الشيخ الشعراوي الله يرحمه وهو بيفسر آية "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم"، قال قصة جميلة لشخص صيني كان عنده حصان بيحبه والحصان دا مشى ومرجعش فالناس جم يواسوه في حزنه على الحصان فقالهم: ومن أدراكم أن ذلك شر؟، وبعد فترة الحصان دا رجع ومعاه مجموعة تانية فالناس جم يهنوه فقالهم: ومن أدراكم أن ذلك خير؟، وبعد فترة ابنه ركب الحصان ووقع من عليه اتكسر فالناس جم يواسوه قالهم ومن أدراكم أن ذلك شر؟، وبعد فترة حصلت حرب وماخدوش ابنه من بين الناس الكتير اللي خدوها للحرب علشان كان مكسور. انت رغم قلقك مش متأكد يقينًا ايه الموجود في الخطوة الجاية، اللي تشوفه خير يمكن ميكونش، واللي تشوفه شر يمكن ميكونش، واللي تشوفه تعب يمكن راحة، واللي بتتمنى به الراحة جايز يكون مصدر تعبك الأكبر، استريح بما يريح ضميرك وقلبك.
يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه، من قبل أن نخلق نفوسكم (لِكَيْلا تَأْسَوا) يقول: لكيلا تحزنوا، (عَلَى مَا فَاتَكُمْ) من الدنيا، فلم تدركوه منها، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. ومعنى قوله: (بِمَا آتَاكُمْ) إذا مدّت الألف منها: بالذي أعطاكم منها ربكم وملَّككم وخوَّلكم؛ وإذا قُصرت الألف، فمعناها: بالذي جاءكم منها. الحديد الآية ٢٣Al-Hadid:23 | 57:23 - Quran O. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) من الدنيا، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. حُدثت عن الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا إسحاق بن منصور، عن قيس، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا، ومن أصابه خير فجعله شكرا. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ(لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما أتاكم منها.
إذن الحزن فيه غِلظ وشدة في الأرض والحُزن هو الغلظ والشدة في النفس. أيهما أثقل؟ الحُزن أثقل على النفس من الحزْن ، الحزْن تجتازه وانتهى الأمر أما الحُزن فيبقى في النفس. الحَزن فتحة والحُزن ضمة فاختاروا الضمة لما هو أثقل لأنها تتناسب اللفظة مع مدلولها أو المعنى. * هل هناك تفاضل بين الحركات الإعرابية؟ هي ليست هكذا ولكن عندنا الفتحة أخف الحركات تليها الكسرة والضمة أثقلها لاحظنا أن العرب تراعي كثيراً من هذه الأمور تجعل الثقيل للثقيل سواء في الحركات أو في اللفظ عموماً وليس فقط في الحركات وتناسب اللفظ والمعنى، لما يتحول الفعل إلى فَعُل يتحول إما للتعجب أو للمدح والذم أو المبالغة أو التحوّل مثل فقِه وفَقُه، فقُه صار فقيهاً أما فقِه فجزئية، عَسِر وعَسُر، عسِر عليه الأمر أما عسُر فالأمر هو عسير. خَطَب ألقى خطبة وخَطُب صار خطيباً. الحركة تغير الدلالة تماماً. حل درس المؤمن بين الشكر والصبر تربية إسلامية صف سادس - سراج. (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (23) الرعد) ما قال صلُح قال من صَلَح رأفة بالعباد. صلُح أي صار صالحاً إلى حد كبير من الصلاح والله تعالى من رحمته بعباده يكفيه أن يكون الإنسان صالحاً لا أن يبلغ ذلك المبلغ في الصلاح.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قول الله - عز وجل - ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا ، ولا تفرحوا بما أتاكم منها. واختلفت القراء في قراءة قوله: ( بما آتاكم) فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والكوفة ( بما آتاكم) بمد الألف ، وقرأه بعض قراء البصرة " بما أتاكم " بقصر الألف وكأن من قرأ ذلك بقصر الألف - اختار قراءته كذلك - إذ كان الذي قبله على ما فاتكم ، ولم يكن على ما أفاتكم ، فيرد الفعل إلى الله ، فألحق قوله: " بما أتاكم " به ، ولم يرده إلى أنه خبر عن الله.
ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال عند تفسيره لهذه الآية: يعنى: أنكم إذا علمتم أن كل شيء مقدر مكتوب عند الله، قلّ أساكم على الفائت، وفرحكم على الآتي، لأن من علم أن ما عنده مفقود لا محالة، لم يتفاقم جزعه عند فقده، لأنه وطن نفسه على ذلك، وكذلك من علم أن بعض الخير واصل إليه، وأن وصوله لا يفوته بحال، لم يعظم فرحه عند نيله. فإن قلت: فلا أحد يملك نفسه عند مضرة تنزل به، ولا عند منفعة ينالها، أن لا يحزن ولا يفرح؟قلت: المراد الحزن المخرج إلى ما يذهل صاحبه عن الصبر والتسليم لأمر الله- تعالى- ورجاء ثواب الصابرين، والفرح المطغى الملهى عن الشكر. فأما الحزن الذي لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام، والسرور بنعمة الله، والاعتداد بها مع الشكر، فلا بأس بهما. ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة بقوله: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ. أى: والله- تعالى- لا يحب أحدا من شأنه الاختيال بما آتاه- سبحانه- من نعم دون أن يشكره- تعالى- عليها، ومن شأنه- أيضا- التفاخر والتباهي على الناس بما عنده من أموال وأولاد.. وإنما يحب الله- تعالى- من كان من عباده متواضعا حليما شاكرا لخالقه- عز وجل-. فأنت ترى أن هاتين الآيتين قد سكبتا في قلب المؤمن، كل معاني الثقة والرضا بقضاء الله في كل الأحوال.
﴿ ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا﴾ [ الفرقان: 53] سورة: الفرقان - Al-Furqān - الجزء: ( 19) - الصفحة: ( 364) ﴿ And it is He Who has let free the two seas (kinds of water), one palatable and sweet, and the other salt and bitter, and He has set a barrier and a complete partition between them. ﴾ مرج البحرين: أرسلهما في مجاريهما أو أجراهما عذب فرات: حلو شديد العذوبة ملح أجاج: شديد الكلوحة و الحرارة أو المرارة برزخا: حاجزا عظيما يمنع اختلاطهما حجرا محجورا: حراما محرّما تغيّر صفاتهما والله هو الذي خلط البحرين: العذب السائغ الشراب، والملح الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزًا يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر، ومانعًا مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر. الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الفرقان Al-Furqān الآية رقم 53, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
تعد ظاهرة مرج البحر من الظواهر الكونية العجيبة التي ذكرت في القرأن الكريم منذ سنوات عديدة ويتضح ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز"مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ"، ولقد تم إكتشاف هذه الظاهرة على يد مجموعة كبيرة من العلماء في أواخر القرن التاسع عشر، وبالتالي فهى تؤكد مدى صدق القرأن الكريم ، وتشير لإحدى المعجزات الكثيرة به، وسوف نتناول بالتفصيل من خلال هذا المقال مكان مرج البحرين بالإضافة للتفسير العلمي والشرعي لهذه الظاهرة العظيمة التي تؤكد مدى عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى. مكان " مرج البحرين يلتقيان " يعد مرج البحر هو نقطة اتصال كل من الماء المالح والماء العذب معًا سواء في المحيطات أو البحار، ولقد أكد العلماء على أن الطبيعة الفيزيائية للماء المالح والماء العذب تمنع كل منهما من الإتصال مع بعضهم البعض، وعلى الرغم من صعوبة تحديد مكان انفصال الماء البارد عن الماء العذب بالعين المجردة ولكن يتم تحديد مكانها بناء على الكثير من الدراسات والأبحاث الفيزيائية المختلفة. وأما عن أماكن وجود مرج البحر فهو يوجد بمياه البحار و المحيطات المختلفة في نقطة التقاء المياه العذبة مع المياه المالحة، بالإضافة لأنه يوجد أيضًا في أماكن التقاء المياه الجوفية مع مياه الينابع والأنهار وكذلك مع مياه البحار المالحة، ويوجد مرج البحر في الحقيقة على صورة حاجز وهمي يفصل كل من المياه العذبة عن المياه المالحة ويمنع أن يختلط كل منهما مع بعضهم البعض، ولعل الهدف الأساسي وراء ذلك هو حكمة الله سبحانه وتعالى من ذلك من أجل المحافظة على معدل ونسبة المياة العذبة على كوكب الأرض بالصورة والمعدل الطبيعي لها.
2 – عبد المجيد بن عزيز الزنداني، بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته، دار الإيمان، القاهرة، الطبعة الأولى، ص 72: 75. ص 146: 155. 3 – د. زغلول النجار، مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، دار المعرفة، بيروت. لبنان، الطبعة الأولى، 2009م، ص 206.