ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد مات وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ). ويختتم كلامه بأمر عجيب (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه. يخبرنا المولى بما قاله عزير في هذا الموقف: فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سبحان الله أي إعجاز هذا.. ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم: هل تعرفون عزيرا؟ قالوا: نعم نعرفه، وقد مات منذ مئة سنة. قصة عزير عليه السلام مختصرة. فقال لهم: أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير. فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن الله. وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ واستمر انحراف اليهود بتقديس عزير واعتباره ابنا لله تعالى ولا زالوا يعتقدون بهذا إلى اليوم- وهذا من شركهم لعنهم الله.
قصص القرآن الكريم ورد في القرآن الكريم العديد من القصص التي تذكر تاريخ الأمم السابقة، وفي ذِكر هذه القصص حِكم عظيمة من الله -عزّ وجل-، ففيها تحذيرٌ للمسلمين من الوقوع بما وقع به مَن سبقهم من الظالمين والاعتبار من عاقبتهم، وأمرٌ لهم باتباع الصالحين، ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم، قصص الأنبياء والمرسَلين، وقصص الأقوام مثل قوم لوط، وقصص الظالمين مثل فرعون، وقصص النساء مثل قصة السيدة مريم -عليها السلام- ، كما ذكر القرآن الكريم قصص الحكماء مثل لقمان وذي القرنين والخضر وعزير، وسيتم توضيح قصة عزير -عليه السلام- في هذا المقال.
طبيبة بيطرية وكاتبة روايات رعب وما وراء الطبيعة من الأعمال المنشورة ورقيا رواية "لعنة الضريح- قرين الظلام- متجر العجائز- قسم سليمان- لعنة الارواح- جحيم الأشباح - نحن نعرف ما يخيفك " flash fiction " - ساديم - رسائل من الجحيم - المبروكة - وفي الأدب الساخر رواية عدلات وحرامي اللحاف