في سنة ١٩٥٠ تم اغلاق السينما الوحيدة في السعودية بعد عرض اول وآخر فيلم في المملكة والسبب كان "غمزة" سميرة Read more رغم ارتباط اسم سميرة توفيق باللون البدوي طوال مشوارها، إلا أنها تميزت أيضا بغناء المواويل العراقية التي كانت تؤثر بها كثيرون سمعوا الأغنية الشهيرة "أيام اللولو" بصوت الشحرورة صباح، ولكن لا يعرفون أن الأغنية في الأساس كانت لـ سميرة توفيق Read more
اليوم ما زالت تحتفظ سميرة توفيق بمجموعة فساتينها التي ارتدتها في مناسبات عدة، والتي كانت تغيرها بين الاربع والخمس مرات في الحفلة الواحدة. اما الجزء الذي لم تجد له مكاناً في بيتها فاحتفظ به وليم خوري في منزله. اما الاشخاص الذين كان العمل يفرض عليها رؤيتهم بصورة دائمة امثال عازف الطبلة محمد البرجاوي وزميله ستراك، فكانوا بمثابة افراد عائلتها يدقون بابها في ظروفهم الحرجة، ويركنون اليها اذا ما واجهوا مشكلة. عاشت سميرة توفيق في منزلها في الحازمية تحيط بها عائلتها وابناء اشقائها الذين من خلالهم مارست دور الأمومة فأحبتهم وعطفت عليهم وواكبت تفاصيل حياتهم من الفها الى يائها. اما الفاجعة الكبرى التي تلقتها في حياتها بعد وفاة اخيها البكر مانويل، فكانت رحيل زوجة اخيها رينيه كريمونة، اثر اصابتها بشظايا انفجار قنبلة مدفعية استهدفت منزل سميرة توفيق اثناء الحرب اللبنانية. وكانت يومها رينيه تسكن عندها فأصيبت سميرة بكآبة وبحالة احباط كبيرة. واخذت منذ ذلك الوقت على عاتقها تربية اولاد رينيه وتعليمهم. سميرة توفيق زمان برابطة فرق أحياء. كانت سميرة توفيق من المطربات القليلات اللواتي لم تلحقهن الشائعات بكثرة، اذ كانت تبتعد عن المشاكل وتواجه الشر بفعل الخير وتصر على الظهور بثياب محتشمة وتعيش حياة محافظة.
جيلنا ذهب في الحياة الى آخرها.. فعرف لاحقاً أن المرأة لم تتوقف عند ذراعي سميرة البضّتين، لكن جيلاً كاملاً من الآباء دوزن حياته في تلك المرحلة على إيقاعها الصاخب، بل إن "خطابها" الجريء جعلها تبدو وقتها من علامات الانفتاح الاجتماعي بشكلٍ ما.. حيث العاطفة لم تكن قد ابتذلت بعد على أيدي المطربات الغانيات وعريهن الجائع، ودلع سميرة في أغانيها كان خجولاً ومتردداً، ويحسب حساباً لمنظومة الأخلاق والأعراف السائدة في سنواتها.. الذهبية تلك! مجلس النواب العراقي: انتخابات رئاسة الجمهورية في 30 مارس. كانت أغاني سميرة تدفع رجلاً لأن يحب، وامرأة لأن تبكي، وفتاة لأن ترفض خطوبتها، وطالباً جامعياً لأن يحصل على إجازة كاذبة، يقضيها يتمرغ على عشب الجامعة، بتقرير طبي مختلق! أما الرجال الذين يدّعون الوقار، ويلبسون أقنعة التجهم المنزلي، ويديرون وجوههم عنها في البيوت امام بَحلقة الأبناء والبنات، فكانوا يسمعونها في المقاهي، ويتراهنون وهم يوزعون "ورق الشدّة".. إن كانت غمزتها ستكون الآن، أو بعد آهتين، أم في "الكوبليه" الأخير.. فيما يقسمُ واحدٌ منهم أنها كانت لحظتها تنظرُ في عينيه مباشرةً! وسميرة، بغضّ النظر، عن أصلها وفصلها، الذي فيه حكايات كثيرة.. كانت ابنة عمان، وكانت جزءاً من المكونات الثقافية التي تشكلّ وعينا بحضورها الطاغي، بل كانت تُعدّ في وقتٍ ما من مفردات التراث والفلكلور الأردني.
أقرأ صفحة سين وجيم للشيخ صالح اللحيدان فأتعجب مما فعل الزمن بالبعض، وأتعجب أكثر من غفلتنا من حقيقة الدنيا التي تبتسم لنا في أيام الشباب والقوة والصحة، ولكنها تكشر لنا عن أنيابها في سنوات الضعف والكهولة والعجز، ونغفل كذلك عن السنين والأيام التي تمر كمر السحاب حتى إذا جاءت ساعة تأنيب الضمير والندم نبكي من الآلام فلا نجد حولنا سوى الحسرات والزفرات.