الوصيَّة بذوي الأرحام، والأيتام، والجيران. المسابقة إلى تلاوة القرآن والعمل به. الصلاة؛ فهي عماد الدين. الصيام، وشهر رمضان. الزكاة؛ فهي تُطفئ غضب الرَّب. الجهاد بالمال والنَّفس. عدم ظلم أهل الذمَّة، أو السَّماح لأحدٍ بفعل ذلك؛ فقد أعطاهم الذمَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ألَّا يخافوا في الله لومة لائم، بل يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، حتى لا يُولّى عليهم أهل الباطل والشرور. ذكرى استشهاد الإمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام). التواصل والبذل وعدم التقاطع والتفرق. التعاون على البرِّ والتَّقوى، وعدم التَّعاون على الإثم والعدوان. وصَّى الحسن والحسين بأخيهما محمَّد بن الحنفيَّة، ووصَّاه بهما، ووصَّاه بالرُّجوع إليهما في أموره المهمَّة. استشهاد علي رضي الله عنه بعد أن أكمل سيدنا علي -رضي الله عنه- وصيته لأبنائه، لم ينطق بغير كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وظل يكرّرها حتى خرجت روحه الطاهرة شهيداً صابراً محتسباً، وكان هذا في السّابع عشر من شهر رمضان المبارك، وقام بتغسيله ولداه الحسن والحسين وابن أخيه عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهم جميعا-، وكفنوه في ثلاثة أثواب، ثمَّ صلَّى عليه الحسن صلاة الجنازة وكبَّر عليه تسع تكبيراتٍ لمكانته. [٥] وعليّ -رضي الله عنه- هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان أوَّل من أسلم من الصبيان، ورابع الخلفاء الرَّاشدين -عليهم رضوان الله-.
بداية الفاجعة جاء شهر رمضان من سنة أربعين للهجرة يحمل بين أحداثه أعظم فاجعة مرت على المسلمين بعد فقد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم هذه الفاجعة التي خطط لها أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنه الله) في مكة مع نفر من أصحابه الخوارج الذين تعاهدوا أن يقتلوا كلاً من أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ومعاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص (لعنهما الله)، فكان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه من حصة الشقي ابن ملجم (لعنه الله) الذي تكفل بإطفاء شمعة حياته. رموز النفاق التي اشتركت في تلك الجريمة أقبل ابن ملجم بعد ذلك الاتفاق حتى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره، وطوى عنهم ما تعاقد هو أصحابه عليه بمكة من قتل أمير المؤمنين عليه السلام مخافة أن ينتشر، وزار رجلا من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر، من بني تيم الرباب. وكان الإمام عليه السلام قتل أخاها وأباها بالنهروان، فلما رآها شغف بها، واشتد إعجابه فخطبها، فقالت له: ما الذي تسمي لي من الصداق؟ فقال: احتكمي ما بدا لك، فقالت: أحتكم عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما، وأن تقتل علي بن أبي طالب.
ويبدو أن الأرجح هو القول الأول. ختاما هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مبشر بجنة الخلد، زوَّجهُ رسول الله ﷺ بمن؟ بسيدة نساء أهل الجنة! فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها، وقال فيه رسول الله ﷺ في فضله من الأحاديث الكثير، ثم يأتي شرذمة من الجهال ليقتلوه ظانين أنهم فعلوا الصواب، فإنها والله فتنة عظيمة، والمتأمل في هذه الحادثة يفهم جيدا معنى قوله تعالى: يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [النحل:93] وأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، مهما كان الإنسان المسلم طائعا لله عز وجل عابدا له، حافظا للقرآن متقنا ضابطا، فعليه أن لا يغتر بنعمة الله عليه ولا يتكبر ويعجب بها، وأن يسأل الله التوفيق والسداد والثبات على السراط المستقيم. وعلى كل حال فكل هذه الحوادث وإن ظهرت أنها شر ولكن لله عز وجل حكم ربانية في حدوثها، وإليه يرجع الأمر كله. نسأل الله أن يهدينا صراطا مستقيما، ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسأله تعلى أن يهدينا ويغفر لنا ذنوبنا، وأن يحشرنا مع زمرة الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. متي استشهد علي بن ابي طالب عن الموت. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وخلفائه الراشدين المهديين وسلم تسليما كثيرا.