﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴿٥﴾ ﴾ [الليل آية:٥] ﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴿٦﴾ ﴾ [الليل آية:٦] ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴿٧﴾ ﴾ [الليل آية:٧] برنامج لمسات بيانية *لماذا لم يذكر المفعولين لفعل أعطى؟ اذا تدارسنا سورتي الليل والشمس لوجدنا ان القسم في سورة الليل وجواب القسم مطلق (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والانثى) كلها مطلقة فلم يقل ماذا يغشى الليل ولم يحدد الذكر والانثى من البشر وكذلك جواب القسم في سورة الليل (ان سعيكم لشتى) مطلق ايضاً وكذلك (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) اطلق العطاء والاتقاء والحسنى. أما في سورة الشمس (والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها كذبت ثمود بطغواها.. ) في هذه الآيات تحديد واضح فقد قال تعالى يغشاها وجلاها وكذلك حدد في (ونفس وما سواها) خصص بنفوس المكلفين من بني البشر وكذلك في (كذبت ثمود بطغواها) محددة ومخصصة لقوم ثمود. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الليل - قوله تعالى فأما من أعطى واتقى - الجزء رقم20. فكأنما سورة الليل مبنية كلها على العموم والاطلاق في كل آياتها. وقد أقسم الله تعالى بثلاثة أشياء (الليل والنهار وخلق الذكر والانثى) وذكر ثلاث صفات في المعطي (أما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) وثلاث صفات فيمن بخل (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى) في الآية (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) لم يذكر المفعولين المعطى والعطية والمراد بهذا اطلاق العطاء فلم يذكر المعطى او العطية لأنه أراد المعطي والمقصود اطلاق العطاء سواء يعطي العطاء من ماله او نفسه فقد يعطي الطاعة والمال ونفسه كما نقول يعطي ويمنع لا نخصصه بنوع من العطاء ولا بصنف من العطاء.
فإن كان حسنا سمي يسرى ، وإن مذموما سمي عسرى ، والباري سبحانه خالق الكل ، فإن أراد السعادة هيأ أسبابها للعبد وخلقها فيه ، وإن أراد الشقاء هيأ أسبابه للعبد ، وخلقها فيه; وذلك مروي أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيحة ، يعضد ما قامت عليه أدلة القول ، ويعتضد بالشرع المنقول ، منه ما روي عن علي: { كنا في جنازة بالبقيع ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ، وجلسنا ، ومعه عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه إلى السماء فقال: ما منكم من نفس منفوسة إلا كتب مدخلها. فقلنا: يا رسول الله; ألا نتكل على كتابنا ؟ فقال: بل اعملوا فكل ميسر ، فأما من كان من أهل السعادة فإنه ييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فإنه ييسر لعمل الشقاء. ثم قرأ: { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى} إلى قوله: { للعسرى}}. { وسأل غلامان شابان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: العمل فيما جفت به الأقلام ، وجرت به المقادير أم في شيء يستأنف ؟ فقال: بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير. إسلام ويب - أحكام القرآن لابن العربي - سورة الليل فيها آيتان - الآية الثانية قوله تعالى فأما من أعطى واتقى- الجزء رقم4. [ ص: 353] فقالا: ففيم العمل إذن ؟ قال: اعملوا فكل ميسر لعمله الذي خلق له. قالا: فالآن نجد ونعمل}.
* ذكر الخبر الوارد بذلك: حدثني الحسن بن سلمة بن أبي كبشة، قال: ثنا عبد الملك بن عمرو، قال: ثنا عباد بن راشد، عن قتادة قال: ثني خليد العصري، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما مِنْ يَوْمٍ غَرَبَتْ فِيهِ شَمْسُهُ إلا وَبِجَنْبِيهَا مَلَكانِ يُنادِيانِ، يَسْمَعُهُ خَلْقُ اللهِ كُلُّهُم إلا الثَّقَلَينِ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقا خَلَفا، وأعْطِ مُمْسِكا تلَفا " فأنـزلَ الله في ذلك القرآنَ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى)... فائدة من قوله تعالى ( فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ). إلى قوله ( لِلْعُسْرَى). وذُكر أن هذه الآية نـزلت في أبي بكر الصدّيق رضى الله عنه. * ذكر الخبر بذلك: حدثني هارون بن إدريس الأصمّ، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير، قال: كان أبو بكر الصدّيق يُعتق على الإسلام بمكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال له أبوه: أي بنيّ، أراك تعتق أناسا ضعفاء، فلو أنك أعتقت رجالا جَلْدا يقومون معك، ويمنعونك، ويدفعون عنك، فقال: أي أبت، إنما أريد " أظنه قال ": ما عند الله، قال: فحدثني بعض أهل بيتي، أن هذه الآية أنـزلت فيه: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن عكرِمة ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) قال: بأن الله سيخلف له. قال ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي هاشم المكي، عن مجاهد ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) قال بالخلف. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن أبي بكر الهُذليّ، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس: ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) قال: بالخلف. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن نضر بن عربي، عن عكرمة، قال: بالخلف. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وصدّق بأن الله واحد لا شريك له. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمر بن عليّ المُقَدَّمِيِّ، قال: ثنا أشعث السجستاني، قال: ثنا مِسْعَر؛ وحدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا وكيع، عن مِسْعَر عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) قال: بلا إله إلا الله. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن مثله. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهرإن، عن سفيان، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن، مثله. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى): بلا إله إلا الله. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى): يقول: صدّقَ بلا إله إلا الله.
مسألة: قال العلماء: ثبت بهذه الآية وبقوله: ومما رزقناهم ينفقون ، وقوله: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية إلى غير ذلك من الآيات - أن الجود من مكارم الأخلاق ، والبخل من أرذلها. وليس الجواد الذي يعطي في غير موضع العطاء ، ولا [ ص: 76] البخيل الذي يمنع في موضع المنع ، لكن الجواد الذي يعطي في موضع العطاء ، والبخيل الذي يمنع في موضع العطاء ، فكل من استفاد بما يعطي أجرا وحمدا فهو الجواد. وكل من استحق بالمنع ذما أو عقابا فهو البخيل. ومن لم يستفد بالعطاء أجرا ولا حمدا ، وإنما استوجب به ذما فليس بجواد ، وإنما هو مسرف مذموم ، وهو من المبذرين الذين جعلهم الله إخوان الشياطين ، وأوجب الحجر عليهم. ومن لم يستوجب بالمنع عقابا ولا ذما ، واستوجب به حمدا ، فهو من أهل الرشد ، الذين يستحقون القيام على أموال غيرهم ، بحسن تدبيرهم وسداد رأيهم. الرابعة: قال الفراء: يقول القائل: كيف قال: فسنيسره للعسرى ؟ وهل في العسرى تيسير ؟ فيقال في الجواب: هذا في إجازته بمنزلة قوله - عز وجل -: فبشرهم بعذاب أليم ، والبشارة في الأصل على المفرح والسار ، فإذا جمع في كلامين هذا خير وهذا شر ، جاءت البشارة فيهما. وكذلك التيسير في الأصل على المفرح ، فإذا جمع في كلامين هذا خير وهذا شر ، جاء التيسير فيهما جميعا.
ولو أراد سبحانه أن يعين الموصوف لذكره وحدد الفعل كما في قوله (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ولكنه أطلق لتتناسب مع باقي الآيات في السورة، فإذا اراد أن يطلق حذف. روابط ذات صلة: عرض مقطع الفيديو
وكان الاحتفال يتم أيضًا بشكل منتظم في عهد الدولة الأيوبية في عهد السلطان صلاح الدين كان احتفال كبير يقام كل عام يُصرف فيه الكثير من الأموال والصدقات كانت الأغنام والماشية تخرج تدق الطبول والأناشيد ثم يشرعون في ذبحها وتوزيعها ويجتمع الناس ويعقد مكانًا للوعظ وتقام موائد الطعام العامة. في عهد الدولة العثمانية كان الاحتفال يوم 12 من ربيع الأول يحضر الجميع بالملابس التشريفية والأوسمة على صدورهم ويقفون في انتظار السلطان ولما يحضر يخرج من قصره راكب جواده وعليه سرج من الذهب الخالص وحوله الموكب الفخم وخلفه الجماهير ويدخلون المسجد للاحتفال وقراءة القرآن الكريم والصلاة على النبي المختار صلّ الله عليه وسلم ويبدأ المشايخ في عقد حلقات الذكر ويفد كبار رجال الدولة لتهنئة السلطان. بحث عن النبي صلي الله عليه وسلم بلغه الاشاره. في المغرب الأقصى كانوا يحتفلون بمولده صلّ الله عليه وسلم يبدأ الترتيب بالاحتفال عند دخول شهر ربيع الأول ، وعند فجر يوم 12 يصلي السلطان بالناس ويبدأ الوعاظ في سرد فضائل النبي صلّ الله عليه وسلم وشمائله ومعجزاته والصلاة والسلام عليه ، وعند الانتهاء يبدؤون في الأشعار والمدائح النبوية. الآراء حول الاحتفال بمولد النبي صلّ الله عليه وسلم انقسم العلماء لفريقين فريق أيد الاحتفال بذكرى مولد النبي صلّ الله عليه وسلم ، وفريق عارض فكرة الاحتفال لعدم وجود نص شرعي وعدم وجود قول للصحابة رضوان الله عليهم والتابعين أو تابعي التابعين وبناء عليه يشك في بدعة الاحتفال.
فقال الشيخ خليل: ذلك لأن الله تبارك وتعالى لم يرد أن يجعل لأحد من خلقه منة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وقد وعد الشيخ خليل أن يفصل ذلك الأمر في كتاب يصدره ولازلنا في انتظاره. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات, 636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة
[1] المعلم بفوائد مسلم - للمازري (3/ 93). [2] عمدة القاري في شرح صحيح البخاري - للعيني - (15/ 98). [3] حاشية السندي على سنن النسائي (7/ 113). [4] مجموع فتاوى ابن باز. [5] انظر: فتح الباري (10/ 237)، ونيل الأوطار (17/ 211). [6] الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (2/ 113). [7] بدائع الفوائد (2/ 192)، وانظر: زاد المعاد (4/ 124). [8] الشفا – للقاضي عياض - (2/ 113). [9] الزواجر (2/ 163 ـ 164). PublishedResearches - رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم في ميادين.... [10] مفاتيح الغيب (32/ 172)، وعمدة القاري (21/ 280). [11] أحكام القرآن، للجصاص (1/ 58-59). [12] أحكام القرآن، للجصاص (1/ 59)، ومفاتيح الغيب (32/ 172)، وبدائع الفوائد (2/ 191). [13] هو: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، الإمام الثقة، شيخ الإسلام، أبو المنذر القرشي الأسدي الزبيري المدني، قال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة، وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام في الحديث، وقال يحيى بن معين وجماعة: ثقة (ت: 146 هـ)؛ انظر: سير أعلام النبلاء (6/ 34). [14] بدائع الفوائد (2/ 191). [15] بدائع الفوائد (2/ 192-193)، ومفاتيح الغيب (32/ 172). [16] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 40)، والإمام أحمد في مسنده (4/ 367)، والنسائي في سننه، في كتاب تحريم الدم، حديث (4080)، جميعهم من طريق الأعمش، به، وصحَّحه الألباني، في صحيح سنن النسائي (3/ 98)، حديث (4091).