يقول: هذا الفرس مِكَرّ إذا أريد منه الكرّ، ومِفَرّ إذا أريد منه الفر، ومقبل إذا أريد منه إقباله، ومدبر إذا أريد منه إدباره. وقوله: معًا، يعني أن الكر والفر والإقبال والإدبار مجتمعة في قوته لا في فعله؛ لأن فيها تضادًا، ثم شبهه في سرعة مَرِّه وصلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السيل من مكان عالٍ إلى حضيض.
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا... كجلمود صخرٍ حطَّه السيلُ مِنْ عَلِ الكر: العطف، يقال: كرّ فرسه على عدوه أي: عطفه عليه، والكر والكرور جميعًا الرجوع، يقال: كر على قرنه يكر كرًّا وكرورًا، والْمِكَر مفعل من كرّ يكرّ، ومفعل يتضمن مبالغة كقولهم: فلان مسعر حرب وفلان مقول ومصقع، وإنما جعلوه متضمنًا مبالغة؛ لأن مفعلًا قد يكون من أسماء الأدوات نحو المعول والمكتل (زنبيل يُعمل من الخوص) والمخرز، فجعل كأنه أداة للكرور وآلة لسعر الحرب وغير ذلك. مِفَرٍّ: مفعل من فرّ يفرّ فرارًا، والكلام فيه نحو الكلام في مِكَرّ. الجلمود والجلمد: الحجر العظيم الصلب، والجمع جلامد وجلاميد. الصخر: الحجر، الواحدة صخرة، وجمع الصخر صخور. الْحَطّ: إلقاء الشيء من علو إلى سفل، يقال: حطه يحطه فانحط. مكر مفر مقبل مدبر معا لتكون. وقوله: من عَلِ أي: من فوق، وفيه سبع لغات، يقال: أتيته من علُ، مضمومة اللام، ومن علو بفتح الواو وضمها وكسرها، ومن عليْ، بياء ساكنة ومن عالٍ مثل قاضٍ، ومن معال، مثل معاد، ولغة ثامنة يقال من علا، وأنشد الفراء: باتت تنوش الحوض نوشًا من علا... نوشًا به تقطع أجواز الفلا وقوله: كجلمود صخر، من إضافة بعض الشيء إلى كله مثل باب حديد وجبّة خز، أي: كجلمود من صخر.
ثم قال: معًا، أي: جميع ذلك فيه. وشبّهه في سرعته وشدّة جريه بجلمود حطّه السيل من أعلى الجبل - وإذا انحط من عل كان شديد السرعة؛ فكيف إذا أعانته قوة السيل من ورائه! وذهب قوم إلى أن معنى قوله: كجلمود صخر الخ، إنما هو الصلابة؛ لأن الصخر عندهم كلما كان أظهر للشمس والريح كان أصلب. أعرب: مكر مفر مقبل مدبر معا ** كجلمود صخر حطه السيل من علِ / استخرج الصورة البلاغية . من القائل ؟ وما عصره الأدبي؟. وقال بعض من فسّره من المحدَثين: إنما أراد الإفراط، فزعم أنه يرى مقبلاً مدبرًا في حال واحدة عند الكر والفر، لشدّة سرعته؛ واعترض على نفسه فاحتج بما يوجد عِِِِِِِِِِيانًا، فمثّله بالجلمود المنحدر من قُُُُُنّة الجبل: فإنك ترى ظهره في النَّصبة على الحال التي ترى فيها بطنه وهو مقبل إليك. " ينقد البغدادي هذا الرأي، ويقول: "ولعلّ هذا ما مرّ قطّ ببال امرئ القيس، ولا خطر في وهمه، ولا وقع في خلَده، ولا رُوعه". (خزانة الأدب، ج3، ص 244- الشاهد 191). ذكرت المعنى المباشر- كما فهمه الزوزني والبغدادي وغيرهما، ولكن الإشكال يبقى في قوله (معًا)، فكيف يكر ويفر معًا؟ وكيف يقبل ويدبر معًا؟ كيف لا يكون التضاد؟ هنا ضرورة "الاتساع"- أو بلغة النقد الحديث "التأويل"! يقول إيليا حاوي في كتابه (امرؤ القيس، ص 158) ما ملخصه: أن الحصان لسرعة عدْوه تكاد لا تراه فارًّا حتى تراه كارًّا، فيختلط عليك أمر الكر والفر، فتحسب بسبب السرعة الواحد منهما الآخر، فالكر يدنو من الإقبال، ولكنه ليس إياه تمامًا، فالكر يوحي بالسرعة والانقضاض وشدة الحركة، أما الإقبال فلا ينطوي على ذلك، بل إن فيه إلماحًا إلى طلعته، والإدبار فيه إلماح إلى مؤخرته وهو متولّ، ويمكننا القول إن الشاعر ألف في هذا الشطر بين الصورة المتحركة والصورة الجامدة الساكنة.
ويستمر امرؤ القيس بوصف جمال حصانه فيقول أن له فخذان رشيقان كفخذا الغزال وأن له ساقان كساقا النعامة طويلان يمشي كالذئب بسرعة مشيه وهدوئها ويصف أنواع مشي حصانه الأربعة وهي العدو والخبب والهذيب والتبختر. ويكمل وصف جمال حصانه ويقول بأنه كبير الأضلاع جبينه منتفخ ويقول بأنه كريم فهو يستح إذا أتاه أحد من خلفه ويغطي على نفسه من الخلف بذيلة الذي لا يصل الأرض. أقرأ التالي منذ 16 ساعة قصة جبل الأهوال منذ 16 ساعة قصة قصيدة يا منزلا لم تبل أطلاله منذ 16 ساعة قصة قصيدة وقد زعمت يمن بأني أردتها منذ 16 ساعة قصة قصيدة هل تذكرن بنجد يوم ينظمنا منذ 16 ساعة قصة قصيدة هزئت إذ رأت كئيبا معنى منذ 16 ساعة قصة قصيدة نوران ليسا يحجبان عن الورى منذ 16 ساعة قصة قصيدة لمن دمنة بالنعف عاف صعيدها منذ 16 ساعة قصة قصيدة كتبت تلوم وتستريب زيارتي منذ 16 ساعة قصة قصيدة راحت رواحا قلوصي وهي حامدة منذ 16 ساعة قصة الطفلة اليتيمة
أما في الشطر الثاني ، فالصخر هو الحصان، والسيل هو السرعة، وقد جعله منحدرًا لتعظيم زخْمه وشدته، فهذا يمثل الكرّ، فالصخر جلمود وهو أصلب أي أشد انحدارًا وقسوة، والسيل ينحط من عل، وكل هذه الأوصاف للدلالة على معنى السرعة والانقضاض.
(القزويني: الإيضاح في علوم البلاغة، ص 350) وأخيرًا، فإن تحفظ البغدادي من شرح "المحدّثين" وهو أن ذلك "ما مرّ قطّ ببال امرئ القيس، ولا خطر في وهمه" فهذا لا يُقبل به في النقد، وكم بالحري في النقد الحديث.
[٢] فضل حسن الظنّ بالله إنّ حسن الظنّ بالله تعالى من العبادات القلبيّة التي حثّ عليها الدين العظيم، ورغّب بها، فإنّ لها من الفضل الكثير، وفيما يأتي بيانٌ لبعض ذلك الفضل: [٣] يُعدّ حسن الظنّ بالله تعالى مظهراً من مظاهر حُسن عبادة المسلم ، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ، من حُسنِ عِبادةِ اللهِ). [٤] إنّ من أحسن الظنّ بالله تعالى، أعطاه الله ظنّه وسؤله، قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسيّ الذي يرويه عن ربّه: (قال اللهُ تعالى: أنا عند ظنِّ عبدِي بي، إنْ ظنَّ خيراً فلهُ، وإنْ ظنَّ شرّاً فلهُ). [٥] مواطن حسن الظنّ بالله ممّا لا شك فيه أنّ على المؤمن أن يحسن ظنّه بالله تعالى في كلّ موطنٍ، وفي كلّ حالٍ، فلا حول ولا قوة للمؤمن إلّا بالله تعالى، ولكنّ حسن الظنّ به سبحانه يتأكّد في مواطن عديدةٍ، منها: [٣] عند الموت: ففي الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ) ، [٦] وممّا يُذكر أنّ حاتم بن سليمان قال: (دخلنا على عبد العزيز بن سليمان وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجدني أموت، فقال له بعض إخوانه: على أية حال رحمك الله؟ فبكى، ثمّ قال: ما نقول إلّا على حسن الظن بالله، قال: فما خرجنا من عنده حتّى مات).
تويتر. انستقرام. تليجرام. لينكدإن. مرتبط
وقال أيضاً: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه. وقال أبو مسلم الخولاني: اتقوا ظن المؤمن فإن الله جعل الحق على لسانه وقلبه. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لله درُّ ابن عباس إنه لينظر إلى الغيب عن ستر رقيقه. وقال ابن عباس رضي الله عنه: الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل. كتاب حسن الظن بالله اياد قنيبي. وفي الصحيحين أن صفية أتت النبي تزوره وهو معتكف، وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي: « على رسلكما إنها صفية بنت حيي » فقالا: سبحان الله يا رسول الله. قال: « إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً » ، أو قال: « شراً ». قال أبو حازم: العقل التجارب والحزم سوء الظن. وقال الحسن: لو كان الرجل يصيب ولا يخطىء ويحمد في كل ما يأتي داخله العجب. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
خلاصة هذه المحطة: حب الله غير مشروطا بأسباب، فإن أبك الله أدهشك بعطاياه. الحمد لله على أنه لم يعطني ما تمنيت وضح الكاتب من خلال هذه الفكرة أن الله يبتلينا وهو له حكمة في ذلك ولكننا ندرك بعد ذلك الحكمة من الابتلاء وأنه خيرا لنا في كل الأحوال فالشخص الذي لا يرى البلاء إلا شرا فمصيبته في قلة التفكير وقلة فهم حكم الله. خلاصة هذه المحطة: ثق في حكمة الله في ابتلاءك، سيكشف الله لك كنوزا عظيمة. ستفرج في اللحظة المناسبة الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل البلاء على عبده وهو وحده يعلم مدة البلاء ومتى سينفرج الكرب بفضله ورحمته أيضا فيجب أن نثق بأن الله قادرا على أن يرفع عنا الهم والغم ولكن قد يؤخره الله ليمحص قلوبنا ويؤجرنا عنه إن صبرنا خيرا. خلاصة هذه الحكمة: أيقن بحكمة الله في اختيار مدة البلاء. تلخيص كتاب حسن الظن بالله. مذاقات لا توصف يشير الكاتب إلى كيف تشعر بأن البلاء هو نعمة من الله بل وتستمع بها أيضا، لتشعر بمدى قربك من الله وأنه ما ابتلاك إلا ليطهرك وهنا نتعلم حكمة الله في البلاء أنه لا يبتلى عباده المؤمنين بقواصم ظهر لا يتحملونها بل ببلاء يتناسب مع إيمانهم. خلاصة هذه المحطة: أن يمنح الله أصحاب البلايا الشديدة مذاقات لا توصف.
كتاب صوتي | حسن الظن بالله | ل د. إياد قنيبي | كامل. - YouTube
حسن الظن بالله متاح 50. 00 ج. م 45. ص343 - كتاب غاية المقصد فى زوائد المسند - باب حسن الظن بالله - المكتبة الشاملة. 00 سنه النشر 2019 عدد الصفحات 224 دار النشر دار بداية للنشر و التوزيع متوفر في فرع جليم, كامب شيزار, فرع لوران ندى_تشتكي_لعائشة قصة رمزية لفتاةٍ عانت ما تعانيه الفتيات والنساء المتزوجات في ظل الحياة المادية المعاصرة... فجاءت إلى عائشة رضي الله عنها، لتقارن بحالها مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم... فجرى حوارٌ سيُطلعك على جانب لطيف من هذا البيت الصغير الذي مُلِئ بالذكريات الجميلة... ويزيد اعتزازك بإسلامك ونبيك تعليقات مضافه من الاشخاص كتب لنفس المؤلف
جعل الله أجر من يحسن الظن به عظيم، فأعد له جنات تجري من تحتها الأنهار. حسن الظن بالله يعين على التفكر والتدبر في أسماء الله وصفاته، وما تقتضيه من معاني العبودية، والإخلاص لله. المصدر: