إن من آثر لذة الوسادة على العبادة حريّ بالخسارة، ومحروم من سلوك طريق السعادة. فيا ترى، هل تهز هذه الكلمات المتخلفين عن صلاة الفجر؟ وتجعلهم ينافسون الآخرين باستنشاق ريح الصبا؟ ويكونون هم الأوائل الذين سيذكرون في قوائم المتعاقبين من الملائكة أمام الرب تبارك وتعالى ويكونون من رجال الفجر؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِكَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء:78]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. خطبة عن صلاة الفجر. الخطبة الثانية: أما بعد: فأوصيكم -عباد الله- ونفسي بتقوى الله وحده، والعمل لما عنده، والتنجّز لوعده والخوف من وعيده، فإنه لا يسلم إلا من اتقاه ورجاه وعمل له وأرضاه. قال صلى الله عليه وسلم: "يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون" رواه البخاري ومسلم. فما أسعد أولئك الرجال، جاهدوا أنفسهم وزهدوا في لذة الفراش؛ ليحصلوا على البراءة من النفاق، وليكونوا أهلاً لبشارة النبي بدخول الجنة، ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الله عنهم.
حديث صحيح. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلاَئِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ. عن أنس بن مالك. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ غلبة الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ قهر الرِّجَالِ. صحيح البخاري. سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ. صحيح مسلم. يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. عن أنس بن مالك. أذكار منوعة في رمضان: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الصلاة والدعاء والذكر، جميعها أذكار منوعة صالحة قبل وبعد كل صلاة. صلاة الفجـــر ,,,. أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، ويسأل الله له الوسيلة. أن يجتهد في الدعاء بين الأذان والإقامة، لأن هذا الوقت من الأوقات التي هي مظنة لإجابة الدعاء. أن يصلي ركعتي الفجر، فهي خير من الدنيا وما عليها. أن يشتغل بالذكر أو الدعاء أو قراءة القرآن حتى تقام الصلاة.
إنها حلالة العقد التي نفث فيها الشيطان بريق خبيث وقول مقيت: ( نم عليك ليل طويل) قال صلى الله عليه وسلم: (يَعقِدُ الشَّيطانُ عَلى قافيَةِ رأسِ أَحدِكُم إذا هوَ نام ثَلاثَ عُقدٍ، يَضرِبُ كلَّ عُقدةٍ مَكانَها: عليكَ ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإنِ استَيقظَ فذَكَر اللهَ انحلَّت عُقدةٌ، فإن تَوضَّأ انحلَّت عُقدةٌ، فإن صلَّى انحلَّت عُقدُه كلُّها، فأَصبحَ نَشيطًا طيِّبَ النَّفسِ، وإلَّا أَصبحَ خَبيثَ النَّفسِ كَسلانَ) رواه البخاري. ثلاث نفات شيطانية يقابلها ثلاث تعويذات ربانية: أما الأولى: فذكر الله الذي يوقظ قلب الغافل ويخنس معه الشيطان وأما الثانية: فصب الماء الطهور على الجسد الطاهر فيطفئ حرارة عبث الشيطان، وينشط الجسم ويفتح أبواب الرحمات، فإن سار إلى المسجد وصف قدميه مع عباد الرحمن خلص القلب من الشيطان فكان من أولياء الرحمن. • وفي تأملات نبوية ولحظات تهفو قلوب الصحابة لسماع قول خير الأنام الصادق المصدوق قال بعد أن نظر إلى القمر ليلة أربعة عشر: ( إنكم ستَرَونَ رَبَّكُم، كما ترَونَ هذا القمرَ، لا تُضامُّونَ في رؤيتِهِ، فإنِ استَطَعتُم أنْ لا تُغلبوا علَى صلاةٍ قبل طُلوعِ الشمسِ وقبل غُروبِها فافعَلوا.