ينبغ ي عليه أن يبالغ في كلامه ويؤكد بشكل جازم ويكرر دون أن يحاول إ ثبات أي شيء عن طريق المحاجة العقلانية " " و أرذل أنواع الأوغاد يمكن هم أن يتحلوا بمبادئ أخلاقية صارمة بمجرد أن ينخرطوا في الجمهور " " والشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية وإنما إلى العبودية. ذلك أن ظمأها للطاعة يج علها تخضع غ رائزيا لمن يعل ن بأنه زعيمها " " وأكبر خطإ يرتكبه القائد السياسي هو أن يحاول إقناع الجماهير بالوسائل العقلانية.. فالجماهير لا تقتنع إلا بالصور الإيحائية والشع ارات الحماسية واﻷوامر المفروضة من فوق "
خاص-الوثائقية" على أنقاض تلك السلطات العديدة التي سحقتها الثورات نجد أن هذه القوة الجديدة هي وحدها التي نهضت وترسخت، ويبدو أنها ستمتص كل الأخريات قريبا. وفي الوقت الذي أخذت فيه الأعمدة القديمة للمجتمعات تتساقط الواحدة تلو الأخرى، فإننا نجد أن نضال الجماهير هو القوة الوحيدة التي لا يستطيع أن يهددها أي شيء، وهي القوة التي تتزايد هيبتها وجاذبيتها باستمرار. إنه بالفعل عصر الجماهير". اقتباسات من كتاب سيكولوجية الجماهير - غوستاف لوبون | أبجد. تلك كانت واحدة من محطات الفيلسوف الفرنسي "غوستاف لوبون في كتابه "سيكولوجية الجماهير"، أحد أهم الكتب التي أنتجها عقل ما بعد الثورة الفرنسية، وهو الكتاب الذي لا يزال يشرئب بعنقه بارزا كلما تحركت حشود بشرية من أدنى الأرض إلى أقصاها، حيث أفردت له قناة الجزيرة حلقة من برنامج "خارج النص" ناقشت فيه أطروحات الكتاب. عن قوة الجماهير.. كتاب يتَّقد شبابا بعمر 130 عاما شهد القرن الـ19 في فرنسا ذروة التغيرات في المشهد السياسي والاجتماعي عقب الثورة الفرنسية، وأصبحت القوة الجماهيرية المتحكم الأول في الأحداث التاريخية، مما دفع المفكر الفرنسي "غوستاف لوبون" إلى التنبه لظاهرة الجماهير، ووضع خلاصة دراسته لها في كتابه "سيكولوجية الجماهير"، وهو الكتاب الذي برز من جديد مع ثورات الربيع العربي.
كن أول من يضيف اقتباس فالسهولة التي تنتشر فيها بعض الآراء و تصبح عامة تعود بشكل خاص إلى عجز معظم الناس عن تشكيل رأي خاص مستوحى من تجاربهم الشخصية في المحاكمة و التعقل. لا جماهير من دون قائد كما لا قائد من دون جماهير السهولة التي تنتشر فيها بعض الآراء وتصبح عامة تعود بشكل خاص إلى عجز معظم الناس عن تشكيل رأي خاص مستوحى من تجاربهم الشخصية في المحاكمة والتعقل. ليست الوقائع بحد ذاتها هي التي تؤثر على المخيلة الشعبية وإنما الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع... وإن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها وإذا كان الفرد يقبل الاعتراض والمناقشة، فإن الجمهور لا يحتملها أبداً.! التعليم الذي يقدم لشبيبة بلد ما يتيح لنا أن نستشرف قليلا مصير هذا البلد ومستقبله. فالجماهير لا تجمع الذكاء في المحصلة وانما التفاهة. إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياح على هواها. سيكولوجية الجماهير - دار المعرفه للنشر والتوزيع. من الصعب ، إن لم يكن من المستحيل ، عزل السلوك الفردي عن الوسط الاجتماعي _ الثقافي المحيط به... فمن يعرف فن التأثير في خيال الجماعات يعرف فن سياستها. إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياح على هواها.!
وهو ما دعاه إلى قراءة الحركة الجماهيرية بأسلوب نفسي، واستخلاص قوانين حاكمة يستطيع من خلالها القادة التعامل مع الجماهير في حالة الثورات، وبتفكيره البورجوازي أراد أن يفهم سبب ثورة الجماهير، من أجل التحكم بها والسيطرة عليها، وقيادتها إلى الاتجاه الذي تريده الطبقة الحاكمة. "روح الجماهير".. نظرية في الحراك اللاواعي تتلخص أفكار الكتاب الذي صدر عام 1895 في ثلاثة أجزاء، يتحدث الجزء الأول عن نظرية "روح الجماهير"، ويقصد بها الوحدة الذهنية التي تتشكل لدى اجتماع عدد من الأفراد في ظرف معين، حيث اعتبرهم كتلة ينصهر أفرادها بروح واحدة تخفض من مستوى الملَكات العقلية لديهم. يقول لوبون "الظاهرة التي تدهشنا أكثر في الجمهور النفسي هي التالية: مهما كانت نوعية الأفراد الذين يشكلونه، ومهما كان نمط حياتهم متشابها أو مختلفا، وكذلك اهتماماتهم ومزاجهم أو ذكاؤهم، فإن مجرد تحولهم إلى جمهور يزودهم بنوع من الروح الجماعية، إذن إليكم الآن مجموعة من الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور: تلاشي الشخصية الواعية، وهيمنة الشخصية اللاواعية، وتوجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، والميل لتحويل الأفكار المحرَّض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة".
تتسم الجماهير في أحوال كثيرة بتضخيم العواطف وتبسيطها، فهي تمارس الأمرين على حد سواء، وفق الحالة المنوطة بها والمحرّضات التي مورست عليها إما بالإيجاب أو السلب " لقد لعبت الجماهير دورا مهما في تغيير عجلة التاريخ، وهي اليوم تلعب دورا أكثر أهمية، بسبب تعدد وتعقد المحرّضات الممارسة عليها، فالعمل اللاواعي للجماهير اليوم بحاجة للدراسة أكثر من ذي قبل فهو أحد مفاتيح معرفة طرق السيطرة على الجماهير وفق استراتيجيات مضبوطة تراعي الحالة المتطورة الآنية وتغيّر الزمان وعقليات الناس. الجماهير لها عواطف وأخلاقيات منها سرعة الانفعال، فهي من الخصائص الأساسية للجمهور، فهو مقوّد كليا تقريبا من قبل اللاوعي، فالفرد المعزول يمكن أن يقف وجه المحرّضات ويعرضها على عقله، فيميز الحق من الباطل والصحيح من الخطأ، أما الجمهور فيخضع لها ولا يعرضها على ميزان العقل، لأنه بالأساس يفكر بالعقل اللاواعي ضمن الجماعة، فالجماهير يمكن أن تموت لأجل الانتصار لعقيدة أو عندما تؤمن بقضية ما وان كانت على باطل. الأمر الآخر الذي تتميز به الجماهير سرعة تأثرها وسذاجتها وتصديقها لأي شيء، وللتوضيح فما نعني به من كلمة سذاجة، ليس تلك التي يقصدها ابن خلدون في مقدمته، والتي هي الفطرة والسليقة في الإنسان، ولكن السذاجة هنا هي بمعنى الطيش وخفّة العقل، فالجماهير يستوي فيها الجاهل والعالم، لأنهما يصبحان عاجزان عن الملاحظة والنظر، فبمجرّد أن ينخرط الفرد في التدهور، فإنّ مستواه الفكري ينخفض إلى حدّ بعيد مهما درجته العلمية والفكرية، فيكفي إطلاق اقتراح ما في تجمع بشري معيّن الا وسيحظى بانتشار واسع، بغض النظر عن مصداقيته أو صحّته.
وإذا كان المسار الذي بلوره صاحب «حضارة العرب» (1884) يقتضي تعرية الجمهور، وتفكيك متخيله، فثمة ثنائية متناقضة تتحكم به هي الهدم والبناء. ورغم أن بعض الأفكار التي تطرق إليها لو بون، كأحد مؤسسي علم نفس الجماهير تخطاها الزمن، وما عادت من الركائز التي ترصد الجماعات البشرية ــــ أقله في المجال الأوروبي الذي تحول من كتل بشرية دهماوية إلى مجموعة من الأفراد المدركين لحقوقهم وواجباتهم، تحت راية العقد الاجتماعي ـــ فإن ذلك لا يمنع تطبيق تخريجات لو بون على جمهور العالم الثالث، وتحديداً العالم العربي؛ إذ يبدو أنه على خطى التحرر من عصر الجماهير إلى حقبة الفاعل الرقمي. على المستوى الدلالي، ثمة اختلاف طفيف بين الجمهور والشعب. الأول يشير إلى الجمع البشري، الكامن، وغير المنتظم، الموسوم بالسواد لعدم وضوح هويته الفكرية وشخصيته السياسية... والثاني يدل على مجموعة القبائل والبطون والفروع، ما يعني التفريع والتقسيم. وهذه الخاصية لا تقتصر على لسان العرب، بل لها تمثلاتها في الوعي الغربي، قبل القرن الثامن عشر الذي شهد كبرى الثورات، ونعني الثورة الفرنسية عام 1789. وبصرف النظر عن راهنية النظرية التي صاغها صاحب «الثورة الفرنسية وسيكولوجية الثورات»، بالنسبة إلى الدول المصنفة في دائرة العالم الأول، لا شك في أنّ أهمية أطروحة لو بون تصلح لتفكيك فوضى الجمهور في المجال العربي.