وهذا الحياء الموصوف خيرٌ كلُّه أو كله خير؛ كما ثبَتَ في الصحيحين [5] من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - وفي الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرَّ على رجلٍ وهو يُعاتب أخاه في الحياء، يقول: إَّنك لتستحيي، حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( دعْهُ فإنَّ الحياء من الإيمان)) [6] ، ولا يدخل في مُسمَّى الحياء الشرعي الاستحياء في طَلبِ العلم بعدم السؤال والمشاركة بالبحث فيه، وكذا الاستحياء من الناس بعدم إنكار مُنكرٍ؛ فإن هذا ضَعف وخَوَر، وجُبن عن تحصيل الخير. ثم بين هاتين الشُّعْبتين شُعَب عظيمة ، وأعظم الشعب بعد قول: لا إله إلا الله: أركان الإسلام التي بعد الشهادتين، وتحتها شُعَب وفروع عظيمة، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يذكرْها ولم يحددها، ولكن ذَكَرها على سبيل العدد؛ حتى يجتهد المسلم في تحصيلها، ويَجِدَّ في سائر طرق الخير؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77]. فينبغي للمسلم أن يسارِعَ ويُسابق في الخيرات، والعبد إذا اجْتَهَد في خَصلة من خصال الخير، لا يقول يقينًا: إنَّ هذه هي الشُّعْبة المرادة، بل يجتهد في جميع خصال الخير؛ حتى يستكمل جميع الشُّعب؛ روى البخاري عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( ( أربعون خَصْلة أعلاهُنَّ مَنِيحَة العَنْزِ، ما من عاملٍ يعمل بخَصلة منها رجاءَ ثوابها، وتصديقَ موعدها، إلاَّ أدخَلَه الله بها الجنة))، قال حسَّان: فعَدَدْنا ما دون مَنِيحَة العَنْز مِن رَدِّ السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعْنا أن نبلغَ خمس عشرة خَصلة" [7].
وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( فأفضلها قول: لا إله إلا الله))، وفي لفظ آخرَ عند أحمد: ( ( أرفعها وأعلاها قول: لا إله إلا الله)) [3] ، وهي لا تكون أعلى الشُّعَب وأرفعها إلاَّ إذا أقرَّ بها بإخلاصٍ وصِدقٍ ويقين، قد اطمأنَّ قلبُه بها وأَنِستْ نفسُه إليها. وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد، وأعلى خصال الإيمان ، بها عُلو الإيمان وأهله؛ ولهذا حينما يقَاتلُ الكفارَ لتكونَ كلمة الله هي العُليا يدْعو إلى الكلمة العليا وهي ( لا إله إلا الله)، ولذا لا يكون مقاتلاً لأجْل أن تكونَ كلمة الله هي العليا؛ حتى يُخْلِص في قوله لهذه الكلمة. فالمراد بـ ( قول: لا إله إلا الله)؛ أي: القول المواطئ للقلب، وما أكثر مَن يتلفَّظ بها اليوم، لكنَّه لا يعمل بمقتضاها! والناس حيال هذه الكلمة متفاوتون ؛ فمنهم مَن ينطق بها وهو زنديقٌ؛ كالمنافقين في عهْد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم. ومنهم مَن ينطق بها وهو صِدِّيقٌ، وهذا هو الذي جاءت الأخبار بالثناء على قائلها بأن يكون صادقًا ومُخلصًا في قوله بها. ومنهم مَن ينطق بها وهو بَيْنَ بَيْنَ؛ أي: يقولها قولاً، لكنَّها لا تحجزه عن المعاصي، ولا تحمله على الصبر والرضا والشكر، ومقامات الإيمان العُليا؛ لأنَّ الكلمة وإنْ قالها بلسانه - وهي عُليا وفُضْلى - لكنَّه لم يعلو قلبُه بها، فلم تزكُ نفسُه، ولم يزكُ عملُه.
الكتاب: شعب الإيمان المؤلف: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٣٨٤ - ٤٥٨ هـ) حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د عبد العلي عبد الحميد حامد أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي - الهند الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند الطبعة: الأولى، ١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م عدد الأجزاء: ١٤ (الأخير فهارس) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
5 ملايين ريال لتوفر التجهيـزات والمستلزمات الطبية وأعرب رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية بدر بن سليمان الرزيزاء عن فخر اللجنة بكونها أول لجنة أصدقاء للمرضى تُؤسس بالمملكة منذ أكثر من 40 عاماً، استطاعت ولله الحمد- ككيان مؤسسي راسخ أن تكون وعاءً مُحفزًا لقطاع الأعمال بالتبرع وتقديم أعمال الخير، وأن تمثل تجسيدا واقعيا لفكرة الشراكة الاجتماعية بين القطاعين العام والخاص
وشكر معاليه رئيس وأعضاء لجنة أصدقاء المرضى على حرصهم وحضورهم ودعمهم وإذا ليس بمستغرب عليهم فهم نهر معطاء لا ينقطع ورافد من روافد التنمية، داعيًا العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناتهم. الأمير سعود بن نايف يزور المرضى المنومين في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر - صحيفة صراحة الالكترونية. وأكد مديرعام الشؤون الصحية بالشرقية رئيس اللجنة الدكتور إبراهيم العريفي أن إسهامات رجال الأعمال أصحاب الأيادي البيضاء مستمرة في تقديم الدعم المادي لتأمين الأجهزة الطبية التي يحتاجها القطاع الصحي بالمنطقة، وكذلك توفير احتياجات المرضى وخدمتهم وتقديم الدعم لهم وتأمين احتياجاتهم من المستلزمات الطبية، حيث قدم رجال الأعمال خلال الزيارات الرمضانية لمستشفيات المنطقة الرئيسة وعددها 7 مستشفيات. دعما ماديا للجنة تجاوز 4. 5 مليون ريال لتوفر التجهيـزات والمستلزمات الطبية. وأكد رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية بدر بن سليمان الرزيزاء أن اللجنة تفخر بكونها أول لجنة أصدقاء للمرضى يتم تأسيسها بالمملكة بقوة الأيادي البيضاء الداعمة من أبناء المنطقة بعد فضل الله تعالى تستمر بسعيها لتحقيق أهداف جليلة تتلخص في مشاركة هموم المرضى من أبناء وأهالي المنطقة الشرقية والمُساهمة في إنهاء معاناتهم والتخفيف من آلامهم والمُساعدة في علاجهم حتى يعودوا أصحاء من جديد يشاركون في بناء مجتمعهم والنهوض به.
5 ملايين ريال لتوفر التجهيـزات والمستلزمات الطبية. وأعرب رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية بدر بن سليمان الرزيزاء عن فخر اللجنة بكونها أول لجنة أصدقاء للمرضى تُؤسس بالمملكة منذ أكثر من 40 عاماً، استطاعت – ولله الحمد- ككيان مؤسسي راسخ أن تكون وعاءً مُحفزًا لقطاع الأعمال بالتبرع وتقديم أعمال الخير، وأن تمثل تجسيدا واقعيا لفكرة الشراكة الاجتماعية بين القطاعين العام والخاص.