تعلَّموا دينكم لتعبدوا الله على بصيرة وتدعو إلى الله على بصيرة؛ فإن مَن يعبد الله على غير علمٍ كالذي يمشي في الفيافي بغير دليل، يقول جل وعلا {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي}(هود: الآية 108). احرصوا على طلب العلم؛ فإنه نورٌ وهداية، والجهل ظُلَّمة وضلالة. احرصوا على طلب العلم لأنه أفضل من المال وأعظم أجرًا وأدوم فائدة؛ فالمال لابُدَّ أن يفنى، أما العلم فيبقى. احرصوا على طلب العلم ليكن لكم لسان صدق في الآخرين؛ لأن آثار العلْم تبقى بعد فناء أهله، فالعلماء الربَّانيون لم تزل آثارهم محمودة، وطريقتهم مأثورة، وسعيهم مشكورًا، وذكرهم مرفوعًا. د. منى الحسيني تهنئ القوات المسلحة وجموع الشعب المصري بذكرى تحرير سيناء. احرصوا على طلب العلم مُبتغين به الأجر من الله لا لتنالوا عَرَضًا من الدنيا؛ فإن مَن تعلَّم علمًا مِمّا يُبتغى به وجه الله لا يتعلّمه إلا ليصيب به عَرَضًا من الدنيا لم يجد عُرْف الجنة يوم القيامة. احرصوا على طلب العلم لترفعوا به الجهل عن أنفسكم؛ وعن أهليكم. احرصوا على طلب العلْم لترفعوا به الجهل عن عباد الله وتنشروه بين الخلق؛ قال صلى الله عليه وسلم:(بلِّغوا عنِّي ولو آية)(رواه البخاري)، وقال أيضاً: (ليبلّغ الشاهدُ منكم الغائب)(رواه البخاري، ومسلم).
وهو الذي لا نستطيع رفضه بالمطلق، إذ إنه لا يتعارض مع شروط الزواج الناجح، لا سيما إذا اشتمل على المواصفات المطلوبة. إلاّ أنّ بعض البيئات الاجتماعية يعتمد هذا الأسلوب على نحو الإلزام سواءً للشاب أو الفتاة، خاصة أبناء وبنات العم، حيث تعتبر المخالفة عاراً بقانون العائلة أو العشيرة. وهذا الإلزام غالباً لا يراعي رغبة العروسين في الاختيار، لا بل يتجاهل رغبة كل منهما بالآخر، وذلك باعتبار أن النافذين من العائلتين يعتبرون أنهم هم القادرون فقط على تحديد مصلحة كل من الشاب والفتاة، وهذا النوع من الزواج محكوم بشكل عام بالفشل. لأن الصدفة أحياناً قد تلعب دوراً إيجابياً في التوفيق بين شخصين هم في أصل اقترانهما كانا مرغمين. وذلك، ربما، بسبب حُسن الخلق والكفاءة التي من الممكن أن تتوفّر في شخصيّة كِلا الزوجين أو أحدهما. لكننا رغم ذلك لا يمكن الاعتماد على الصدفة كمقدّمة في الزواج الناجح. خامساً: زواج البيئة المثقفة من عادة هذه البيئة، المحافظة على الالتزام بكافة التقاليد والعادات المتعلقة بالزواج، من حيث أصول التعارف، سواءً بين الشاب والفتاة، أو بين الأسرتين المعنيتين. القاعدة التاسعة والعشرون: البَغْيُ مَرْتَعُهُ وَخِيْمٌ | موقع المسلم. فيبرز إلى الواجهة الاهتمام بالإجراءات والتقاليد العائلية من زيارات التعارف، إلى المهلة الزمنية التي تعطى للعروسين من أجل دراسة طباع وأخلاق كل منهما للآخر، وغير ذلك، كالمستوى التعليمي، نوع الاختصاص أو المهنة، نسب الأسرة وعراقتها، مستواها الاجتماعي، والتي قد تصل إلى حدود التعرف إلى الوسط الاجتماعي للأسرة من حيث الأصدقاء والمعارف.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ، وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ.. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا تفسير. )(رواه مسلم). فالتعلم له أهمية كبيرة لا يمكننا إنكارها لاسيما في عالمنا اليوم، فلقد غدا للتعليم دوراً حيوياً وهاماً وضرورياً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. والدولة ــ حرسها الله ــ تَبذُلُ الكثير من الجهد والمال من أجل دفع عجلة التعليم والتنمية، ولن يكون لأمة مكانة بين الأمم إلا إذا سلكت مسلك العلم والتعليم، وعلى قدر أخذ أبنائها بالعلم وحرصهم عليه، والتزود منه، وبذل الأسباب في تحصيله كان ذلك سبباً في تقدمها وعلو شأنها. لذا فإني أوصي طلابنا وطالباتنا: بأن يصلحوا نياتهم في طلب العلم، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في تحصيله من بداية العام كي يرسخ في أذهانهم، ولينفعوا به أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم.
إن الله تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وقد ذكر هذا في مواضع مختلفة، وبشكل متكرر في القرآن الكريم، فالمشيئة الإلهية هي الأساس الذي يجب الانتباه إليه، وهو أن الهداية والضلالة من خلق الله تعالى، ولكن السبب يعود إلى مباشرة العبد. والله تعالى قد أرشد إلى ما يحبه، ودل على ما يرضيه قال سبحانه وتعالى:) إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ( (الزمر: ٧)، فهل شكر الناس وامتنعوا عن الكفر؟ وإذا لم يشكروا وكفروا، فهل يريدون هداية كغيرهم، أليس الله عدلا؟ وعدله أن يزيد الذين اهتدوا هدى وهذا هو المعنى، ثم إن مشيئته المطلقة في أن يهدي من يشاء، ويضل من يشاء تفهم على ضوء حكمته المطلقة؛ وأنه لا يفعل عبثا، وإنما على ضوء عدله المطلق، وأنه لا معقب لحكمه، والله تعالى عدل بين خلقه فلم يعذبهم، دون أن يرسل لهم رسله) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (15) ( (الاسراء). الخلاصة: · إن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا فهو الحكم العدل، فمن اهتدى زاده هدى، ومن ضل فإنما يضل على نفسه، والله - عز وجل - قد نسب إلى نفسه إضلال الكافرين والفاسقين والظالمين، ولم ينسب ذلك إلى نفسه في حق المؤمنين المهتدين، وذلك لعدة اعتبارات: o الأول: أن الله تعالى جعل قواهم مهيأة لأن يوجهوها للكفر والعصيان، فوجهوها إلى ذلك باختيارهم، وليس لهم عذر في هذا، ولا حجة لهم على الله، فقد أعطاهم العقل المميز، ودلهم على الطريق المستقيم عن طريق رسله.
الجواب: مشيئة الله تعالى هي الغالبة والنافذة سواء في الهداية أو غيرها من الأمور كلها ، قال الله تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " [التكوير: 29]. والمشيئة هنا كما ذكر أغلب المفسرون تعود على الله تعالى في توفيق العبد وإعانته إذا رغب في الهداية وسلك طريقها وعمل صالحا ، كما قال تعالى: " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " [الإسراء: 19] ، وقوله تعالى: " فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى " [الليل: 5 - 7]. تفسير: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم). وأما الآية المذكورة في السؤال التي تتعلق بالفعل (يشاء) هل هي عائدة على مشيئة الله تعالى أم عائدة على مشيئة العبد وذلك في قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " [القصص: 56] ، فقد تعود على الله بمعنى هداية الإعانة والتوفيق ، وقد تعود على العبد بمعنى اختيار طريق الهداية والرغبة في طاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه. والهداية تأتي بمعنيين: 1- هداية دلالة وطريق: أي يهدي بمعنى يدل ومنه قوله تعالى: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ". 2- هداية توفيق: أي يهدي بمعنى يوفق ويعين ومنه قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " أي هداية إعانة وتوفيق.
وأما اليهود، فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبياً لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء. وأما المنافقون، فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه، إن كانت الأولى حقاً فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق، فقد كان على باطل، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس. • قوله تعالى (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ …) فيه قولان. القول الأول: أن هذا إخبار من الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين بأن السفهاء من اليهود والمنافقين سيقولون هذه المقالة عند أن تتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. وفائدة ذلك: أولاً: أنه عليه الصلاة والسلام إذا أخبر عن ذلك قبل وقوعه، كان هذا إخباراً عن الغيب فيكون معجزاً. وثانيها: أنه تعالى إذا أخبر عن ذلك أولاً ثم سمعه منهم، فإنه يكون تأذيه من هذا الكلام أقل مما إذا سمعه منهم. وثالثها: أن الله تعالى إذا أسمعه ذلك أولاً ثم ذكر جوابه معه فحين يسمعه النبي -عليه السلام- منهم يكون الجواب حاضراً، فكان ذلك أولى مما إذا سمعه ولا يكون الجواب حاضراً. [مفاتيح الغيب: ٤/ ٨٣].