الفصل الأول يبدأ عصر النهضة في الأدب العربي الحديث منذ الصدمة الأولى التي شعر بها العالم العربي على أثر الحملة الفرنسية التي قادها نابليون الأول إلى وادي النيل قبيل نهاية القرن الثامن عشر، واصطحب فيها طائفة من العلماء والباحثين المنقبين، ومعهم مطبعتهم وأزوادهم من كتب المراجع ومصنفات العلم الحديث. يقول ابن خلدون: إن المغلوب مولع بمحاكاة الغالب؛ لأن الهزيمة توحي إليه أن مشابهة الغالب قوة يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه تلك الهزيمة، ويوشك أن يندمج المغلوب في بنية القوي المتسلط عليه ويفنى فيه — عادةً وعملًا ولغةً وأدبًا — إن لم تعصمه من هذا الفناء عصمة من بقايا الحيوية كمنت فيه وورثها من تاريخه القديم. ولقد كانت لوادي النيل عصمته التي سلم بها من غوائل الذهاب مع المحاكاة إلى نهاية شوطها، فكانت الصدمة الأولى من صدمات الإيقاظ والتنبيه، ولم تكن صدمة يتبعها التضعضع والاستكانة، أو استكانة يتبعها التسليم فالزوال. وكانت لوادي النيل حيويتان كامنتان في تلك الفترة من فترات الجمود والظلام، ولم تكن حيوية واحدة من بقايا التاريخ المندثر كما يحدث في كثير من أمثال هذه الصدمات. كانت له حيوية المجد التاريخي المتأصل في الحضارة المصرية العريقة.
كما أن الرواية تخلق في نفس القارئ مشاعر وانطباعات كثيرة ومتعددة، فهي تستمد من الأحداث المتواجدة في الرواية. ويقاس جمال الرواية بدقة التفاصيل المرورية عن الشخصيات وصفاتها. وترابط الزمان والأحداث وحبكة، ما زلنا نقدم لكم فنون النثر العربي الحديث. الخطابة من فنون النثر العربي وهي ذلك الفن في مخاطبة الجمهور وإقناعهم من خلال كلام بليغ ومختصر يحمل وقعا في النفس حين سماعه. وهي من أقدم الفنون النثرية في الأدب العربي، والخطبة تتكون من ثلاثة أجزاء هي المقدمة، والموضوع، والخاتمة. وتتميز الخطابة بقصر الجمل بها، وبقلة التّصوير البياني، وبوضوح وسهولة الأفكار، وبجمال الكلمات والتعبير. المقالة من فنون النثر الحديث وهي فن نثري عبارة عن قطعة إنشائية طويلة تكتب نثرا، وتقوم بمعالجة موضوع محدد من وجهة نظر الكاتب. وتتكون من ثلاثة عناصر، وهي المادة، والخطة والأسلوب، ويتم تقسيم المقالة إلى أنواع عديدة منها المقالة الأدبية، والمقالة العلمية، والخاطرة. القصة من فنون النثر العربي الحديث وهي فن نثري متميز ومشهور جدا، عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة واحدة، أو عدد من الوقائع. بحيث تتعلق تلك الوقائع بشخصيات إنسانية منها وأُخرى غير إنسانية.
الفصل الأخير من الكتاب مكرّس للنقد العربي الحديث وقد كتبه الكاتب والناقد السوري فيصل درّاج ويبحث فيه طويلا عن العلاقة بين النقد العربي الحديث وما يسمّى بـ «النهضة» أو «التنوير» الذي بدأت أفكاره تتجسد منذ نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. مع التأكيد على الربط بين النقد الأدبي والتقدم الاجتماعي حيث قدّم رشدي الخالدي، الفلسطيني، كمثال للمثقفين المتنورين. ويكرّس فيصل درّاج عددا من صفحات دراسته للحديث عن النقد الأدبي في بلاد الشام والعراق ولا ينسى أن يختتمها بالتعريج على النقد في بلدان المغرب. *الكتاب:تاريخ الأدب العربي الحديث 1900-1945 *الناشر: سندباد- اكت سود - باريس 2007 *الصفحات: 784 صفحة من القطع المتوسط Histoires de la littérature arabe moderne 1900-1945 Sindbad Actes Sud- Paris 2007 P. 784
فتوقفت عند أعلام الشعراء الذين يمثلون هذه الاتجاهات والحركات، وتعرّضتُ لحياة كل شاعر منهم وتناولت جوانب من عطائه الشعري، بالدرس والتحليل. فكان منهجي تاريخياً حين رسمت الخطوط العريضة لحياة الشاعر، وتحليلياً بالنسبة إلى دراسة شعره، يحاول من جهة أن يستخرج العناصر المكوّنة لشعره، ويحاول من جهة أخرى أن يدرس مستويات فنه، مستلهماً بعض ما جاءت به الأسلوبية الحديثة. وجعلت هذا الكتاب في ثلاثة أبواب، فخصصت الفصل الأول من الباب الأول للنهضة الأدبية: عواملها ومظاهرها، ثم جاء الفصل الثاني ليلقي الضوء على حركة الإحياء في مصر، وبقية الفصول لإلقاء الضوء على نهضة الأدب في بقية الأقطار العربية، في العراق وبلاد الشام على وجه الخصوص. وتناولت في الباب الثاني الرومانسية في الشعر العربي، فألقيت الضوء على مختلف اتجاهاتها وحركاتها، انطلاقاً من شعر المهجر، فجماعة الديوان، فجماعة أبولو، فالرومانسية في بقية الأقطار العربية، فالرومانسية في الشعر النسوي، وأنهيته بالحديث عن المحتوى والبنية في الشعر الرومانسي. وخصصت الباب الثالث لنزعة التحرر الوطني والقومي في الشعر الحديث فتحدّثت عن شعر المقاومة الفلسطيني، وبذلت جهدي في دراسة الشعر الحداثي، نشأته، وأعلامه، وبنيته الفنية.