وقول مجاهد في قوله: ( يأخذون عرض هذا الأدنى) قال: لا يشرف لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه ، حلالا كان أو حراما ، ويتمنون المغفرة ، ويقولون: ( سيغفر لنا) وإن يجدوا عرضا مثله يأخذوه. وقال قتادة في: ( فخلف من بعدهم خلف) أي: والله لخلف سوء ، ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم ، ورثهم الله وعهد إليهم ، وقال الله في آية أخرى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) [ مريم: 59] ، قال ( يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا) تمنوا على الله أماني ، وغرة يغترون بها ، ( وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه) لا يشغلهم شيء عن شيء ، ولا ينهاهم شيء عن ذلك ، كلما هف لهم شيء من [ أمر] الدنيا أكلوه ، ولا يبالون حلالا كان أو حراما. وقال السدي [ في] قوله: ( فخلف من بعدهم خلف) إلى قوله: ( ودرسوا ما فيه) قال: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم ، وإن خيارهم اجتمعوا ، فأخذ بعضهم على بعض العهود ألا يفعلوا ولا يرتشي ، فجعل الرجل منهم إذا استقضى ارتشى ، فيقال له: ما شأنك ترتشي في الحكم ، فيقول: " سيغفر لي " ، فتطعن عليه البقية الآخرون من بني إسرائيل فيما صنع ، فإذا مات ، أو نزع ، وجعل مكانه رجل ممن كان يطعن عليه ، فيرتشي.
( فخلف من بعدهم خلفٌ) - YouTube
رعد الكردي فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا.. - YouTube
نعم يا عبد الله: إذا فاتتك الجماعة فألزم نفسك بطاعة تعملها تكفيرًا (كالتصدق مثلاً) روي أن عمر بن الخطاب فاتته صلاة العصر مع جماعة، فتصدق بأرض قيمتها مائة ألف درهم، واقرأ سير السلف في المحافظة على صلاة الجماعة، وإليك منها: روي عن محمد بن خفيف أنه كان فيه وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك؟ قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة. ومنها: سمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن، وهو يجود بنفسه فقال: خذوا بيدي فقيل: إنك عليل، قال: أسمع داعي الله فلا أجيبه؟! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات. ومنها: حاتم الأصم وهو رجل صالح فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته - نقول هذا لكثيرٍ من المؤمنين الذين تفوتهم الصلاة بكليتها حتى يخرج وقتها- فجاءه أصحابه يعزونه على فوات صلاة الجماعة، فنظر إليهم وكانوا قلة فبكى، قالوا: ما يبكيك رحمك الله؟ قال: لو مات ابن من أبنائي لأتى أهل المدينة كلهم يعزونني، أما أن تفوتني صلاة فلا يأتيني إلا بعض أهل المدينة!!