وحاجبين كأنما خُطَّا بقلم، أو سُوِّدا بِحُمَم. تقوسا علي مثل عين ظَبْيَةٍ عَبْهَرَة. ينهما أنف كحَدِّ السيف الصَّنيع، حَفَّتْ به وَجْنَتَان كالأرجُوان، في بياض كالجُمَان. شُق فيه فم كالخاتم، لذيذة المبتسم، فيه ثنايا غر ذات أشَر. تَقَلَّب فيه لسان، ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر. تلتقي فيه شفتان حَمْروان، تجلبان ريقًا كالشهد إذا دلك. في رقبة بيضاء كالفضة، رُكبت في صدر كصدر تمثال دُمْية. أمهات صنعن رجالاً: أم الإمام أحمد بن حنبل.. رابع الأئمة (6) | مصراوى. وعَضُدان مُدْمَجَان، يتصل بهما ذراعان، ليس فيهما عظم يُمَسُّ، ولا عرق يُجَسُّ. رُكبت فيهما كفان دقيقان قصبهما لين عصبهما، تعقد إن شئتَ منهما الأنامل أرسل الملك إلى أبيها فخطبها، فزوجها إياه، وبعث بصداقها، فجهزت. [3] وصيتها لابنتها [ عدل] لما آن أن يحملوا «أم إياس» إلى زوجها، قالت لها أمها: أي بنية! إن الوصية لو تُرِكَتْ لفضلِ أدبٍ، تُرِكَتْ لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة أستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال. أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالًا عشرًا يكن لك ذخرًا.
جمال المرأة ونعومتها وأدبها وشاعريتها صفات جُعلت عند العرب كنوافذ وأبواب للولوج والاطلاع على كل ما يسر القلب، ويبهج النفس، ويضفي على حياتهم السعادة، ويغذي مشاعرهم بمقومات الفرح والسرور؛ وهذا من دواعي احتلال المرأة العربية مكانة عزيزة قبل الإسلام وبعده؛ إذ إن أخلاق العربي وشيمه ونبل أخلاقه لم يغيّرها الإسلام، بل حافظ عليها؛ لأن النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- جاء ليتمم مكارم الأخلاق لا ليفسدها! لذلك كان للمرأة بنبلها وتضحياتها دور رئيس وفاعل بحياة الرجل ونسق الحياة الاجتماعية، متشحة بالاقتران الراقي اللطيف بين مفاهيم العفة والرقة مع هذا النبل الممتزج بالسجايا الحميدة بين الطرفين. وقبل أن أدلف إلى ذكر أمثلة لمن اشتُهرن وعُرفن بروعة الجمال، مع الرقة وحسن الأدب، مع البراعة بالشعر والقصيد، ولاسيما الغزلي منه، فإني ألمح هنا بكلمات إلى أن العربي بكل العصور يثمن ويقدر الجمال بكل أشكاله وتصوراته؛ فكان جمال المرأة مقصدًا لرجالات العرب ومطلبهم، ونظموا لأجله أرقي قصائد الغزل، وخطبوا ود الحسناوات، وبادلوهن قصيدًا عذبًا بقصيد أرق وأجمل! المغيرة بن شعبة الثقفي - وهو صحابي جليل، وأحد مَن تحدث عنهم القرآن الكريم ببيعة الرضوان - فارس جسيم مقدام، وحاكم عادل.. كان يقال له (مغيرة الرأي)، من دهاة العرب، وذوي الرأي وحسن البصيرة.
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًا فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره. ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتمًا، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا. [4] المراجع [ عدل]