وقال ابن عباس: إن اللّه خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور، وكتابه نور، وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يخلق في كل نظرة، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء ""أخرجه ابن جرير"". تفسير الجلالين { ويبقى وجه ربك} ذاته { ذو الجلال} العظمة { والإكرام} للمؤمنين بأنعمه عليهم. تفسير الطبري يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ: كُلّ مَنْ عَلَى ظَهْر الْأَرْض مِنْ جِنّ وَإِنْس فَإِنَّهُ هَالِك, وَيَبْقَى وَجْه رَبّك يَا مُحَمَّد ذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام; وَذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام مِنْ نَعْت الْوَجْه فَلِذَلِكَ رُفِعَ ذُو. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الرحمن - تفسير قوله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام- الجزء رقم15. وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهَا فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه بِالْيَاءِ " ذِي الْجَلَال وَالْإِكْرَام " عَلَى أَنَّهُ مِنْ نَعْتِ الرَّبّ وَصِفَتِهِ. يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ: كُلّ مَنْ عَلَى ظَهْر الْأَرْض مِنْ جِنّ وَإِنْس فَإِنَّهُ هَالِك, وَيَبْقَى وَجْه رَبّك يَا مُحَمَّد ذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام; وَذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام مِنْ نَعْت الْوَجْه فَلِذَلِكَ رُفِعَ ذُو. ' تفسير القرطبي قوله تعالى: { كل من عليها فان} الضمير في { عليها} للأرض، وقد جرى ذكرها في أول السورة في قوله تعالى: { والأرض وضعها للأنام} [الرحمن: 10] وقد يقال: هو أكرم من عليها يعنون الأرض وإن لم يجر لها ذكر.
﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن ٢٧] أي: يبقى الله عز وجل ذو الوجه الكريم. وكان بعض السلف إذا قرأ هاتين الآيتين وصل بَعْضَهما ببعض، قال: ليتبين بذلك كمال الخالق ونقص المخلوق؛ لأن المخلوق فانٍ والرب باقٍ، وهذه ملاحظة جيدة أن تصل فتقول: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ وهذا هو محط الحمد والثناء على الله عز وجل، أن تفنى الخلائق إلا الله عز وجل. وقوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى، ولكنه وجه لا يُشبه أوجه المخلوقين؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]؛ يعني أنت تُؤمن بأن لله وجهًا، لكن يجب أن تؤمن بأنه لا يماثل أوجه المخلوقين بأي حالٍ من الأحوال؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. ولما ظن أهل التعطيل أن إثبات الوجه يستلزم التمثيل أنكروا أن يكون لله وجهًا، وقالوا: المراد بقوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ أي ثوابه، أو أن كلمة ﴿وَجْهُ﴾ زائدة، وأن المعنى: (وَيَبْقَى ربك) ولكنهم ضلوا سواء السبيل، خرجوا عن ظاهر القرآن وحرَّفوه، وخرجوا عن طريق السلف الصالح، ونحن نقول: إن لله وجهًا -لإثباته في هذه الآية- لا يُماثِل أوجه المخلوقين لنفي المماثلة في قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وبذلك نسلم، ونُجري النصوص على ظاهرها المراد بها.
وقال تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ"( 13). أي من لعنه الله وجعل منهم الممسوخين وعبد الطاغوت. ولهذا أكثر ما يوجد الغلو في طائفتين في النصارى والرافضة ويوجد أيضًا في طائفة ثالثة من أهل النسك والعبادة الذين يغلون في شيوخهم ويشركون بهم(14). ------------------------------------ ( 1) وهم يدخلون في التوحيد نفي الصفات والقول بأن القرآن مخلوق وأن الله لا يُرى في الآخرة كما يأتي. ويدخلون في العدل التكذيب بالقدر. وعليهم مآخذ في النبوة. وأما الإمامة فقالوا فيها أسخف قول وأفسده في العقل والدين- كما يأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى. أصول الدين (الشيعة) - المعرفة. (2) ج (4) ص (145) ج (1) ص (230، 29) ج (2) ص (335). ( 3) القول بأن الله جسم أو ليس بجسم مما تنازع فيه أهل الكلام والنظر وهي مسألة عقلية، والناس فيها على ثلاثة أقوال: نفي، وإثبات، ووقف وتفصيل، وهذا هو الصواب الذي عليه السلف والأئمة.
وقد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عندهم بالمفيد وهو شيخ الموسوي والطوسي كتابا سماه: «مناسك حج المشاهد» جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قيامًا للناس وهو أول بيت وضع للناس فلا يطاف إلا به ولا يصلى إلا إليه ولا يؤمر إلا بحجه. وساق الإمام ابن تيمية أحاديث إلى أن قال: والإسلام مبني على أصلين: أن لا نعبد إلا الله وأن نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. أصول الدين عند الإمامية الإثنا عشرية. فالنصارى خرجوا عن الأصلين: وكذلك المبتدعون من هذه الأمة من الرافضة وغيرهم( 11). ويوجد بعض هذا الغلو في طائفة من أهل النسك والزهد والعبادة. فإن قيل: ما وصفت به الرافضة من الغلو والشرك والبدع موجود كثير منه في كثير من المنتسبين إلى السنة، فإن في كثير منهم غلوًّا في مشايخهم وإشراكًا بهم وابتداعًا لعبادات غير مشروعة، وكثير منهم يقصد قبر من يحسن الظن به إما ليسأله حاجاته وإما ليسأل الله تعالى به، وإما لظنه أن الدعاء عند قبره أجوب منه في المساجد، ومنهم من يفضل زيارة قبور شيوخهم على الحج، ومنهم من يجد عند قبر من يعظمه من الرقة والخشوع ما لا يجده في المساجد والبيوت وغير ذلك مما يوجد في الشيعة، ويروون أحاديث مكذوبة من جنس أكاذيب الرافضة مثل قولهم: لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه الله به، وقولهم: إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور.
ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة ». [4] 4 الإمامة هي رابع أصول الدين عند الشيعة الإثني عشريَّة، وهي في العموم المائز الرئيسي بين الشيعة وغيرهم من الطوائف الإسلاميَّة. وعندهم « لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة » ، ويعتقدون أنَّ الإمامة « كالنبوة لطف من الله تعالى، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في النشأتين، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس لتدبير شؤونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ». [11] ومن أهم ما يميز عقيدة الإمامة الشيعية الإثني عشريَّة هي القول بوجوب النصَّ على الإمام، فلا تكون الإمامة « إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله. وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس، فليس لهم إذا شاءوا أن ينصبوا أحدا نصبوه، وإذا شاءوا أن يعينوا إماما لهم عينوه، ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه، ليصح لهم البقاء بلا إمام ». [12] وتتفرَّع عقيدة العصمة من عقيدة الإمامة، فهم يقولون بعصمة الأئمة كما يقولون بعصمة الأنبياء، فيجب أن يكون الإمام « معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً.
[17] فيعتقدون بأنَّ عقيدة المعاد بهذه البساطة، ولا ينبغي الخوض في تفاصيلها، ومن يتجاوز هذه البساطة إلى البحث في تفاصيلها فإن « فإنه إنما يجني على نفسه ويقع في مشكلات ومنازعات لا نهاية لها. وليس في الدين ما يدعو إلى مثل هذه التفصيلات » ، ويبررون ذلك « بقصور الإنسان عن إدراك هذه الأمور الغائبة ». [18] ^ المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 37. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 39. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 40. ↑ أ ب المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 59. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 48. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 51. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 53. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 54. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 55. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 56. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 65. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 66. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 67. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 69. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 76. المظفر, محمد رضا ، عقائد الإمامية ، ص. 126.