بعد ذاك، تتوعَّدُ الآيات الكافرين والمنافقين بالعذاب الشديد وتتوجَّه إلى المؤمنين بالموعظة للتمسك بتقوى الله تعالى وألّا يتشبّهوا بأولئك الفاسقين، وفي النهاية ختمت السورة ببيان عظمةِ القرآن الكريم وعظمةِ الخالق -تبارك وتعالى- وتناولت الحديث عن وحدانيته وإثبات صفات الكمال له -سبحانه وتعالى- قال تعالى: "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". 4) 5) فضل سورة الحشر وردَ في فضل سورة الحشر خاصَّة في آخر آياتِ السورة الكثيرُ من الأحاديث الشريفةِ، عن معقل بنِ يسار عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "من قالَ حين يُصبح ثلاثَ مرَّاتٍ: أعوذُ باللهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشيطَانِ الرجيمِ، وقرَأ ثَلاث آياتٍ من آخِرِ سورةِ الحَشرِ، وكَّلَ اللهُ بهِ سَبعينَ أَلفَ مَلكٍ يصلُّونَ عليهِ حتَّى يمسِي، وإنْ ماتَ في ذلك اليوم ماتَ شهيدًا، ومن قالَها حين يُمسي كان بتلكَ المنزلةِ" 6)، وعن أبي أمامة قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قرأَ خواتيمَ سورةِ الحشرِ في لَيلٍ أو نهَارٍ فمَاتَ من يومهِ أو ليلتهِ فقَد أوجبَ اللهُ لهُ الجنَّةَ" 7).
وتعرف كلمة الحشر بأنها أحد أسماء يوم القيامة، وقد جاء أن السبب في تسمية تلك السورة القرآنية بهذا الإسم أن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه قد حشر جميع اليهود وجمعهم خارج المدينة المنورة. كما تعرف سورة الحشر بإسم بني النضير، وذلك لأنها تتحدث بشكل أساسي في آياتها الكريمة عن يهود بني النضير وعن نقضهم عهدهم مع النبي (صل الله عليه وسلم)، فقام الله سبحانه وتعالى بإخراجهم من المدينة المنورة. معلومات عن سورة الحشر - موقع مصادر. وتحدثت سورة الحشر عن الجانب التشريعي أيضا كالجهاد وتقسيم غنائم الحروب والغزوات وكذلك الفيء، كما أنها بينت موقف كفار قريش الذين تحالفوا مع يهود بني النضير بإيجاز وتوضيح. سبب تسمية سورة الحشر نزلت سورة الحشر عقب إخراج يهود بني النضير من المدينة المنورة إلى بلاد الشام في السنة الرابعة من الهجرة، وسميت بهذا الإسم لأنه قد ذكر فيها حشر يهود بني النضير، حيث قال تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) والمراد بالحشر هنا حشران: الحشر الأول: وهو كما أوضحنا سابقا حشر يهود بني النضير في عهد النبوة إلى بلاد الشام. أما الحشر الثاني: فالمراد منه هو إجلاء يهود بني النضير من خيبر إلى الشام وذلك في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
سورة الحشر من السور "المُسبِّحات" التي تبدأ بتسبيح الله و الحشر هو أحد أسماء يوم القيامة في الإسلام ونزلت سورة الحشر في السنة الرابعة من الهجرة تفاصيل سورة الحشر الجزء: الثامن والعشرون عدد الآيات: ٢٤ آية عدد الكلمات: ٤٤٧ كلمة عدد الحروف: ١٩١٣ حرف ترتيبها في القرآن الكريم: ٥٩، وبعد سورة المجادلة نزلت بعد سورة البينة. سورة الحشر مدنية أم مكية: مدنية يمكنك أيضًا قراءة: سورة الفاتحة أسباب تسمية سورة الحشر بهذا الاسم تم تسمية سورة الحشر بهذا لاسم؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- وصف فيها كيفية جمع وحشر اليهود خارج المدينة المنورة، وايضًا ذكر الله – سبحانه وتعالى -عن حشره للمخلوقات جميعها في يوم القيامة، وتُسمّي أيضا سورة (بني النضير)؛ لأنها تم نزولها في حادثة بني النضير في العام الرابع من الهجرة. فضل قراءة آخر سورة الحشر وردت في العديد من الأحاديث فضل القيام بقراءة الآيات الأخيرة من سورة الحشر، فقد روي عن لسان النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكّل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة.
حيث قامت إمرأة صالحة من بني قريضة بإرسال رسالة إلى أخيها وهو أحد رجال الأنصار وأخبرته في تلك الرسالة بما يخطط له يهود بني قريضة. وأسرع هذا الرجل وأخبر النبي (صل الله عليه وسلم) بخيانة اليهود له، فرجع الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) عن اللقاء، وقام في اليوم التالي بمحاصرتهم بالكتائب، فنزلت سورة الحشر. سبب نزول الآية الخامسة من سورة الحشر تحدث الله سبحانه وتعالى في الآية الخامسة من سورة الحشر عن موقف من المواقف التي حدثت عندما حاصر النبي (صل الله عليه وسلم) يهود بني قريضة. حيث قال ذو الجلال والإكرام في تلك الآية: ( مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) فقد تحصن يهود بني قريضة في حصونهم لما حاصرهم رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام)، ولما رأى رسول الله ذلك منهم أمر بقطع نخيلهم والقيام بحرقها. فقال اليهود عندما وجدوا ذلك من رسول الله (صل الله عليه وسلم): " زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر، وقطع النخيل، وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض ". وقد شق ذلك على رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم)، فقد جرحت تلك الكلمات مشاعره وشعر أنه قد فعل شيء خاطئ، وقد قال فريق من المسلمون " لا تقطعوا النخيل فإنه مما أفاء الله علينا ".
فما قامت معركة بين حق وباطل إلا انتصر الحق، ولقد حاول أعداء الإسلام أن يواجهوه سنوات طويلة، ولكنهم عجزوا، ثم تنبهوا إلى أن هذا الدين لا يمكن أن يهزم إلا من داخله، وأن استخدام المنافقين في الإفساد، هو الطريقة الحقيقية لتفريق المسلمين، فانطلقوا إلى المسلمين اسما ليتخذوا منهم الحربة التى يوجهونها ضد الإسلام.... إلى أن قال: وإذا لفت المسلمون نظرهم إلى أنهم يفسدون فى الأرض ، وطلبوا منهم أن يمتنعوا عن الإفساد ، ادعوا أنهم لا يفسدون ، وأى صلاح فى عدم اتباع منهج الله والخروج عليه بأى حجة من الحجج. فهذه صفة أخرى قد أضيفت إلى الصفة الأولى التى سبق الحديث عنها وهى صفة الفساد فى الأرض ، فقد اجتمعت الصفتان فى أهل النفاق ، الذين يسعون فى الأرض فسادا ويبغون فتنة الناس عن فعل الخير والعمل الصالح. ما صحة حديث ( الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاما ثم تنجلي حين تنجلي وقد حسر الفرات على جبل من ذهب تكب عليه الأمة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني. فالواجب على المجتمع المسلم أن لا يركن إلى المثبطين الذين يبغون الفتنة للمسلمين ، ويلقون بسمومهم فى المجتمع المسلم ويسعون فى الأرض فسادا ، يريدون أن يخرقوا سفينة المسلمين ، وأن يهلكوا الزرع والنسل ، وهم لا يتوانون عن بث سمومهم ليلا ونهارا ، سرا وإعلانا ، فينبغى على المسلمين أن يحذروهم على دينهم ووطنهم ، وأن يفوتوا الفرصة على أعداء الإسلام والوطن ، الذين يتربصون بنا ليلا ونهارا ، حتى لا يضيع وطننا من بين أيدينا ، ونندم ولات حين مندم.
الحديث ترجمة رجال الحديث دلالة الحديث ما يرشد إليه الحديث لقدْ نظَّمَ الإسلامُ حياةَ الإنسانِ المسلمِ بالعباداتِ، وجعلَ لهُ منَ العباداتِ عموداً يقيمُ بها الإنسانُ بها دينهُ وهي الصَّلاةُ، ولمْ يتهاونِ الإسلامُ بها الأسلامُ لأهميَّتها ودورها في تنظيمِ علاقةِ الإسلامِ بربِّهِ ونفسهِ ومجتمعه، ولقدْ كانَ الصَّلاةُ في الإسلامِ كفَّارةٌ للمسلمِ وسنعرضُ حديثاً يبيِّنُ أهميَّةِ الصَّلاةِ وكفَّارتها. الحديث: يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا مسدَّدُ، قال: حدَّثنا يحيى، عنِ الأعمشِ، قال: حدَّثني شقيق، قال: سمعتُ حذيفةَ، قال: كنَّا جلوساً عندَ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، فقالَ: أيُّكمْ يحفظُ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الفتنةِ؟ قلتُ: أنا، كما قالهُ، قال: إنَّكَ عليهِ ـ أو عليها ـ لجريءٌ، قلتُ: (فتنةُ الرَّجلِ في أهلهِ وماله وولدهِ وجارهِ، تُكفِّرها الصَّلاةُ، والصَّومُ، والصَّدقةُ والأمرُ والنَّهيُّ). قال: ليسَ هذا أُريدُ ولكنَّ الفتنةُ الّتي تموجُ كما يموجُ البحرَ، قال: ليسَ عليكَ منها بأسٌ يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ بينكَ وبينها باباً مغلقاً، قالَ: أيكسرُ أمْ يُفتحُ؟ قال: يكسرُ، قال: إذا لا يغلقُ أبداً، قلنا: أكانَ عمرُ يعلمُ البابَ؟ قالَ: نعمْ، كما أنَّ دونَ الغدِ اللَّيلةَ، إنِّ حدَّثْتهُ بحديثٍ ليسَ بالأغاليطِ، فهبْنا أنْ نسألَ حذيفةَ فأمرْنا مسروق، فسألهُ فقالَ: البابُ عمرَ)).
ومن أهم المنجيات أن يفقه المرء دينه، وأن يميز حدود الشرع ـ دون التباس ـ فقد نقل ابن حجر عن ابن أبي شيبة حديثاً عن حذيفة يقول فيه: " لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل". ورغم كل هذه الأسباب المنجية وغيرها، لا بد للقلب من أن يبقى معلقاً بالله، وحقاً: "إن السعيد لمن جُنّب الفتن" فاجتناب الفتن حفظ رباني، أكثر من كونه كسباً بشرياً، فخذ بالأسباب واستعن بالله.
ما صحة هذا الحديث (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها؟ بسم الله الرحمان الرحيم هذا الحديث مروي فعلا لكنه ضعيف على مايسر الله من اطلاعي. فقد أورده الشيخ المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني في كتابه: "كشف الخفاء" فقال: "(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) قال النجم رواه الرافعي في أماليه عن أنس، وعند نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر بلفظ إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها ويل لمن أخذ بخطامها"(2/83). وقد أورد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الحديث في كتابه ضعيف الجامع الصغير وزيادته، (4/104)، وضعفه. احاديث حذيفة بن اليمان عن الفتن | المرسال. ومعنى النص قد يكون صحيحا، لكن ليس كل كلام صحيح يمكن أن ينسب إلى المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم. مُلْتَقَى أَهْلِ الْحَدِيْثِ هذا الحديث مروي...
وفي الحديث الذي يسأل فيه حذيفة عن الشر: ".... يا رسول الله الهدنة على الدّخن ما هي"؟ قال: " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه "، يقول شارح الحديث: " أي لا تكون قلوبهم صافية عن الحقد والبغض كما كانت صافية قبل ذلك". ترى الرجل العاقل ولا تدري أين ذهب عقله في حال وقوع الفتنة، ينقل ابن حجر حديثا لابن أبي شيبة في الفتن: "... ثم فتنة تموج كموج البحر وهي التي يصبح الناس فيها كالبهائم " أي لا عقول لهم، ويؤيده حديث أبي موسى: " تذهب عقول أكثر ذلك الزمان ". وحين بيّن ابن حجر استحباب الاستعاذة من الفتن، حتى في حق من علم أنه على الحق، علّل ذلك بقوله: " لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا يرى وقوعه". ومن أخطر آثار الوقوع في الفتن انعدام التأثر بالموعظة، روى أحمد: أن أخاًَ لأبي موسى كان يتسرع في الفتنة فجعل ينهاه ولا ينتهي فقال: " إن كنتُ أرى أنه سيكفيك مني اليسير ـ أو قال من الموعظة ـ دون ما أرى... حديث حذيفه عن الفتنه. "، بل ويستصغر الناس المعاصي. يقول عبد الله بن عمر: " في الفتنة لا ترون القتل شيئا". فما سبيل النجاة من الفتن؟. من المنجيات من الفتن: أن تتنازل عن حقك في الدنيا، وإن كان الصبر على ذلك شاقاً على النفس، كما جاء في سنن أبي داود: " إن السعيد لمن جنّب الفتن ـ ثلاثاً ـ ولمن ابتُلي فصبر فواهاً "، ومن كانت الفتنة تحيط به ولا منجى له منها فليفرّ بدينه من الفتن أو ليكثر من العبادة كما في الحديث: " العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ "، والتزود بالأعمال الصالحة مطلوب للوقاية من الفتنة قبل وقوعها، قال صلى الله عليه وسلم: " بادروا بالأعمال فتناً ".
يقول النووي في شرح الحديث: " معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال قبل تعذرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتراكمة المتكاثرة". ومن كان يملك أسباب الفتنة فليتخلص منها كما جاء في الحديث:" كسّروا فيها قِسيّكم " حتى إن كعب بن مالك رضي الله عنه يذكر في قصة الثلاثة الذين خُلفوا؛ كيف جاءه كتاب من ملك غسان وفيه".... قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فَالْحَقْ بنا نواسك" يقول كعب: " فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء فتيمّمت التنّور فسجرته بها". حديث القرآن عن بغاة الفتنة والمفسدين في الأرض (خطبة). وحاولْ في الفتنة ألاّ تكون أميرا فإن أسامة رضي الله عنه كان يقول: " ما أنا بالذي أقول لرجل ـ بعد أن يكون أميرا على رجلين ـ: أنت خير" يقول ابن حجر: " فكان أسامة يرى أنه لا يتأمّر على أحد، وإلى ذلك أشار بقوله: لا أقول للأمير: إنه خير الناس". والدعاء بالحماية من شرور الفتن سبب من أسباب النجاة ففي مسند أحمد: " وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون " وفي دعاء عمر رضي الله عنه: " نعوذ بالله من شر الفتن " وقال أنس رضي الله عنه: " عائذاً بالله من شر الفتن". وينجيك عند الله أن تنكر الفتنة، ولا ترضى بها، ولا تعين عليها، قال صلى الله عليه وسلم: "... وأي قلب أنكرها نكتت فيه نُكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ".
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في معصية الناس للعلماء والحلماء: عن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "اللهم لا يُدرِكني ولا تُدرِكوا زمانًا لا يُتبَع فيه العليم، ولا يُستَحى فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب"؛ رواه أحمد. ومثله خروج ابن الزبير -رضي الله عنهما - على يزيد بن معاوية كان في طلب حق، بل كان - رضي الله عنه - أولى الناس بالخلافة بعد وفاة يزيد، وبايعه بها أهل الحجاز واليمن والعراق ومصر، لكن عدم استكانته لما حل به من ضعف وإصرَارَه على القتال في طلب حقه، رغم قلة حيلته وانهيار دولته وإدبارها، وتعاظم شأن بني أمية وإقبال الأمر عليهم، لم تأت ثمرته إلا وبالاً ونكالاً. قال الذهبي بعد أن ساق خبر دفع ابن الزبير للكتائب وحده: "قلت:ما إخال أولئك العسكر إلا لو شاؤوا لأتلفوه بسهامهم، ولكن حرصوا على أن يمسكوه عنوة، فما تهيأ لهم، فليته كف عن القتال لما رأى الغلبة، بل ليته لا التجأ إلى البيت ولا أحوج أولئك الظلمة والحَجَاج لا بارك الله فيه إلى انتهاك حرمة بيت الله وأمنه فنعوذ بالله من الفتنة الصماء". وخرج عبد الرحمن بن الأشعث ومعه كبارُ التابعين، وهم يطالبون بحق، لكن الخسارة بخروجهم كانت فادحة وما ترتب عليها من الشر كان عظيما.