﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ سبحان الله الحمدلله لا اله الا الله الله اكبر لا حولَ ولاقوة الا بالله العلي العظيم لا اله الا الله وحدهُ لاشريك لهُ لهُ الملك ولهُ الحمد يُحيي ويميت بيدهِ الخير وهو على كل شيٍء قدير واليه الملجا واليه المآب واليه المصير حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلنا وهو ربنا ورب العرش العظيم ولا حولَ ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
فمر هذا الركب بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ، فقال صلى الله عليه وسلم هو والمسلمون: ( حسبنا الله ونعم الوكيل)، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عن قاله: (حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران: 173)) رواه البخاري ، واستمر المسلمون في معسكرهم، فخاف أبو سفيان ومن معه وآثروا السلامة ورجعوا إلى مكة.
لقد حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين على لزوم الذّكر فهو حصنٌ حصين وحرزٌ مكين، فما يزال المرء في خيرٍ ما زال لسانه رطباً بذكر الله تعالى، كما أنّ للذّكر آثاراً طيّبة في حياة المسلم ومن بينها قول حسبنا الله ونعم الوكيل، فما هو معنى هذا الذّكر ؟ وما هي فوائده ؟ إن قول حسبنا الله ونعم الوكيل هي سنّةٌ من سنن الأنبياء، فقد قالها وردّدها النّبي إبراهيم عليه السّلام حينما ألقاه قومه في النّار من بعد أن كاد لأصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى وحطّمها. كذلك ردّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام هذه العبارة بعد غزوة أحد حينما هزم المشركون المسلمين، فاستنفر النّبي الصّحابة للتّجمع في حمراء الأسد حتّى يعلم المشركون أنّ المسلمين ما زالوا صامدين أقوياء. معنى قول حسبنا ونعم الوكيل حينما يقول المسلم حسبنا الله ونعم الوكيل في حالات الظّلم التي يتعرّض لها في الحياة أو في معرض الرّدّ على المنافقين والمثبّطين الذي يريدون إضعاف عقيدة المسلم، ويكون معنى هذا الذكر أنّ الله سبحانه وتعالى هو حسب المسلم أي "كافيه"، ونعم الوكيل تعني نعم القائم على أمر المؤمن في جميع شؤونه من رعايةٍ ورحمةٍ وحفظٍ وإجابة دعاء وكفّ أذى وسوء، وجلب خير وسرور.
وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) القول في تأويل قوله: وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن أدبر هؤلاء المشركون عما دعوتموهم إليه، أيها المؤمنون من الإيمان بالله ورسوله، وترك قتالكم على كفرهم, فأبوا إلا الإصرار على الكفر وقتالكم, فقاتلوهم، وأيقنوا أنّ الله معينكم عليهم وناصركم (81) = " نعم المولى " ، هو لكم, يقول: نعم المعين لكم ولأوليائه (82) = " ونعم النصير " ، وهو الناصر. (83) * * * 16086 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " وإن تولوا " ، عن أمرك إلى ما هم عليه من كفرهم ، فإن الله هو مولاكم الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر، في كثرة عددهم وقلة عددكم= " نعم المولى ونعم النصير ". (84) * * * ------------------------ الهوامش: (81) انظر تفسير " التولي " فيما سلف ( 9: 141) تعليق:... ، والمراجع هناك. (82) انظر تفسير " المولى " فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي). (83) انظر تفسير " النصير " فيما سلف 10: 481 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك.
وفي الحَديثِ: أهميَّةُ التَّوكُّلِ الصَّادقِ على اللهِ تعالَى، وحُسنِ اللُّجوءِ إليه وأنَّ فيه النَّجاةَ. 9 -2 1, 818
(84) الأثر: 18086 - سيرة ابن هشام 2: 327 ، مع اختلاف يسير في سياقه ، وهو تابع الأثريين السالفين: 16074 ، 16081 ، وانظر التعليق على هذا الأثر الأخير ، وما استظهرته هناك.