فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها: البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة, وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها. بين التواضع والكبر. هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل: هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ. وورد عن ابن مسعود قوله: إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.
التواضع المؤلف: الشيخ ابو علي البصري المصدر: مجــالس في الاخــلاق الاسلامية الجزء والصفحة: 25 واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. التواضـع: هـو عـدم الـترفع على الناس واحترامهم حسب أقدارهم. وهـو خلق كريم، يستهوي القلوب، وقد أشاد أهل البيت (عليهم السلام) بشـرف هـذا الخلق وشوقوا إليه بأقوالهم الحكيمة، وسيرتهم المثالية.
حينما يصل الإنسان إلى مرحلة عالية من فهم الذات وفهم النفس البشرية فإنه يعرف ماهية التعامل مع الذات وكيفية ترويضها وتهذيبها وتعويدها على التواضع والحلم (فالحلم بالتحلم). فكما نعلم أنه لا يتواضع إلا من كان واثقاً بنفسه ولا يتكبر إلا من كان عالماً بنقصه. وأمران يرفعان المؤمن وهما التواضع وقضاء حوائج الناس فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في قمة التواضع فمن نحن لنتكبر؟؟! فالتواضع من أخلاق الكرام ومن تواضع لله رفعه. ومن هنا يحضرني البيت الشعري القائل: ملأى السنابل تنحني بتواضع ------------- والفارغات رؤوسهن شوامخ وقال آخر: تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة ----------- فإن رفيع القوم من يتواضع فالتواضع صفة الإنسان الذي يعرف قدر نفسه وصفة الحكيم العاقل. ومن الناحية الإيمانية فالتواضع صفة العبد الطائع الرضي الذي يعرف أن الكبر من صفات الله تعالى وحده، حيث يقول الله في الحديث القدسي "الكبرياء ردائي". ومن الإعجاز في القرآن أنه لم يذكر التواضع بلفظه بل صوره بعدة صور بلاغية منها قوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). التواضع يرفع العبد عند الله عز وجل. فهنا صورة بلاغية جميلة فيها يحضرني تشبيه أن من يخفض جناحه كالطائر الذي يرفرف بجناحيه عندما يقترب من عشه وفيه فراخه الجائعة وقد اقترب الأب ومعه الطعام والشراب لفراخه خافضاً جناحه حباً وعطفاً ورحمة بصغاره.
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب. نعم.. معنى التَّواضُع لغةً واصطلاحًا - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره. إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله.
ت، د. م. النراقي، محمد، جامع السعادات, قم، اسماعيليان، ط 7، 1428 هـ. مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم ودرر الكلم, قم، دفتر تبليغات إسلامي، ط 2، 1430 هـ. مكارم الشيرازي، ناصر، الأخلاق في القرآن ، قم - إيران، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ط 2، 1426 هـ.
ورد في الحديث: (رأس العلم التواضع). كان زيد بن ثابت من صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله) قد صلى على جنازة وبعد ذلك جيء إليه بركابه ليركب ويرجع إلى مكانه، فأخذ ابن عباس بركابه حتى يركب زيد، فقال زيد يابن عـم الرسـول هـل يـمكـن ذلـك؟! قـال ابـن عـباس أمرنا ان نتواضع للعلماء والكبار، فأخذ زيد بيد ابن عباس وقبلها وقال وكذلك نحن أمرنا ان نتواضع لأهل البيت (صلى الله عليه و آله). ما هو تعريف التواضع. أقـول: زيـد قـبـل يـد ابـن عـباس لانه ينتمي قرابة مع الرسول وصلة، وأهل الكوفة قتلوا الحسين وهو ابن رسول الله وسبوا نساءه وأخذوا ما في الخيام وروعوا النساء وضربوا الأطفال.
حتى إن الأنبياء لم يتركوا التواضع في تعاملهم مع أعدائهم إنما كانوا خير مثال لأخلاق الدين الإسلامي، فهم لم ينادوا بها ويعطوا المواعظ عنها، إنما تحلوا بها فكانت أخلاقهم خير دليل للناس كي يلتزموا بها ويعرفوا قيمتها وأهميتها، فمن رأى تواضع الأنبياء أو سمع عنه يذوب خجلًا من نفسه ومن طريقة تفكيره وتعامله مع الناس، بل اين هو من الأنبياء. ولذلك من الأهمية بمكان أن يعود الإنسان إلى قراءة سير السلف الصالح، ومعرفة صفاتهم وأخلاقهم كي يبقي نفسه دائمًا في تجديد ومراقبة ومحاسبة لأخلاقها وتصرفاتها، ويبعد عن نفسه كل وسواس يزين له التكبر والغرور والاستعلاء على الناس المحيطين به، وهذه المحاسبة الداخلية هي أقوى أنواع المحاسبة وأكثرها جهادًا للنفس، فمن تمكن منها فهو القوي العاقل النبيل الحكيم، وكل ذلك يمكن إذا وضع الإنسان رضا الله تعالى نصب عينيه، عندها فقط لن يكترث لا بوساوس الشيطان ولا بأهواء نفسه ولا بأي شيء، بل سيلتزم بكل ما أمره به الله كي يكون في منزلة رفيعة عند الله تعالى، وسترتفع منزلته في السماء، كلما ازداد تواضعًا في الأرض. التواضع تهذيب للنفس والمجتمع لا يقتصر دور التواضع الذي يتسم به الإنسان عند كونه خلقًا نبيلًا، أو أنه يجعل من المتواضع قدوة للآخرين، أو حتى أنه يرفع مكانة المتواضع عند الله تعالى، بل إنه يتعدى ذلك ليكون معلّمًا للنفس، ضابطًا لها عن الوقوع في المزالق، وذلك يكون لأن الإنسان المتواضع يكون قد عقد النية الصادقة على الابتعاد عن كل ما يؤذي الناس سواء بكلمة أو نظرة أو تصرف، فكلما وسوست له نفسه أن يقوم بفعل يرضي الغرور ويعززه يعود ليتذكر نيته وتواضعه، فيبتعد عن الإساءة ويخالف رغبات نفسه الأمارة بالسوء، وبذلك يقوي من عزيمته وجهاده لنفسه، ويرضي ربه ودينه.