وأخيراً ، فقد قيل: إنها توفيت في مكة قبل الهجرة ، قالوا: وليس بشيء ، واستدلوا على ذلك بأن علياً «عليه السلام» قال لها: إكف فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» سقاية الماء و تكفيك الداخل والطحن والعجن 14. ونضيف نحن إلى ذلك ما روي عن علي «عليه السلام» أنه قال: إنه أهدي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» حلة استبرق ، فقال: اجعلها خُمراً بين الفواطم ، فشققتها أربعة أخمرة ، خماراً لفاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وخماراً لفاطمة بنت أسد، وخماراً لفاطمة بنت حمزة ، ولم يذكر الرابعة ، قال ابن حجر «قلت» ولعلها امرأة عقيل الآتية 15 16.
[2] علاقاتها بالرسول لما كفل أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيه أشرفت فاطمة على تربيته. وبعد وفاة أبي طالب شرح الله صدرها للإسلام فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر زيارتها ، ويقيل في بيتها. فرحت فاطمة بزواج ابنها علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في الدار ، وقال علي لأمه: لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وكفتك في الداخل الطحن والعجن ؟ فتراضوا على ذلك. سيرتها كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من مكّة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية. كتاب الكافي وفاتها توفيت في سنة 4 هـ، قال علي بن أبي طالب: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه ، وصلى عليها ، وكبر عليها سبعين تكبيرة ، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وكان قد جثا في قبرها.
وشمائلها رضي الله عنها عديدة فصِلتها بالنبي صلى الله عليه وسلم أضافت إلى شخصيتها مكرمة عظيمة وهي حفظ الحديث وروايته، إذ روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعين حديثًا. لفاطمة بنت أسد مكانة رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان يُتحفها بالهدايا، فعن جعدة بن هبيرة عن علي قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حُلة استبرق، فقال: "اجعلها خمرًا بين الفواطم" فشققتها أربعة أخمرة، خمارًا لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخمارًا لفاطمة بنت أسد، وخمارًا لفاطمة بنت حمزة، ولم يذكر الرابعة. وذكر ابن حجر في "الإصابة" أنه من المحتمل أن تكون الرابعة فاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب رضي الله عنها. وقد قال ابن الأثير: "هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي أيضًا أول هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن، ثم زبيدة بنت المهدي امرأة هارون الرشيد ولدت الأمين لا نعلم غيرهن". حظيت فاطمة بنت أسد بالكرامة في حياتها وبعد وفاتها، فقد تولى رسول الله صلى الله عليه وسلم دفنها ودعا لها بالمغفرة، ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة".
[3] أسلمت في السنين الأولى للبعثة النبوية. وهي بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه وكان يحبها ويحترمها ويناديها بأمي. كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكّة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: وا أسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية. [4] وهي أول أمرأة بايعت [5] محمد بن عبد الله بعد نزول آية « يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك... » [6] أولادها [ عدل] لم يعقب ولد أسد بن هاشم [7] إلا من ولد ابنته فاطمة وكان لها ستة أولاد، وهم: أبناؤها: طالب عقيل جعفر الطيار علي بن أبي طالب بناتها: أم هانئ: زوجة هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. جمانه: تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، هاجرت إلى المدينة وتوفيت هناك. "وبين عقيل وجعفر عشر سنوات، وبين جعفر وعلي عشر سنوات، كذا أفاده العلامة جلال الدين السيوطي " الولادة في الكعبة [ عدل] يعتقد المذهب الشيعي الإثنا عشري بأن فاطمة بنت أسد ولدت إبنها علي في جوف الكعبة، وأنها المرأة الوحيدة التي ولدت في جوف الكعبة المشرفة حيث أدخلها جبريل عليه السلام.
التفاصيل فاطمة بنت الأسود، وقيل: بنت أبي الأسود بن عبد الأسد المخزومية: أخرجها أبو عمر، وأبو موسى، وهى ابنة أخي أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأسلمت وبايعت، وروى حبيب بن أبي ثابت مرفوعا أنّ فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حُلِيًّا فاستشفعوا على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بغير واحد وكلّموا أسامة بن زيد ليكلّم رسول الله وكان رسول الله يشفّعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبيّ قال: "لا تكلّمني يا أسامة فإن الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك، لو كانت ابنة محمد فاطمة لقطعتها" (*).