وهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهكذا…. ينبغي أن يكون المظهر الخارجي للهدية مناسباً ومقبولاً، كأن تغلف بغلاف جميل مع عبارات تهنئة ودعاء. اختيار الوقت المناسب، ولا سيما المناسبات الجميلة، كالزواج، والولادة، والحصول على الشهادة، أو الترقيات، أو المنزل الجديد….
الثالث: قوله تعالى: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40]. الرابع: قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الفتح - القول في تأويل قوله تعالى " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم "- الجزء رقم22. الخامس: قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]. السادس: قوله تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 26]. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدَّت عليه الأمور قرأ آيات السكينة، وسمِعتُه يقول في وقعةٍ عظيمة جَرَت له في مرضه تَعْجِزُ العقول عن حملها - من محاربة أرواحٍ شيطانية ظهرَتْ له إذ ذاك في حال ضعفِ القوة - قال: فلما اشتد عليَّ الأمر، قلت لأقاربي ومَن حولي: اقرؤوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلستُ وما بي قَلَبَةٌ".
السكينة ما تجده في القلب من الطمأنينة. [1] والسكينة في اللغة: الطمأنينة والاستقرار والرزانة والوقار. [2] وقال ابن القيِّم: (هي الطُّمَأنِينة والوَقَار والسُّكون، الذي ينزِّله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدَّة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوَّة اليقين والثَّبات). [3] وقال الجرجاني: (السَّكِينَة: ما يجده القلب من الطُّمَأنِينة عند تنزُّل الغيب، وهي نور في القلب يَسْكُن إلى شاهده ويطمئن). [4] و السَّكِينَة والوَقَار كلمتان مترادفتان في المعنى، لكن هناك فرقٌ طفيفٌ بينهما، أشار إليه أبو هلال العسكري في كتابه قائلاً: (إنَّ السَّكِينَة مُفَارَقة الاضطراب عند الغضب والخوف ، وأكثر ما جاء في الخوف؛ ألَا ترى قوله تعالى: ﴿ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ﴾ ~[التَّوبة: 40] وقال: ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ~[الفتح: 26]، ويُضَاف إلى القلب، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ~[الفتح: 4] فيكون هيبة وغير هيبة، والوَقَار لا يكون إلا هيبة. هو الذي انزل السكينه في قلوب المومنين حراره لا تطفل. المشهور في الفرق بينهما: أنَّ السَّكِينَة: هيئةٌ بدنيَّةٌ تنشأ من اطمئنان الأعضاء.
وقد وردت مادة (سَكَنَ) في (69) موضعاً في التنزيل العزيز(4)، وجاءت دالة على أربعة أوجه(5)، هي: 1ـ التسكين بمعنى الاستقرار، وذلك في قوله تعالى ( وَجَعَلَ الليْلَ سَكَنًا) أي: لتستقروا فيه. 2ـ النزول، وذلك في قوله تعالى: ( وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ) (إبراهيم:14). 3ـ الاستئناس، وذلك في قوله تعالى: ( وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)(الأعراف:189). آيات الشفاء والحفظ والسكينة مكتوبة - شبكة الشفاء العالمية. 4ـ الطمأنينة، وذلك في قوله تعالى: ( فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ). ولا يخفى اتصال هذه المعاني الأربعة بعضها ببعض، وقرب دلالتها جميعاً على معنى واحد.
[13] - قال عمر بن الخطاب: (تعلَّموا العلم، وتعلَّموا للعلم السَّكِينَة والحلم). [14] - وقال ابن القيِّم: (السَّكِينَة إذا نزلت على القلب اطمأن بها، وسكنت إليها الجوارح، وخشعت، واكتسبت الوَقَار، وأنطقت اللِّسان بالصَّواب والحِكْمة ، وحالت بينه وبين قول الخَنَا والفحش ، واللَّغو والهجر وكلِّ باطلٍ. وفي صفة رسول الله في الكتب المتقدِّمة: إنِّي باعث نبيًّا أمِّيًّا، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ، ولا صخَّابٍ في الأسواق، ولا متزيِّنٍ بالفحش، ولا قوَّالٍ للخَنَا. أسدِّده لكلِّ جميلٍ، وأَهَب له كلَّ خُلق كريم، ثمَّ أجعل السَّكِينَة لِبَاسه، والبرَّ شعاره، والتَّقوى ضميره، والحِكْمَة معقوله، والصِّدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خُلُقه، والعدل سيرته، والحقَّ شريعته، والهدي إمامه، والإسلام ملَّته، وأحمد اسمه). [3] خصائص آيات السكينة [ عدل] يقول ابن القيم: (كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدَّت عليه الأمور قرأ آيات السَّكِينَة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانيَّة ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوَّة، قال: فلمَّا اشتدَّ عليَّ الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرؤوا آيات السَّكِينَة.