السؤال: سمعت حديثاً عن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: " أنت ومالك لأبيك " (رواه الإمام أحمد في مسنده)، وقد سمعت أن في هذا الحديث ضعفاً. فما صحة هذا يا فضيلة الشيخ؟ الإجابة: هذا الحديث ليس بضعيفٍ لشواهده، ومعنى ذلك أن الإنسان إذا كان له مال فإن لأبيه أن يتبسط بهذا المال وأن يأخذ من هذا المال ما يشاء لكن بشروط: الشرط الأول: ألا يكون في أخذه ضرر على الابن، فإن كان في أخذه ضرر كما لو أخذ غطاءه الذي يتغطى به من البرد أو أخذ طعامه الذي يدفع به جوعه فإن ذلك لا يجوز للأب. الشرط الثاني: أن لا تتعلق به حاجة للابن، فلو كان عند الابن أمة يتسراها فإنه لا يجوز للأب أن يأخذها لتعلق حاجة الابن بها. انت ومالك لابيك دراسة فقهية. وكذلك لو كان للابن سيارة يحتاجها في ذهابه وإيابه وليس لديه من الدراهم ما يمكنه أن يشتري بدلها فليس له أن يأخذها بأي حال. الشرط الثالث: أن لا يأخذ المال من أحد أبنائه ليعطيه لابن آخر لأن في ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ولأن فيه تفضيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً، فإن كان محتاجاً فإن إعطاء الأب أحد الأبناء لحاجة دون إخوته الذين لا يحتاجون ليس فيه تفضيل بل هو واجب عليه. على كل حال هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به ولكنه مشروط بما ذكرنا، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال ابنه ما يضره، وليس له أن يأخذ من مال ولده ما يحتاجه الابن، وليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولداً آخر.
تاريخ النشر: الثلاثاء 4 جمادى الآخر 1420 هـ - 14-9-1999 م التقييم: رقم الفتوى: 1569 294965 0 787 السؤال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله بخصوص الحديث "أنت ومالك لأبيك" 1* ما هي درجة صحة هذا الحديث؟ 2* وإن كان يؤخذ به فما مناسبته وقصته ؟ 3* وعلى ذلك فهل يؤخذ بخصوص المناسبة أم هو لعامة الأمة؟ علماَ أنه في قناة "أبو ظبي" سمعت الشيخ يقول بأن الألباني صحح هذا الحديث وضعّفه الطبري. كما أضاف نفس الشيخ بأن هذا الحديث يتعارض مع الآيات التي وردت بخصوص الميراث في القرآن الكريم فما ترون في ذلك بارك الله فيكم؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 1. أما حديث: " أنت ومالك لأبيك" فرواه ابن ماجه، والإمام أحمد، والحديث معتضد بأحاديث أخرى منها: حديث عائشة الذي رواه الحاكم وابن حبان في صحيحه، ولفظ أحمد أخرجه الحاكم وصححه أبو حاتم، وأبوزرعة. ذكر ذلك الشوكاني في نيل الأوطار. و صححه الألباني في صحيح الجامع 2. شعر وحديث انت ومالك لابيك. أما مناسبته، فعن جابر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي مالاً وولداً ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: "أنت ومالك لأبيك".
الحمد لله. 1. الحديث: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالا وَوَلَدًا وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي فَقَالَ أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ رواه ابن ماجه ( 2291) وابن حبان في صحيحه ( 2 / 142) من حديث جابر ، و ( 2292) وأحمد ( 6902) من حديث عبد الله بن عمرو. ورواية أحمد عن عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي قَالَ أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوهُ هَنِيئًا. وله طرق وشواهد يصح بها. انظر: " فتح الباري " ( 5 / 211) ، و " نصب الراية " ( 3 / 337). 2. اللام في الحديث: ليست للملك بل للإباحة. قال ابن القيم: واللام في الحديث ليست للملك قطعا.. ومن يقول هي للإباحة أسعد بالحديث وإلا تعطلت فائدته ودلالته. " إعلام الموقعين " ( 1 / 116). أنتَ ومالُكَ لأبيكَ. 3. ومما يدل على أنها ليست للملك أن الابن يرثه أولاده وزوجته وأمه ، فلو كان ماله ملكاً لوالده: لم يأخذ المال غير الأب.
وقال محمد بن إسحاق: ما أظهرت من حججي على العباد، أعجب من شأن أصحاب الكهف والرقيم. [وأما "الكهف" فهو: الغار في الجبل، وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون. وأما "الرقيم"] فقال العوفي، عن ابن عباس: هو واد قريب من أيلَة. وكذا قال عطية العوفي، وقتادة. وقال الضحاك: أما "الكهف" فهو: غار الوادي، و "الرقيم": اسم الوادي. وقال مجاهد: "الرقيم": كان بنيانهم ويقول بعضهم: هو الوادي الذي فيه كهفهم. وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: "الرقيم"، قال: يزعم كعب أنها القرية. وقال ابن جريج عن ابن عباس: "الرقيم" الجبل الذي فيه الكهف. وقال ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن [مجاهد عن] ابن عباس قال: اسم ذلك الجبل بنجلوس. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف - الآية 9. وقال ابن جريج: أخبرني وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي: أن اسم جبل الكهف بنجلوس، واسم الكهف حيزم، والكلب حمران. القرطبى ـ باب ( جزء 10) ـ جزء 10: قوله تعالى: (إذ أوى الفتية إلى الكهف) روى أنهم قوم من أبناء أشراف مدينة دقيوس الملك الكافر. القرطبى ـ باب ( جزء 10) ـ جزء 10: قال ابن عطية: وبالشام على ما سمعت به من ناس كثير [ كهف] فيه موتى، يزعم مجاوروه أنهم أصحاب الكهف وعليهم مسجد وبناء يسمى الرقيم ومعهم كلب رمة.
[3] - مسند أحمد -أحمد بن حنبل- ج4 / ص274، المعجم الأوسط- الطبراني- ج3 / ص9. [4] - صحيح البخاري -البخاري ج4 / ص147، 148. [5] - تفسير القرآن وهو اختصار لتفسير الماوردي -عز الدين عبد السلام الدمشقي- ج2 / ص239. [6] - تفسير العياشي -العياشي- ج2 / ص321. [7] - سورة الكهف / 10. ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم. [8] - تفسير القمي -القمي- ج2 / ص32. [9] - سورة الكهف / 18. [10] - لاحظ: التبيان في تفسير القرآن -الشيخ الطوسي- ج7 / ص11، تفسير مجمع البيان -الطبرسي- ج6 / ص314، جامع البيان عن تأويل آي القرآن -الطبري- ج15 / ص249، معاني القرآن -النحاس- ج4 / ص217. تفسير الثعلبي ج6 / ص147، زاد المسير -ابن الجوزي- ج5 / ص76.
القول المقابل لقول المشهور: وفي مقابل ما أفاده مشهورُ المفسِّرين ذهب آخرون إلى أنَّ الآية قصدت من الذكر لأصحاب الرقيم الإشارة إلى حدثٍ آخر وقع في تاريخ الرسالات لكنَّها لم تتصدَّ كما لم تتصدَّ الآياتُ الأخرى في عموم القرآن للتعريف بهذا الحدَث، نعم ورد في السنَّة الشريفة -بحسب زعم أصحاب هذا القول- أنَّ أصحاب الرقيم كانوا ثلاثة نفرٍ من الرجال "خرجوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء فأووا إلى الكهف فانحطَّت صخرةٌ وسدَّت بابه. فقال أحدُهم: اذكروا أيَّكم عمِل حسنةً لعلَّ اللَّه يرحمُنا ببركته.. " فبدأ أحدُهم فذكر معروفًا كان قد أسداه لآخر ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلك لوجهك فافرج عنا، فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء". ثم تصدَّى الثاني فذكر أنَّه فعل معروفًا لامرأةٍ ذاتِ عيال دون أنْ يبتزَّها رغم قدرته على ذلك، ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُه لوجهك فافرج عنا، فانصدع حتى تعارفوا". تفسير أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا [ الكهف: 9]. ثمَّ تصدَّى الثالث فذكر إحسانه لأبوبه الهرمين وكيف كان يبرُّهما ويؤثرهما على نفسه ثم قال: "اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُه لوجهِك فافرج عنا. ففرَّج اللَّه عنهم فخرجوا" قال البيضاوي في تفسيره: "وقد رفع ذلك نعمان بن بشير" ( [2]).
" أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " وهذا الاستفهام بمعنى النفي, والنهي. أي: لا تظن أن قصة أصحاب الكهف, وما جرى لهم, غريبة على آيات الله, وبديعة في حكمته, وأنه لا نظير لها, ولا مجانس لها. بل لله تعالى من الآيات العجيبة الغريبة, ما هو كثير, من جنس آياته في أصحاب الكهف, وأعظم منها. فلم يزل الله يرى عباده من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم, ما يتبين به الحق من الباطل والهدى من الضلال. وليس المراد بهذا النفي أن تكون قصة أصحاب الكهف من العجائب, بل هي من آيات الله العجيبة. وإنما المراد, أن جنسها كثير جدا, فالوقوف معها وحدها, في مقام العجب والاستغراب, نقص في العلم والعقل. بل وظيفة المؤمن, التفكر بجميع آيات الله, التي دعا الله العباد إلى التفكير فيها, فإنها مفتاح الإيمان, وطريق العلم والإيقان. وإضافتهم إلى الكهف, الذي هو الغار في الجبل الرقيم, أي: الكتاب الذي قد رقمت فيه أسماؤهم وقصتهم, لملازمتهم له دهرا طويلا. تفسير السعدي