إن دعاء هؤلاء الملائكة في عباد الله مستجاب أكيداً، فقد أوكل الله تعالى إليهم الدعاء لعباده، فلا يمكن أن لا يستجيب لدعائهم. فمن هم أولئك الذين يدعون لهم؟ وما هي الشروط والصفات التي تجعل الإنسان في موضع دعاء هؤلاء الملائكة الأبرار؟ في سورة غافر تجد أنهم يستغفرون للذين آمنوا وتابوا واتبعوا سبيل الله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}([4]). وفي سورة الشورى {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ}([5]). وفي أغلب الظن أن المقصود بمن في الأرض هم المؤمنون التائبون والمتبعون سبيل الله. إن دعاء هؤلاء الملائكة من رحمة الله تعالى بعباده. الله سبحانه تعالى قادر على كشف البلاء مهما اشتد وطال - إسلام ويب - مركز الفتوى. فهم يدعون الله بأمر من الله، ويشفقون على المؤمنين التائبين برحمة من الله، ورحمة الله واسعة. فلماذا يخص حملة العرش المؤمنين التائبين المتبعين بالدعاء فقط، وهم يقولون في نفس الدعاء: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا}؟ إن السبب واضح ومعروف لمن يعرف نهج القرآن في بيان حقائق الكون.
إن الذين لا يؤمنون بالله ويعصون الله يخرجون عن دائرة الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء رحمة وعلماً، لا لأن مساحة الرحمة الإلهية تضيق بشيء، فهي غير محدودة، ولكن لأن هؤلاء الناس أنفسهم يعرضون عن رحمة الله بالكفر والعصيان فإذا خرج العبد معرضاً عن رحمة الله لا تشمله رحمة الله، لا لضيق في رحمة الله، وإنما بسبب إعراضه عن رحمة الله. والذي يجعل الإنسان في موضع رحمة الله ثلاث كلمات: الإيمان، والعودة إلى الله (التوبة)، والإتّباع {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}، {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ}… فإن المعصية والتمرد إعراض عن الله والتوبة والاتباع عودة إلى الله، وبذلك يدخل الإنسان في دائرة رحمة الله من جديد بعد الإعراض والخروج، فإن دائرة الرحمة الإلهية مفتوحة لا تنغلق على أحد، وبوسع أي إنسان أن يرجع إلى الله متى ما يشاء. خميس, 28/04/2022 - 01:24
صحيفة الجريدة
اللهم اجعل صيامنا في آخر جمعة من رمضان مرفوعًا، ودعائنا فيه مسموعًا، واغفر لنا وارحمنا، واجعل قلوبنا تخشع لك وحدك. اللهم في آخر جمعة من رمضان اغفر ذنوبنا واجبر خواطرنا ويسّر أمورنا وارحم موتانا واشفِ مرضانا واجعل ما نمضي إليه أجمل مما مضى ، اللهم أعده علينا اعواما عديدة وأزمنة مديدة بصحة وعافيه وايمان.
دعاء ليلة القدر مكتوب: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي. دعاء ليلة القدر مكتوب دعاء ليلة القدر ، من أعظم العبادات التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذه الليلة المباركة إضافة إلى إخراج الصدقات وأداء صلاة التهجد والإكثار من الدعاء فيها حتى يغفر الله للعبد ذنوبه جميعًا، ومن أبرز أدعية ليلة القدر مكتوب: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي). (اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ).
لقد عهدناك في رمضان تائبًا من ذنبك منيبًا إلى ربك، عهدناك في رمضان مهذبًا تقيًا متواضعًا نقيًا، عهدناك في رمضان حريصًا على حضور الجمعة والجماعات، مقبلاً على دروس العلم، مستعدًا لقبول النصائح والعِظات، فلماذا تراجعتَ عن هذا الخير كله وهجرتَ بيت الله وطويتَ مصحفكَ؟ ولا ندري متى تعود إليه أيها المسكين. لقد كنتَ في رمضانَ جوادًا كريمًا معطاءً سخيًا، تبذل الكثيرَ من مالك، وتحسنُ معاملة الناس أجمعين؛ لأنك متخلقٌ بأخلاق الصائمين القائمين. من رآكَ في رمضان يقول: (ما هذا بشرًا إن هذا إلا مَلَكٌ كريم) ؛ لما يرى فيكَ من حرصٍ على الطاعةِ ومواظبةٍ على العبادةِ، فما الذي حدثَ حتى تخرجَ من رمضانَ مقبلاً على المعصية، ناسيًا ما كنت فيه من العبادة والاستقامة؟! رحمه الله وسعت كل شيء رحمه وعلما. ثم اعلم يا من ثبت على طاعة الله في رمضان، ويا من صبرت عن الحرام في رمضان، اعلم أن ثباتك على الطاعة وصبرك عن المعصية، لم يكن بحولك ولا قوتك؛ لأن من أعانه الله فهو المُعان، ومن خذله الله فهو المخذول، فلا حول لك على طاعة الله، ولا قوة لك على الثبات على دينه، ولا قدرة لك على الثبات على الحق إلا بمدده سبحانه، فاستعن بالله ولا تعجز، واتق الله ما استطعت، واطلب المدد والعون منه أن يثبتك على طريق طاعته، وعلى درب نبيه صلى الله عليه وسلم.