1 ـ انتظار إسرافيلَ الأمرَ بالنفخ في الصور: قال رسول الله (ﷺ): « إنّ طَرْفَ صاحبِ الصُّوْرِ منذ وُكِّلَ به مستعدٌّ ينظُرُ نحو العرشِ مخافةَ أن يؤمرَ قبل أن يرتدَّ إليه طرفُه، كأنَّ عينيه كوكبانِ دُرّيان ». 2 ـ كيف أنعمُ وقد التقمَ صاحِبُ القرنِ القرنَ؟ قال رسول الله (ﷺ): « كيف أنعمُ وقد التقمَ صاحبُ القَرْنِ القرنَ، وحَنَى جبهتَهُ، وأَصْغَى سَمْعَهُ ينتظِرُ أن يؤمرَ أن ينفخَ، فينفخَ »؟!. قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: « قولوا حسبُنا الله ونعمَ الوكيل، توكلنا على الله ربنا ». رقدة اهل القبور قبل النفخ في الصور. 3 ـ اليومُ الذي تكون فيه النفخة: قال رسول الله (ﷺ): « إنَّ مِنْ أفضلِ أيّامِكُم يومَ الجمعةِ، فيه خُلِقَ ادمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ، إنّ الله حرّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ ». 4 ـ مَنِ الذين استثناهم الله من الفزع والصعق؟ قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ *﴾ [الزمر: 68]. ذهب طائفةٌ من العلماء إلى أنّ الذين استثناهم الله في قوله: هم ﴿إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾، ومنهم من قال: إنّهم الأنبياءُ أو الشهداءُ أو الحُور العين... إلخ.
وجاء في حديث ضعيف أنها ثلاث نفخة الفزع يفزع الناس، ثم الصعق يموتون، ثم الثالثة يبعثون لكن الحديث ضعيف، الثابت في القرآن، وفي الأحاديث الصحيحة نفختان: إحداهما تسمى نفخة الصعق، وهي الفزع يموت الناس بها. والثانية: نفخة البعث، والنشور. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
2 ـ وقال تعالى: ﴿وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ *﴾ [الأنعام: 73]. 3 ـ وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ *﴾ [القمر: 6] قال القرطبي: الداعي هو إسرافيل عليه السلام، وعليه فتكونُ الدعوةُ هي النفخُ في الصور، والله تعالى أعلم وأحكم. يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب: الإيمان باليوم الآخر من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
وبعد فالواجب على المسلم أن يستعد لهذه اللحظات الحاسمة بالمبادرة للأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات ، والبعد عن الأمور المنكرة ، و مجانبة السيئات. وإذا كان أخشى الخلق لله وأتقاهم له يقول: " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ.. "أخرجه الترمذي في السنن(2431) وغيره وصححه الألباني في السلسة ( 1079) فكيف بحالنا نحن المقصرين الضعفاء ؟! نسأل الله أن يجعلنا ممن لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.. آمين. الملك الموكل في النفخ في الصور. والله أعلم. يراجع ( القيامة الكبرى للشيخ عمر الأشقر 33- 42) و ( أعلام السنة المنشورة 122).
ومن هـذا الباب يمِكنُ الاستدلالُ على ذلك بقول الرسول (ﷺ): « يخرجُ الدجّالُ في أمتي، فيمكثُ أربعينَ ( ثم قال:) وهم في ذلك دارٌّ رزقُهم، حَسَنٌ عيشُهم، ثم ينفخُ في الصورِ، فلا يسمعُه أحدٌ إلا أصغى لِيْتاً، ورفع لِيْتاً، قال: وأول من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حَوْضَ إبله، قال: فيُصعقُ ويُصعُقُ الناسُ» ، وأصغى في الحديث: يعني: أمال.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « ما بين النفختَين أربعون، قال: أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قال: أربعون شهرًا؟ قال: أبيتُ، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ، قال: ثمَّ يُنْزل الله من السَّماء ماء، فيَنبُتون كما ينبت البقل، ليْس من الإنسان شيء إلاَّ يبلى، إلاَّ عظمًا واحدًا وهو عَجْب الذَّنَب، ومنه يُركَّب الخلق يوم القيامة » [3]. النفخ في الصور يوم القيامة. قال تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ. قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ. إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ. فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس: 51- 54].