و كانت توجد بالوادي مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه بالاضافة الى وجود اجمل وارق الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه لذلك يمكن أن نتخيل منطقة او وادي العقيق في فترة ازدهارها بانها مساحة خضراء يتخللها مسيل مائي واسع شبه متعرج يوجد فيها أشجار النخيل والفواكه وبساتين الخضار. و يوجد ايضا بوادي العتيق اجمل القصور المسورة المتلاصقة والمتباعدة غير أن هذه الحالة الزاهرة انتهت عندما تقلصت المدينة في القرن الهجري الثا لث وهجرت القصور وتهدمت ، و التاريخ يصف لنا عن جما مياهه و مياه الآبار فيه بالعذوبة ولذلك يحمل منها أهل المدينة والمسافرون إليها و من اشهر آباره بئر عروة و يسمى القسم الذي يبدأ من جبل عير إلى زغابة العقيق الأدنى وهو داخل حرم المدينة. و الجدير بالذكر ان وادي العقيق ورد في الاحاديث الشريفة و قال عنه اشرف الخلق بانه واد مبارك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( العقيق واد مبارك) ، و يمتد العمران حاليا الى أطراف العقيق حتى بذي الخليفة و ما زال مجراه يمتلئ بالماء كلما نزلت أمطار غزيرة.
وادي العقيق بالمدينة - YouTube
يعد وادي العتيق من اشهر اودية المدينة المنورة و توجد في في شبه الجزيرة العربية عدة أودية تحمل هذا الاسم و لكن أشهرها عقيق المدينة ، و كلمة العقيق مشتقة من العق وهو الشق ، و قد يكون قد سمي بهذا الاسم وكذلك الأودية المسماة به لأنه في الأصل سيل يشق الأرض ويجري في مجراه. فتتجمع مياهه من منطقة العقيق التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة كيل جنوبا و يسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى و بعد ذلك يسير غربي جبل عير و يمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقا حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين و بعد ذلك يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلا ثم شمالا فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة زغابة ويسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه لعدة اشهر. و يذكر لنا التاريخ ان وادي العقيق كان في بعض العصور يشبه النهر الدائم الجريان مما ادى ذلك الى بناء العديد من القصور الكثيرة على ضفافة و كان ذلك في العصر الاموي و نصف العصر العباسي ، و كانت توجد هناك قطع الاراضي بجانب الوادي ، فقصر سعيد ابن العاص من اشهر هذه القصور ، و قصر مروان بن الحكم ، و قصر سعد ابن ابي وقاص ، و قصر عروة ابن الزبير كل هذا مازال موجودا حتى الان.
توازن بين البيئة العمرانية والطبيعة يعدّ وادي العقيق أشهر أودية المدينة المنورة، وشاهداً على تاريخها وعلى السيرة النبوية، وتدل الكتابات التاريخية أن الوادي كان أشبه بنهر دائم الجريان، إذ قامت على ضفافه قديماً العديد من البساتين والمساكن لا سيما في العصرين الأموي والعباسي، ومنها أطلال قصرَي سعد بن أبي وقاص، وعروة بن الزبير. وأطلقت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة قبل عدة سنوات مشروعاً رائداً للتأهيل البيئي لوادي العقيق، وتحسين وتطوير المواقع المحاذية للوادي الذي تتجمع مياهه من منطقة العقيق التي تبعد عن المدينة المنورة أكثر من 100 كيلومتر جنوباً، ويسير إلى مشارف المدينة المنورة، حيث شيّدت على امتداد الوادي المحاذي لجبال الجماوات بالمدينة المنورة حديقة وممشى ومتنزّهاً، وممشى لممارسة رياضة المشي. وتمتدّ أعمال التأهيل وتطوير وادي العقيق إلى قرابة 15 كيلومتراً بدءاً من منطقة ميقات ذي الحليفة "جنوب المدينة المنورة" وصولاً إلى منطقة الجرف "شمالاً" بهدف تحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية، وتشمل عمليات التطوير عدة مناطق على ضفاف الوادي منها قصر عروة، وتقاطع طريق السلام، وميدان الجامعة الإسلامية، وصولا إلى المناطق الزراعية بالجرف.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
يذكر أن قطاع الآثار ممثل في مكتب الآثار بمنطقة المدينة المنورة، يعمل حاليا على نزع الملكيات المحيطة بالموقع بغية الحفاظ عليه وليكون الموقع معلما أثريا تاريخيا، بعد إزالة العوائق البصرية حول الموقع من مبان وخلافه وجار حاليا نزع أكثر من 4000م2 حول محيط الموقع، حيث تسعى الهيئة العامة من خلال مركز التراث العمراني إلى تأهيل وترميم الكثير من المواقع التراثية والمواقع التاريخية باعتبارها واجهة مميزة على الخريطة السياحية في المنطقة. اختيارات المحرر