[١٠] كفالة اليتيم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كافلُ اليتيمِ له أو لغيرِه، أنا وهو كهاتينِ في الجنةِ، وأشار مالكٌ بالسبابةِ والوسطَى). [١١] مفتاح الجنّة يظن البعض أنّ مجرد نطق كلمة التوحيد يكفيه لدخول الجنّة؛ لأنّ الشهادتين هي مفتاحها، وفي الحقيقة أنّ مجرد النطق بها لا يكفي لفتح أبواب الجنّة، بل لا بُد من تحقيق شروطها ومقتضياتها، وانتفاء موانعها، فقد شبّه العلماء الشهادتين بالمفتاح الذي له أسنان و الشروط أسنانه، فإنّ جاء الإنسان بالمفتاح من غير أسنانٍ فلن يغني عنه شيئاً، وكذلك الأمر إنّ جاء بالأسنان ناقصة، وفي ما يأتي بيان تلك الشروط: [١٢] العلم: وهو العلم المنافي للجهل، فلا بُد من العلم بمعنى الشهادتين، وأنّها نفيٌ للألوهية عن غير الله تعالى، وإثباتها له سبحانه وتعالى، فلا معبود بحقٍّ إلا الله. القناة الرسمية لشبكة الطريق الى الله - way2allah - YouTube. اليقين: وهو اليقين المنافي للشكّ، ويتحقق هذا الشرط بزوال أيّ شكٍّ أو تردّدٍ، أو ظنٍّ، بمدلول كلمة التوحيد، والتيقّن منها بشكلٍ قاطعٍ جازم. القبول: أي قبولٌ لما اقتضته كلمة التوحيد بالقلب واللسان. الصدق: وهو الصدق المنافي للكذب والنفاق، فلا بُد من قول كلمة التوحيد بصدقٍ، ويكون ذلك بموافقة القلب لما يقوله اللسان، وإلا فإنّ المنافق يقول بلسانه الشهادتين، ولكنّ قلبه مكذّبٌ بها.
شرح حديث أبي سعيد الخدري: إيَّاكم والجلوس في الطرقات عَنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ - رَضْيَ اللهُ عَنْه - عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: «إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ» فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما لنا مِنْ مجالسِنا بدٌ؛ نتحدَّثُ فيها! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا أبَيْتُم إلَّا المجلِسَ فأعطوا الطريقَ حقَّه» قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «غضٌ البصرِ، وكفُّ الأذَى، وردُّ السَّلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنَّهيُ عن المنكرِ» متفقٌ عليه. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ» هذه الصيغة صيغة تحذير؛ يعني: أحذِّركم من الجلوسِ على الطُّرقاتِ، وذلك لأنَّ الجلوسَ على الطُّرقاتِ يؤدي إلى كشفِ عوراتِ النَّاس؛ الذاهب والراجع، وإلى النظر فيما معهم من الأغراض التي قد تكون خاصة مما لا يحبون أن يطلع عليها أحد، وبما يفضي أيضًا إلى الكلام والغيبة فيمن يمر، إذا مرَّ من عندهم أحد أخذوا يتكلمون في عرضه.
فاسم الله متضمن لصفات الألوهية، واسم الربُّ متضمن لصفات الربوبية، واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر.. ومعاني أسمائه تدور على هذا. وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].. يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه، وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته. وقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].. يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته. وقوله: {.. بحث عن آداب الطريق - موضوع. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7].. يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطريق الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل.
قد يسير المرء في الطريق إلى الله تبارك وتعالى لسنــوات، يطلب فيها العلم ويستمع للمواعظ.. ولكن عندما يبحث عن أثرٍ لهذا العلم لا يجده!..