ليس العمل بالجنس أول الطريق، بل هو نهاية طريق طويل مع القسوة، والإذلال والمهانة، ومعاناة الدم الذى ينفجر أنهارًا من شدة العنف، ينجرفن مرغمات، إلى عالم الدعارة، بعد أن تبلدت المشاعر، وأصبحت اللامبالاة سمة، وبات الاَلم والراحة سواء. تجسد هذه الكلمات باختصار شديد، معاناة "منى فرخة"، الشخصية المحورية، فى فيلم "حدوتة من صاج"، لمخرجته "عائدة الكاشف". "منى فرخة"، شخصية حقيقية، وهى إحدى العاملات بالجنس، يكشف الفيلم فى 22 دقيقة هى مدته، جانبًا اَخرًا فى حياة الداعرات، يتعمد كثيرون عدم النظر إليه أو البحث عنه، ولو علموا به يتناسونه ويقولون الجملة الأكثر ترديدًا "الفقر مش مبرر"، أو يرددون المثل القائل "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها". الفيلم، سناريو "عمر خالد"، وبطولة "مريم صالح"، ومن انتاج مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، موسيقى زين حمدان. فيلم داخل فيلم يقدم "حدوتة من صاج"، فيلمين داخل بعضهما البعض، نكتشف ذلك بنهايته، أما بدايته، تنتقل بنا الكاميرا خلال ثوانٍ بين حوائط من الصفيح متصدعة، التى يعيش بين أركانها قطاع من الشعب المصري المهمش، الذين أجبرهم الفقر والقهر على الاحتماء بها.. فيلم 'حدوتة من صاج' *يا باشا انا شرم9طه* بطولة أمينه خليل - YouTube. وليتها تحميه!
"السجن كان أرحم" بعد الهروب من هذا الرجل.. تحميل فيلم حدوتة من صاج. نجد "منى" تقرر الدخول فى عالم الظالم، وتختار "الحبس" على أن تستمر حياتها مع هذا الشخص، خاصة مع ظلم أهلها لها بالرضا والسكوت والوهن، ولأول مرة تفكر فى الانتقام من أحد ظلمها، وكأن "منى" أصابتها متلازمة ستوكهولم، لجأت لمن اغتصبوها لمساعدتها فى الإتيان بالرجل فريسة تُنزِل به العقاب. تنتقل بنا "منى" لمرحلة أخرى فى حياتها، حينما دخلت عالم الملاهى الليلية، وهناك تتحول من مفعول به لفاعل، هى القوية التى تتحكم فى البنات العاملات بالملهى، ومن يتعدى حدوده مع إحداهن، تبطش به، وإن فعلت إحداهن ما يغضبها، غرزت فى وجهها الموس لتترك علامة كالتى طُبِعَت على وجهها، ثم نعرف منها أنها عملت راقصة، والتقت وقتذاك بموزع مخدرات يدعى "أحمد"، كانت تساعده فى عمله مقابل أن يحميها، ومن هنا نشأت قصة حب، ظنت حينها أنه الخلاص من كل ما تقاسيه. "أنا مش عارفة حياتى هتنتهى إزاى" أصرت "منى" على الزواج من موزع المخدرات على الرغم من المشاكل الجنسية التى يعانيها، وقامت بتوفير نفقات الزواج، حتى الشقة قامت بتأجيرها وفرشها مما تحصلت عليه من عملها بالملهى، وعاشت معه حتى رزقت بابنتها"حياة"، إلا أن إزدواجية المعايير لدى "أحمد" دفعته لتطليقها، والتشهير بها فى المحاكم كونها عاملة بالجنس، ليحرمها من حضانة ابنتها، ويتركها للشارع مجددًا.
وتشارك مصر ايضا بفيلم "بحري" للمخرج الواعد احمد غنيمي والذي نال عدة جوائز عن الفيلم في عدد من المهرجانات العالمية. الكلمات الدالة:
مصر 2011. ملون 22 دقيقة، إخراج: عايدة الكاشف/ إنتاج: عزة كامل، عايدة الكاشف/ سيناريو: عمر الفيشاوي/ تصوير: ڤيكتور كريدي/ مونتاج: سلافة نور الدين/ موسيقى: زيد حمدان/ تمثيل: مريم صالح، وليد مرزوق، أمينة خليل