إلى جانب ذلك، فقد ذكر العالم ابن باز بأن ليلة نصف من شعبان هي محض بدعة. وقد أحدثها الناس من العامة ولم يثبت أي شيء من السنة بخصوصها، وقيام الناس بالاحتفال بليلة النصف من شعبان أو دعاء مخصص أو الصلاة بطريقة معينة فيها لا يوجد عليه أي دليل يمكن الاحتجاج. وكل ما ورد بخصوصها من أحاديث هي أحاديث ضعيفة لا دليل على صحتها، وهي أحاديث ضعيفة لا يمكن الأخذ بها. ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان تجدر الإشارة إلى أن نبينا الكريم كان يحرص على الإكثار من الصيام في شهر شعبان. لأن هذا الشهر هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى. وكان عليه الصلاة والسلام يحب أن ترفع أعماله إلى الله وهو صائم، غير ذلك لم يرد عنه أنه قام بوضع دعاء ليلة النصف من شعبان أو تخصيصه بصلاة معينة وغيره. أما صيام ليلة النصف من شعبان فقد ظهر بداية عند بعض التابعين من أهل الشام. وبالتالي فهذا يعني أنه لا يجب أن يصوم المسلمين في هذه الليلة المحددة بالذات. أو يقوموا بتريدي دعاء ليلة من نصف شعبان مكتوب. بل يمكنهم أن يصوموا في أي يوم من ايام هذا الشهر المبارك ويتقربوا إلى الله بصالح الأعمال والعبادات. فهذا اليوم لا يرتبط بأي دعاء محدد وليس من الضروري أن يفرد المرء صيام هذا اليوم فقط دون غيره من أيام شهر شعبان.
»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ – وهو اسم قبيلة-. [1] روي عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنه قال: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا.. ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ". [2] عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن". [3] شاهد أيضًا: متى ترفع الاعمال في شعبان صيام ليلة النصف من شعبان هل يجوز للمسلم صيام ليلة النصف من شعبان؟ من الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يصوموا ثلاثة أيام البيض من كل شهر عربي، وهي أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري، ويوم النصف من شعبان هو أحد أيام البيض التي يجوز للمسلم أن يصومها مع الأيام التي تسبقها، ولكن تخصيص يوم الخامس عشر فقط بالصيام لم يكُن له أصل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعده، ولهذا فإن المسلم إن عزم أن يصوم يوم النصف من شعبان فيُستحب له أن يصوم معه يومي الثالث عشر والرابع عشر من شعبان، والله تعالى أعلم.
متفق عليه [9]. وقد ذكر ابن حجر أقوال العلماء في الحكمة من إكثاره من الصوم فيه: فمن ذلك أنه كان يصنع ذلك تعظيمًا لرمضان وفي ذلك تهيؤ لاستقبال شهر رمضان واستعداد تربوي ليتلقى المرء هذا الشهر العظيم بمزيد من الاهتمام، ومن هذه الأقوال أن نساءه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن كن يقضين ما عليهن من شهر رمضان في شعبان فكان يحب أن يشاركهن الصيام. • إن فضائل الأمكنة والأزمنة لا تثبت إلا بنص صحيح عن الله تبارك وتعالى أو عن رسوله - صلى الله عليه وسلم. • وإن العبادة لا تشرع إلا بالكتاب أو السنة الثابتة. • وإن القول الراجح عند المحققين من العلماء أن الحديث الضعيف لا يعمل به في شيء لا في الأحكام ولا في فضائل الأعمال [10]. والخير كل الخير في الاتباع. أذكر الاحتفال بليلة النصف من شعبان في مساجد دمشق وفي بيوتها كان موضع اهتمام الناس فيه، وكان واحد من أبناء عمنا ميسورًا، فكان يدعو الأهل والجيران والأحبة إلى بيته للاحتفال، فيأتون بعد المغرب وكان الاحتفال برعاية شيخنا الشيخ زين العابدين التونسي رحمه الله وتوزع المصاحف على الحضور ويقرؤون سورة ياسين.. ثم يقوم المنشدون فيرددون الأناشيد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يقرؤون دعاء نصف شعبان ثم يكون ذكر جماعي.. ثم تقدم الضيافة والحلوى.