[2] شاهد أيضًا: من قائل عبارة أكرموا عزيز قوم قد ذل إلى هنا نكون قد بين واجبنا على سؤال: من قائل عبارة اتقتلون رجلا يقول ربي الله ، وتبين ان هذا الرجل هو الوحيد الذي آمن من قال فرعون وجنوده وهو الوحيد الذي نجا من الصاعقة الذي أرسله الله تعالى على قوم فرعون وجنوده وهذا هو القول الراجح، كما بينا السورة الكريمة التي تضمنتها هذه الآية وهي سورة غافر، مبينا أن السبب الرئيس في تسمية هذه الصورة هي احتوائها الكثير على صفتي الرحمة والمغفرة اللتان يتصف بهما الله تعالى. المراجع ^, سورة غافر, 25-03-2021 ^ ابن كثير(774هـ)، تفسير القرآن العظيم، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت، صفحة٢٥٣، جزء4, 25-03-2021
إعلان [FONT=Arial] منذ أول يوم جهر فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالدعوة إلى الإسلام، وبيَّن لقومه ما هم فيه من الضلال والشرك، لقي من سفهاء قريش البلاء الشديد والأذى الكثير، فكان إذا مر على مجالسهم بمكة سخروا منه وقالوا: هذا ابن أبي كبشة يُكَلَم من السماء، وكان أحدهم يمر عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقول له ساخرًا: أما كُلِّمْتَ اليوم من السماء؟. وكان أول من تعرض له بالإيذاء عمه أبو لهب وزوجته أم جميل ـ حمالة الحطب ـ، فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (لما نزل قوله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}(الشعراء الآية: 214)، صعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الصفا، فجعل ينادي، يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما الأمر؟، فجاء أبو لهب وقريش، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدّقيّ؟، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صِدْقا!! ، قال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبَّا لك، ألهذا جمعتنا، فأنزل الله في الرد عليه: { تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ * سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}( المسد الآية 1: 5)) رواه مسلم.
وقد بينت الروايات الصحيحة الأخرى أن الذي رمى الفرث على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو عقبة بن أبي معيط، وأن الذي حرضه هو أبو جهل. ومن هذه المواقف التي تعرض فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأذى من كفار قريش ما رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قال أبو جهل: هل يعفِّر محمدٌ وجهَه بين أظهرِكم ( يعني بالسجود والصلاة) ؟ فقيل: نعم، فقال: واللاتِ والعزى، لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقَبَتِه، أو لأعفِّرنَّ وجهَه في التراب، فأتى رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يصلي،ـ زعمَ ـ ليطأَ على رقَبَتِه، قال: فما فجِئهم (بغتهم) منه إلا وهو ينكُص (يرجع) على عقبيه، ويتقي ( أي يحتمي) بيديه، فقيل له: مالَك؟! من قائل عبارة اتقتلون رجلا يقول ربي الله - موقع محتويات. ، فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نارٍ وهوْلاً وأجنحة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لوْدنا مني لاختطفته الملائكة عُضواً عضواً). وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي فجاء أبو جهل: فقال: ألم أنهك عن هذا؟، ألم أنهك عن هذا؟، ألم أنهك عن هذا؟، فانصرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فزبره (نهره) فقال: أبو جهل: إنك لتعلم ما بها نادٍ أكثرُ مني، فأنزل الله تعالى: { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُو الزَّبَانِيَةَ}(العلق الآية: 17: 18) ، قال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله).
وسأل عروةُ بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ عبدَ الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ عن أشد ما صنع المشركون برسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فقال: ( بينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}(غافر الآية: 28)) رواه البخاري.
هكذا بدأت الحكاية منذ الأزل، سبقتْ النتيجة التفاصيل، وسبقَ النصرُ محنَه وابتلاءاتِه بالبشرى قبل أنْ تسيرَ القافلة ليرسخَ في القلوبِ أنْ مهمَا رأتْ وجرى، مهما وقعَ عليها من أذى فوعدُ الله آتٍ وسائل الله لا يخيب!
وذلك لا يعني أبدًا أن يكون الإنسان فظًا أو غليظًا في أسلوبه وكلماته وطريقته، أبدًا، القرآن العظيم يعلّمنا على سلوك أحسن الطرق والوسائل أفضل الطرق في سبيل توصيل المعلومة وتبيان الخطأ وإنكار المنكر وتعريف المعروف والسير عليه ولكن قطعًا القرآن يجعل من الصمت أسوأ قرار في مثل هذه المواقف, يا ترى متى نخرج عن ذلك الصمت السلبي الذي أوقعنا في مزيد من الأخطاء الذي وسّع دائرة الفساد، وسع دائرة الخطأ في حياتنا الذي فتح الباب على مصراعية أمام الشباب، أمام الفئات المختلفة في المجتمع لمزاولة أخطاء سكتنا عنها وأعطينا لها بذلك شرعية. تدبروا في سورة غافر يقول الله عز وجلّ (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) [غافر: 28] تأملوا رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، يستر إيمانه هذا في السابق كان يستر إيمانه وذلك نتيجة لظروف معينة نتيجة لسطوة فرعون ولم يكن من الحكمة أن يُظهر ذلك الإيمان. ولكن متى خرج ذلك المؤمن عن صمته؟ متى كسر حاجز الصمت؟ متى أظهر إيمانه بالله؟ حين كانت هناك جريمة على وشك أن تقع هذه الجريمة جريمة قتل موسى والتعرّض له من قبَل قومه أخرجت ذلك المؤمن الذي لم يذكر القرآن اسمه ولكن ليس المجال وجال ذكر أسماء ولا تفاخر بهذه المواضع، التركيز في القرآن العظيم على الفعل وليس على من قام بالفعل.