ومنها: إظهار الافتقار إلى الله, وأنه مهما كان عنده من النعم والخيرات, إلا أنه فقير ضعيف محتاج إلى الله. فهذا موسى على قوَّته وشدَّته يقول: ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 24]. ومنها: أهميةُ الحياءِ وخاصةً للنساء. فتأملوا قوله تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) [القصص: 25] أي مشي الحرائر, بعفةٍ ورزانة وأدب. قال ابن جرير رحمه الله: " فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سَقَى لهما, تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ". ا. هـ كلامه. كيف كان حال المراتين عندما ورد موسى ماء مدين - ملك الجواب. أي أن هذا التفسير, هو تفسير أهل العلم من الصحابة والتابعين. قال عمر رضي الله عنه: " جاءت تمشي على استحياء, قائلةً بثوبها على وجهها, ليست بسَلْفعٍ من النساء, أي: ليست سليطةً بذيئة اللسان, ولَّاجةً خرَّاجة, أي كثيرةَ الخروج من المنزل " قال ابن كثير رحمه الله: "هذا إسناد صحيح". وتأمَّلوا كيف وصف الله تعالى حيائها بقوله: ( تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) [القصص: 25]. ولم يَقُلْ: على حياء, بل على اسْتِحْيَاءٍ, مُبالَغةً وشدَّةً في الحياء, قد غطَّت وجهها, وسَترتْ بدنها, وخفضَت صوتها, وقَصَرَت نظَرها, وطأْطأَتْ رأسها.
أيها المسلمون: ومن فوائد هذه القصة العظيمة: أنه لابد لكل من يتولى أيّ منصب, أن يتصف بصفتين: القوةِ والأمانة. قال شيخ الإسلام رحمه الله: الْوِلَايَةُ لَهَا رُكْنَانِ: الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26]. وَقَالَ صَاحِبُ مِصْرَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ( إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف: 54]. وَالْقُوَّةُ فِي كُلِّ وِلَايَةٍ بِحَسَبِهَا؛ فَالْقُوَّةُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ, تَرْجِعُ إلَى شَجَاعَةِ الْقَلْبِ وَإِلَى الْخِبْرَةِ بِالْحُرُوبِ. وَالْقُوَّةُ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ, تَرْجِعُ إلَى الْعِلْمِ بِالْعَدْلِ, وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى تَنْفِيذِ الْأَحْكَامِ. قصة موسى عليه السلام مع المرأتين مختصرة للأطفال. وَالْأَمَانَةُ تَرْجِعُ إلَى خَشْيَةِ اللَّهِ, وَتَرَكِ خَشْيَةِ النَّاسِ. هـ. فانظروا إلى رجاحة عقل هذه المرأة وفِطنتِها, كيف اختارت موسى عليه السلام أن يكون أجيرا عند أبيها؛ لأنها رأت منه القوة والأمانة. وما فسد مجتمع من المجتمعات, ولا ضلَّت أمة من الأمم, إلا بسبب تعيين المسؤولين الذين ليس فيهم قوةٌ ولا أمانة, بل تحلَّى كثيرٌ منهم بالضعف والخيانة, والجور والشراهة.
حوار ، تتعدد قصص الانبياء والرسل فى القرأن الكريم، ومن ضمن هذه القصص قصة سيدنا موسى عليه السلام، فمن واجب الطلبة ان يتتدارسون القصص الدينية والخاصة بحياة الرسل والانبياء لفهم وتفسير معانى ايات القرأن الكريم، والسؤال المطروح هنا عبر المقالة، الكلام الذي دار بين موسى عليه السلام وبين المراتين وبينه وبين ابيهما يسمى. إن نبي الله موسى واسمه أكثر اسم لنبي ورد في القرأن الكريم ولهذا كانت قصته من القصص العجيبة والتي لم تنتهي بهلاك فرعون بل استمرت مع قومه، لذلك سنرفق لكم ما هو الكلام الذي دار بين موسى وبين المرأتين وبينه وبين أبيهما يسمى ، حيث يبحث العديد من الاشخاص عن الاجابة النموذجية لهذا السؤال الكلام الذي دار بين موسى وبين المراتين وبينه وبين ابنهما يسمى ، هي كالتالي.
كذلك هو معنى قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فإنَّ ذلك لا يعني إثبات أنَّ لله تعالى مثْلاً بل المقصود هو الكناية عن أنَّه ليس لذاته شبيه، فكأنَّها أرادات القول إنَّه إذا لم يكن لمثل الله -المفترض محالاً- شبيهٌ لم يكن لله تعالى شبيهٌ بالأولويَّة، فالآية توصًّلت للإخبار عن نفي الشبيه عن ذات الله تعالى بالكناية وهو أسلوبٌ -كما ذكرنا- متعارَف في كلام العرب. والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور 13 / ربيع الأوَّل / 1442هـ 30 / أكتوبر / 2020م 1- سورة الشورى / 11. 2- سورة مريم / 25. 3- سورة الممتحنة / 1. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. 4- سورة البقرة / 264. 5- سورة آل عمران / 59. 6- سورة آل عمران / 117. 7- سورة البقرة / 137. 8- سورة آل عمران / 59.
تفسير قوله (وهو السميع البصير) جاء ختامُ الآية الكريمة بصفتين من صفات الله -سبحانه وتعالى- السمع والبصر، فقال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، [١] وتالياً بيانُ معنى هاتين الصفتين وما فيهما من دلالات وإشارات: اسم الله السميع إنَّ سَمْعَ الله -سبحانه وتعالى- ليس كسمع باقي مخلوقاته؛ فسمعه أحاط بالأصوات فلا تختلفُ عليه أصوات المخلوقات، ولا ينشغلُ بسمع أحدٍ عن أحد؛ وهذا الاسم يجبُ أن يكونَ له الأثرَ في حياة كُلِ مؤمن، كالتالي: [٨] أن يُثبتَ صفة السمع لله -عز وجل- كما أثبتها هو في كتابه دون أن يشبهها بأحدٍ من خلقه أو يحاولَ تمثيلها أو نفيها تماماً. على المؤمن الحقيقي أن يراقب أقواله وأفعاله فالله مطلعٌ عليها جميعها ويسمعُ ما يصدرُ منه. على المؤمن أن يلجأ إلى الله تعالى وحده بالدعاء فهو يسمعه ويسمع دعواته ومناجاته له، ولا يلجأ لأحدٍ ضعيف من مخلوقاته ويجعلَ كُلَّ دعائه لله -عز وجل-. ليس كمثله شيء في الارض. اسم الله البصير بصرُ الله -سبحانه وتعالى- ليس كبصر خلقه، فهو يرى كُل أفعال المخلوقات وتصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم ولا يخفى عليه أي شيءٍ في الأرض ولا في السماء، وهذا يدفعُ المؤمن لما يلي: [٩] يُثبتُ المؤمن صفة البصر لله -عز وجل- دونَ أن يشبهها بأحدٍ أو يمثلها أو يعطلها ويؤمنَ بها كما هي.
و يبدو لي أن معنى مثل هنا الذي له صفات ، أي الذي له صفاتك لا يخرج ، و الذي له صفاتي يأرق ، و يكون معناها في الآية (ليس كالذي له صفاته شىء) و مثل بهذا المعنى تكون معللة للخبر بنسبته إلى الصفات. فهل هذا المعنى يمكن قبوله ؟ علماً بأني لست عالماً و إنما مجرد متأمل ، و ما وجدتم من خطأ فقوموه. ??{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}?? - موقع العالم الأكبر. 18-03-2009, 08:53 AM تاريخ الانضمام: Jun 2008 السُّكنى في: الإمارات التخصص: اللّغة العربيّة النوع: أنثى المشاركات: 6, 983 ذَكَّرني هذا بما قرأتُهُ في (تفسير الصَّافات)، للعلاَّمة ابنِ عُثيمين - -؛ حيثُ قال -عند تفسيرِ قوله تعالَى: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ -: (وقوله: لِمِثْلِ هَذَا: قال بعضهم: إنَّ (مِثْل) -هُنا- زائدةٌ؛ أي: لهذا فليعمل. وقيل: بل هي غيرُ زائدةٍ، أصليَّةٌ، وأنَّ (مثل) يؤتَى بها للتَّعظيمِ والمُبالغةِ. فإذا كانَ الإنسانُ يُطلبُ منه أن يعملَ العملَ لمثلِ هذا؛ فما بالكَ بنفسِ هذا؟ يقولون: إنَّ المثلَ مُلحقٌ بمثيلِهِ إلحاقًا؛ كالمشبَّه مُلحقٌ بالمشبَّه بهِ. فمرتبةُ المشبَّه به أعلَى من مرتبة المشبَّه. المثيل الَّذي قيل: (هذا مثل هذا) أعلَى من مُماثله؛ لأنَّكَ إذا قُلتَ: (هذا مثل هذا)؛ فقد ألحقتَ الأوَّل بالثَّاني.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إن من أعظم ما جاء في القرآن ذكر الأسماء الحسنى والصفات العلا لله سبحانه وتعالى، ومن ذلك القاعدة القرآنية، في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. هذه وقفات مهمة على منهج أهل السنة. الوقفة الأولى: في دلالة الآية على نفي المثيل والنظير لله سبحانه وتعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]؛ أي: لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. وعن عبدالله بن مسعودٍ: قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: ( أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك)؛ رواه البخاري ومسلم. ندًّا: قال أهل العلم: (ندًّا) بكسر النون وتشديد الدال؛ أي: مثلًا ونظيرًا. ليسَ كمثله شىءٌ وهو السميعُ البصيرُ - مجلة روح الاسلام. الوقفة الثانية: في دلالة الآية في إثبات الصفات لله تعالى؛ قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: وهذه الآية ونحوها دليل لمذهب أهل السنة والجماعة، من إثبات الصفات ونفي مماثلة المخلوقات؛ انتهى. وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [النحل: 60]، المثل الأعلى: هو كل صفة كمال لله تعالى.