تاريخ النشر: الأربعاء 8 جمادى الآخر 1424 هـ - 6-8-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 35937 106207 0 257 السؤال هل المذي ينقض الوضوء؟ وماذا أفعل إذا نزل أثناء الصلاة وبدون شهوة طبعا؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فراجع في جواب هذا السؤال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5186 ، 7018 ، 12356 ، 9322. والله أعلم.
س: هل خروج المذي يوجب الغسل؟ ج: خروج المذي لا يوجب الغسل، ولكن يوجب الوضوء بعد غسل الذكر والأنثيين إذا أراد أن يصلي أو يطوف أو يمس المصحف؛ لأن النبي ﷺ لما سئل عنه قال: فيه الوضوء وأمر من أصابه المذي أن يغسل ذكره وأنثييه. وإنما الذي يوجب الغسل هو المني إذا خرج دفقا بلذة، أو رأى أثره بعد اليقظة من نومه ليلا أو نهارا [1]. نشرت في جريدة البلاد في العدد (10708) ليوم الأحد 16 / 5 / 1413هـ. هل خروج المذي يبطل الوضوء. وفي مجلة الدعوة في العدد (1213) بتاريخ 27 / 3 / 1410هـ. وفي كتاب الدعوة (الفتاوى) لسماحته الجزء الثاني ص 69، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 187). فتاوى ذات صلة
أي: الرش بالماء. ما هو المذي وهل يبطل الوضوء - مقال. لما في حديث سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المذي شدةً وعناءً، وكنت أكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنما يجزئك من ذلك الوضوء، فقلت: يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك، حيث ترى أنه قد أصاب منه" رواه أحمد والترمذي. وأما حكم ما مضى من صلاتك، والتي صليتها مع علمك بخروج المذي منك جهلاً بالحكم، فأكثر أهل العلم على وجوب قضائها، لدخولها في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه من حديث أبي هريرة: "لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ" أخرجه البخاري، ومنهم من يرى أنك معذور بالجهل، مستدلاً على ذلك بحديث المسيء في صلاته، حيث كان رجلاً لا يطمئن في صلاته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعيد تلك الصلاة قائلاً له: "ارجع فصل فإنك لم تصل" فقال: والله لا أحسن غيرها، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، متفق عليه. ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بإعادة ما مضى من صلاته، وإنما أمره بإعادة تلك الصلاة الحاضرة، لبقاء وقت وجوبها، ولا شك أن الأخذ بالمذهب الأول أولى وأحوط. وإن كان المذي يخرج منك بشكل شبه مستمر، ولا تجد الوقت الكافي لأداء الصلاة بدون خروجه، فقد فصلنا حكم ذلك في الفتوى رقم 3224.
قال مالك: " من لم يُعْرَفْ منه أذى للناس، وإنَّما كانت منه زلَّةٌ، فلا بأس أنْ يُشفع له ما لم يبلغ الإمام، وأمَّا من عُرِفَ بشرٍّ أو فسادٍ، فلا أحبُّ أنْ يشفعَ له أحدٌ، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحدُّ، حكاه ابن المنذر وغيره ". اهـ. وقوله: " والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه "، فيه الحث على قضاء حوائج الناس خصوصًا الضعفاء والمحاويج، وكان عمر يتعاهد الأرامل فيستقي لهنَّ الماءَ باللَّيل، ورآه طلحةُ بالليل يدخلُ بيتَ امرأةٍ، فدخلَ إليها طلحةُ نهاراً، فإذا هي عجوزٌ عمياءُ مقعدةٌ، فسألها: ما يصنعُ هذا الرَّجلُ عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يُصلِحُني، ويخرج عنِّي الأذى، فقال طلحة: " ثكلتك أمُّكَ طلحةُ، عثراتِ عمر تتبع "؟ وكان أبو وائل يطوفُ على نساء الحيِّ وعجائزهم كلَّ يوم، فيشتري لهنَّ حوائجهنّ وما يُصلِحُهُنَّ. الدرر السنية. فمن أعان الناس سخر الله له من يقوم بشئونه من غير أن يطلب منهم؛ وذلك لأن الله تولى شأنه. عباد الله: نحن في وقت عظمت فيه الحاجة، فلنتلمس المحاويج، ولنبدأ بالأقارب فكم من غني له أقارب يتضورون جوعًا وفقرًا، وهو عنهم بمعزل، فتجده إن أنفق تصدق على الأبعدين ولا يتفقد أقاربه، وكذلك الجيران فهم أولى بالمعروف من غيرهم، فلم ضاعت حقوق الجار هذه الأيام، وقد كانت في السابق القريب من أعظم الحقوق، حتى كانوا يعدون الجار من أهل الدار فيحسب له في كل نفقة وطعام.
كما عرّج النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الستر وصون الأعراض، فالمسلم الحق هو الذي يستر عرض أخيه ولا يفضحه مهما علم عنه، وأن مصيره يكون عظيمًا، إذ إنَّ الله سيستره في الدنيا وفي الآخرة، ويعاود النبي ليُذكر العباد أن الله سيكون في عونهم ما داموا في عون بعضهم البعض [١]. ما هي أصول حمزة تشودري – عرباوي نت. صور تيسير الكرب وتفريج الهموم تقديم المال للمحتاج، فكثير من الناس تكون مصائبهم وكُربهم بالديون المتراكمة عليهم وبعدم القدرة على توفية مصاريف العائلة والبيت، وعند تقديم المال لهم ستُنفَّس كربة من كربهم. التفريج النفسي عن كرباتهم، فالمصائب والكرب التي تمر على المرء لها تاثير قوي على نفسيته، ووقوف المؤمن إلى جانب أخيه المؤمن يكون بمواساته في مصابه والتخفيف من أثر هذه الكُرب عليه وتهوينها. تسهيل المعاملات على المواطنين، فكثير من الموظفين الذين يعملون في مناصب حساسة وفي مكان اتخاذ القرار يمكنهم أن يسهلوا على المواطنين مثل هذه المعاملات ويساعدوهم على إنهاء أعمالهم بسرعة. تيسير الزواج، سواء أكان هذا من قِبل أهل الفتاة بالتخفيف على العريس تكاليف الزواج، أو بتخفيف أجور المنازل، وأسعار الذهب، بالإضافة إلى مساعدة المقتدرين من الأهل للمقبلين على الزواج من أولاد العائلة.
هذا مما تَكاثرتِ النُّصوص بمعناه. وخرَّج ابن ماجه من حديث ابن عباس، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: " من ستر عورةَ أخيه المسلم، ستر الله عورته يومَ القيامة، ومن كشفَ عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتّى يفضَحَه بها في بيته ". وقد رويَ عن بعض السَّلف أنَّه قال: " أدركتُ قوماً لم يكن لهم عيوبٌ، فذكروا عيوبَ الناس، فذكر الناسُ لهم عيوباً، وأدركتُ أقواماً كانت لهم عيوبٌ، فكفُّوا عن عُيوب الناس، فنُسِيَت عيوبهم ". من نفس عن مؤمن - ملتقى الخطباء. قال ابن رجب رحمه الله: " واعلم أنَّ النَّاس على ضربين: أحدهما: من كان مستوراً لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، فإذا وقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها؛ لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة، وهذا هو الذي وردت فيه النُّصوصُ، وفي ذلك قد قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). والمراد: إشاعةُ الفَاحِشَةِ على المؤمن المستتر فيما وقع منه، أو اتُّهِمَ به وهو بريء منه، كما في قصَّة الإفك. قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمرُ بالمعروف: اجتهد أن تستُرَ العُصَاةَ، فإنَّ ظهورَ معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب، ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً، وأقرَّ بحدٍّ، ولم يفسِّرْهُ، لم يُستفسر منه، بل يُؤمَر بأنْ يرجع ويستُر نفسه، كما أمر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ماعزاً والغامدية، والثاني: من كان مشتهراً بالمعاصي، معلناً بها لا يُبالي بما ارتكبَ منها، ولا بما قيل له فهذا هو الفاجرُ المُعلِنُ، وليس له غيبة، كما نصَّ على ذلك الحسنُ البصريُّ وغيره، ومثلُ هذا لا بأس بالبحث عن أمره، لِتُقامَ عليه الحدودُ.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.. الحمد لله... عباد الله.. ومِمَّا يدلُّ أيضاً على أنَّ حِفْظَ الفروج من أسباب إجابة الدعاء: قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « « هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً، فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ » - أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ: « دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي. ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي؛ فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَّ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ » [أي: أُخِذَ بِمَجارِي نَفَسِه وخُنِقَ، حتى سُمِعَ له غَطِيطٌ، وضَرَبَ بِرِجْلِه]» رواه البخاري. والشاهد: أنَّ الله استجاب دُعاءَها حين توسَّلَـتْ إليه بالإيمان، وحِفْظِ الفَرْج.