سورة الماعون سورة الماعون من سور القرآن الكريم المكيّة، وترتيبها في المصحف الشريف السورة رقم مئة وسبعة، وعدد آياتها سبعُ آيات، تُعالجُ السورة قضيّة كبرى، وتُغيّر المفهوم الشائع للإيمان والكفر بشكلٍ كامل، كما تُعالج بعض قضايا العقيدة الإسلامية، حيث تتحدث عن حقيقة ظاهرة في الدين، وتتحدّث السورة عن الإيمان عندما يستقر في القلب، وكيف أنّ هذا الإيمان يتحرّك ويدفع الإنسان للقيام بالعمل الصالح، وإن لم يحدث هذا التحرك، فهذا يُعدّ دليلًا على أنّ الإيمان لم يوجد في القلب، وقد سُمّيت بهذا الاسم لأنّ الله تعالى ذكر فيها الماعون دون غيرها، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة الماعون.
[٢] فضل سورة الماعون لجميعِ سور القرآن الكريم فضلٌ كبير، ومن فضل سورة الماعون خاصّة أنها تشتمل على عدّة أمور توجه المسلم كي يتبعها في حياته، كما تُعلمه بضرورة ترك بعض الأشياء التي تجعله مرائيًا أو منافقًا، ومن فضلها ما يأتي: [٣] تحثّ على إطعام المسكين واليتيم ، وتنهى عن الجور على اليتيم. تحثّ على الصلاة في وقتها وعدم تأخيرها أو التهاون فيها. تحثّ على القيام بالمعروف وبذل الماعون لمن يحتاجه، والماعون ما يتعاوره الناس فيما بينهم، مثل: الدلو والإناء والفأس والكتاب، وذم من يفعل هذا. تحث على أن يكون الإنسان مخلصًا في عمله، كما تحذر من النفاق والرياء وطلب السمعة. مناسبة سورة الماعون جاءت سورة الماعون مُناسِبة لما قبلها من السور، إذ جاءت بعد سورة قريش، التي نوّهَت إلى أمرٍ عظيم وهو الأمن بعد الخوف والشبع بعد الجوع، إذ إنّ الحياة لا تكون حياة صالحة إن كانت بالجوع والخوف، ولهذا نزلت الماعون بعدها لتضرب على الوتر نفسه، لتهزَّ المشاعر وتوجّه البوصلة بالاتجاه الصحيح، وأكّدت على وجوب إطعام الطعام وإعطاء الماعون وعدم منعه، كما أكّدت على العطف على اليتيم وعدم زجره، وبهذا جاءت مناسبة نزولها كتكملة للتربية الإيمانية التي يُربّي الإسلام عليها المؤمنين.
هل سورة الماعون مكية أم مدنية؟ العلماء على اختلافٍ في كونِ سورة الماعون مكيّةً أم مدنيّة، فهي على قول الأكثر مكيّةٌ إلا أنّ ابن عباس وقتادة فيقولان بمدنيتها، أي أنّ الآيات الثلاث الأولى مكية وما بقي فمدنيٌّ، وتتمحور الآيات حول صنفيْن من الناس هما: الكفار والمنافقون في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-. سبب تسمية سورة الماعون سورة الماعون من السُّور القرآنية التي تعدّدت أسماؤها في بعض المصاحف، حيث أطلق عليها اسم سورة أرأيت في أحد مصاحف القيروان، وكذلك أطلق عليها البخاري هذا الاسم، ومن أسمائها أيضًا في كتب التفسير والحديث: الدِّين والتكذيب واليتيم وأرأيت الذي إلى جانب اسمها في المصحف العثماني وهو الماعون، وسُمّيت به نسبةً إلى ورود كلمة الماعون فيها دون سواها من سُور القرآن قال تعالى:"وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ". اختُلف في تفسير معنى الماعون؛ فقيل: هي الزكاة أي يمتنع بعض الناس عن أداء الزكاة وهو التفسير الأرجح، وقيل الماعون: هي العارية أي الشيء الذي يُستعار من الجار لمنفعةٍ ما كالماء والملح والنار وأدوات الطبخ والفأس والقدور والدلو والميزان وغيرها مما يستعان بها على قضاء الحاجة. وفد قومٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما تعهدُ إلينا ؟ قال: لا تَمنعوا الماعونَ ، قالوا: يا رسولَ اللهِ وما الماعونُ ؟ قال: في الحَجَرِ وفي الحديدةِ وفي الماءِ ، قالوا: فأيُّ الحديدةِ ؟ قال: قُدُورُكُمُ النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنونَ بهِ ، قالوا: وما الحَجَرُ ؟ قال: قُدُورُكُمُ الحجارةُ.