لَّٰبِثِينَ فِيهَآ أَحۡقَابٗا ماكثين فيها أزمنة ودهورًا لا نهاية لها. لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا لا يذوقون فيها هواءً باردًا يبرد حر السعير عنهم، ولا يذوقون فيها شرابًا يُتَلذَّذ به. إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا لا يذوقون إلا ماءً شديد الحرارة، وما يسيل من صديد أهل النار. جَزَآءٗ وِفَاقًا جزاءً موافقًا لما كانوا عليه من الكفر والضلال. إِنَّهُمۡ كَانُواْ لَا يَرۡجُونَ حِسَابٗا إنهم كانوا في الدنيا لا يخافون محاسبة الله إياهم في الآخرة؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث، فلو كانوا يخافون البعث لآمنوا بالله، وعملوا صالحًا. وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا وكذبوا بآياتنا المنزلة على رسولنا تكذيبًا. وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا وكل شيء من أعمالهم ضبطناه وعددناه، وهو مكتوب في صحائف أعمالهم. فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا فذوقوا - أيها الطغاة - هذا العذاب الدائم، فلن نزيدكم إلا عذابًا على عذابكم. من فوائد الآيات في هذه الصفحة: • إحكام الله للخلق دلالة على قدرته على إعادته. • الطغيان سبب دخول النار. معنى النبا العظيم واتوب اليه. • مضاعفة العذاب على الكفار. رقم الصفحة: 583 إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ مَفَازًا إن للمتقين ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، مكانَ فوزٍ يفوزون فيه بمطلوبهم وهو الجنة.
رقم الصفحة: 582 النبإ من مقاصد السورة: بيان أدلة القدرة على البعث والتخويف من العاقبة. عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون بعدما بعث الله إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم؟! التفاسير العربية: عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ يسأل بعضهم بعضًا عن الخبر العظيم، وهو هذا القرآن المنزل على رسولهم المتضمن لخبر البعث. ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ هذا القرآن الذي اختلفوا فيما يصفونه به؛ من كونه سحرًا أو شعرًا أو كهانة أو أساطير الأولين. كـَلَّا سَيَعۡلَمُونَ ليس الأمر كما زعموا، سيعلم هؤلاء المكذبون بالقرآن عاقبة تكذيبهم السيئة. ثُمَّ كـَلَّا سَيَعۡلَمُونَ ثم سيتأكد لهم ذلك. أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا ألم نُصَيِّر الأرض مُمَهَّدة لهم صالحة لاستقرارهم عليها؟! وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا وجعلنا الجبال عليها بمنزلة أوتاد تمنعها من الاضطراب. وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وخلقناكم - أيها الناس - أصنافًا: منكم الذُّكران والإناث. معنى ( النبأ العظيم ) في القران الكريم - YouTube. وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا وجعلنا نومكم انقطاعًا عن النشاط لتستريحوا. وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وجعلنا الليل ساترًا لكم بظلمته مثل اللباس الذي تسترون به عوراتكم.
فالقرآن الكريم سُمِّي نبأ؛ حيث إنَّه من ناحية المعنى اللُّغوي لمادَّة نبأ، يتجاوز حدود المكان والزَّمان، فينتقل من مكانٍ إلى مكان، ومن زمانٍ إلى زمان، ومن ناحيةٍ إلى أخرى، فإنَّ ما أخبر به لا يحتمل الشَّك فضلاً عن التَّكذيب؛ لأنَّ جميع ما أخبر به هو الصِّدق، وهو اليقين المحض، والنَّبأ لا يُطلق إلاَّ على الأخبار الثَّابتة الصَّادقة. قال الله تعالى - عن القرآن العظيم: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴾ [ص: 67، 68]. «أي: خبر عظيم وشأن بليغ، وهو إرسال الله إيَّايَ إليكم، ﴿ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴾؛ أي: غافلون. قال مجاهد، وشريح القاضي، والسُّدِّي - في قوله عزّ وجل: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴾، يعني: القرآن» [5]. قال السَّمرقندي رحمه الله: «قوله عزّ وجل: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴾ يقول القرآن: حديث عظيم؛ لأنه كلام ربِّ العالمين ﴿ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴾، يعني: تاركون فلا تُؤمنون به» [6]. معنى النبا العظيم الموسم. وقال ابن الجوزي رحمه الله: «وفي المُشَار إليه قولان: أحدهما: أنه القرآن. قاله ابن عباس ومجاهد والجمهور. والثاني: أنه البعث بعد الموت» [7]. ولقد جاء هذا النَّبأ العظيم ليتجاوز قريشاً في مكة، والعربَ في الجزيرة؛ ليتجاوز هذا المدى المحدود من المكان والزمان، ويؤثِّر في مستقبل أهل الأرض كلهم, ويُكَيِّفَ مصائرَهم منذ نزوله إلى الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.