هل فاجأ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أحدًا بإعلانه تعليق مشاركته في العمل السياسي؟ وما هو الدافع وراء ذلك؟ لولا استحقاق الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار المقبل، ربما لم يكن هناك ما يدفع الحريري للعودة الى بيروت واتخاذ موقف كالذي أعلنه قبل يومين. محمد بن سلمان الشخصية الأقوى تأثيراً - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. وصل الحريري الى نقطة يأس بفعل الضغوط السعودية الهائلة التي ألقيت على كاهله، ولم تتزحزح هذه الضغوط برغم حرصه في الفترة الأخيرة على إبداء التضامن مع السعودية في كل مناسبة وعند كل عمل عسكري يمني يطال السعودية وعقب كل تصريح سياسي لبناني يتضمن انتقادًا للقيادة السعودية. كل جهوده لاستدراك وترميم هذه العلاقة واجهها الصدّ. و نشر الكاتب اللبناني علي عبادي علي موقع العهد الاخباري يقول: هناك سببان لاستبعاد الحريري من دائرة الحظوة المَلكية السعودية بعد طول احتضان: الأول سعودي - داخلي، وهو الأساس، والثاني سياسي - لبناني يتعلق بموقف الحريري من حزب الله، حيث طلب ولي العهد السعودي منه مواجهة الحزب، وهو ما اعتبر رئيس الحكومة السابق أنه يعني حربًا أهلية. من المفيد التوقف مليًا عند السبب الأول لأنه يضيء على الخلفية التي تُحرك العلاقة بين القيادة السعودية الحالية وسعد الحريري.
ولفت إلى أن «مواقف المملكة تؤكد على أهمية التنمية في دول القارة الأفريقية وتعزيز الاستثمار فيها»، متطلعاً إلى عقد القمة السعودية ـ الأفريقية، والقمة العربية ـ الأفريقية قريباً والتي تأجلت بسبب الجائحة. وختم الأمير محمد بن سلمان قائلاً: «ومن منطلق مسؤوليتنا كدول مانحة نتطلع إلى أن تتوصل هذه القمة إلى حلول مبتكرة تساعد دول القارة على الخروج من دوامة الديون، وتضمن لهذه الدول القدرة على استغلال إيراداتها ومقدراتها الذاتية، وتحقيق التنمية المستدامة التي تحقق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية مثل خفض نسبة البطالة وتخفيض نسبة الفقر».
وأطلق ولي العهد عصر الرؤية الذي يعد أكثر مرونة ورؤية مستقبلية، لما تمر به المنطقة العربية من عدم استقرار سياسي، وجاءت الرؤية السعودية لتكون حائط الصد ضد ما تشهده المنطقة من مؤامرات، باعتبار المملكة هي المحور الرئيسي للعرب، وأسهمت في أوقات كثيرة في تقديم أشكال الدعم والمساندة في مختلف الأوقات والظروف، إذ لعبت المملكة دوراً محورياً في الدفاع عن القضايا العربية في الساحات الدولية، ووضعت إمكاناتها السياسية والدبلوماسية في خدمة العالمين العربي والإسلامي. وبالنظر إلى جولات الأمير محمد بن سلمان إلى الخارج تجد أنه يمثل المستقبل، بتنوعه ونظرته الواسعة في التعامل مع كافة الملفات والقضايا، وساهمت جولاته الخارجية في إعادة صياغة العلاقات الخارجية للمملكة وفق إستراتيجية تعتمد على الشراكة الفاعلة والقائمة على مبدأ العمل المشترك لتحقيق التنمية والاستقرار. فيما شهدت العاصمة الباكستانية مراسم منح الأمير محمد بن سلمان جائزة الشخصية المؤثرة عالميًا للعام 2018 (التي يمنحها مجلس علماء باكستان للشخصيات الأكثر تأثيراً والأكثر خدمةً للإسلام والمسلمين على مستوى العالم)؛ تقديراً لجهوده المباركة لخدمة الإسلام والعناية بالحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين والقرآن والسُنة والدفاع عن قضية فلسطين والقدس المحتلة وحقوق الشعب الفلسطيني وقضية اليمن وشعبه الشقيق وقضية الجولان السورية والأقليات المسلمة ودعم مسيرة السلم والسلام بين الهند وباكستان ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب وتعزيز الوسطية والاعتدال في العالم.
واللافت أن هذه الاجراءات جميعًا اتُخذت بشكل متزامن، وتبعتها لاحقًا حملة على مجموعة كبيرة من الأمراء الذين احتُجزوا في فندق الريتز بالرياض. وأخذ بن سلمان على الحريري عدم ولائه له وأنه كان على علم بتحرك مزعوم من بعض الأمراء ضده ولم يبادر الى إخباره. وهكذا، كانت تصفية الحريري ماليًا مقدمة لتصفيته سياسيًا في لبنان، وتم استدراجه الى الرياض في تشرين الثاني 2017 بعدما بقي لمدةٍ بعيداً عنها خشية احتجازه مع الامراء، لكن وقع ما كان يخشاه، وكان ما كان من إجباره على تلاوة بيان استقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية. دور محمد بن سلمان للمحترفين. وبالرغم من أن المسألة سُويت ظاهريًا بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصلحة إطلاق الحريري الذي يحمل الجنسية الفرنسية وعودته الى لبنان ومن ثم التراجع عن الاستقالة، فإن بن سلمان لم يغير طريقة تعامله مع الحريري، واستدعاه مرة أخرى الى الرياض في تشرين الأول 2018 عند الحاجة اليه دعائياً في ذروة أزمة بن سلمان في قضية تصفية جمال خاشقجي. ومن الامور اللافتة أن عائلة سعد الحريري ما زالت في الرياض، ولم يتمكن -برغم توسيط محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي- من إجلائها الى ابو ظبي لسبب غير مفهوم إلا ان تكون رهينة سياسية بدلاً عنه.
وتُبث أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي مباشرة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، وكذلك عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر ويوتيوب وفيسبوك وإنستقرام ولينكد إن، ويمكن للجمهور التفاعل مع أعمال القمة عبر الهاشتاق. وتأتي القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في سياق سعي المملكة لتحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتتضمن القمة تسليط الضوء على دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في القيادة الإستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. رهان على المستقبل وتطلعات بلا حدود مع انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تستضيفها الرياض هذه الأيام تحت رعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتجه الأنظار إلى ذلك المستقبل المبهر الذي رسمت خططه طموحات لا حدود لها، راهنت على أن هذا البلد سيصبح يوما ما محطة رئيسية للذكاء الاصطناعي وتسخير قدراته لما فيه خير البشرية جمعاء. محمد بن سلمان ولي العهد وصاحب الرؤية. ويعد الذكاء الاصطناعي أحد أنواع العلوم الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع في الآونة الأخيرة، حتى إنه دخل في كثير من المجالات الصناعية والبحثية، وعلى رأسها الروبوت والخدمات الذكية للحكومات والشركات، وهو يتميز بقدرته على الاستجابة للمتغيرات والمرونة الفائقة وسرعة رد الفعل في كافة المواقف.
ويستخدم الحريري في ذلك الرافعة الشعبية لخلق موجة احتجاج قوية بهدف إفشال أي مسعى لخلق بدائل عن قيادته وتصعيب المعركة المزمع خوضها من دونه انتخابياً ضد حزب الله برعاية سعودية وأميركية (لا بد من التنويه بأن الحريري اعلن تعليق وليس إنهاء دوره السياسي، وقرَنَ ذلك بتعليق مشاركة قيادات المستقبل معه حتى لا يأخذ أحد من الطامحين مكانه في غيابه). فهل تعيد العواصم المعنية بالقرار النظر بعد هذا التطور الذي قد يحدث تداعيات عدة في الساحة السياسية اللبنانية ولا سيما في الضفة الأخرى المواجهة لحزب الله؟ وهل سيكون لذلك من أثر على مجرى الإنتخابات وربما على قرار إجرائها من أساسه؟