وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وأحضرت الاعرابية أفضل شاة لديها وجعلتها ترضع الصغير، وبعد أن مرت شهور والشاة ترضع الذئب فوجأت الاعرابية ذات يوم بالذئب وهو يهجم على الشاه التي أرضعته ويقتلها ويأكلها. قال الأصعمي " دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وجرو، فقلت لها ما هذا. قالت: أنه جرو ذئب أدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر قتل شاتنا. فردد: بقرت شويهتي وفجعت قلبي.. وأنت لشاتنا ابن ربيب.. غذيت بدرها وربيت فينا.. فمن أنبأك أن أباك ذيب.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا. إذا كان الطباع طباع سوء.. فلا أدب يفيد ولا حليب. ولذلك لابد من أخذ الحذر من مصاحبة اللئيم أو اكرامه، لأن هذا النوع من الأشخاص لا ينفع معه الكرم.
فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟! فقيرًا فأعطاك الله مالاً ؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا. قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردَّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك)) متفق عليه. فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف، وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين