لكن ما جاء في مثل هذا الموضع فإن المقصود هنا التحقيق لا التعليق، ليس التعليق على المشيئة، وإنما يقول ذلك تحقيقًا لا تعليقًا، وفرق بين المقامين، الله يقول: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ [الفتح:27]. والله قد علم أنهم داخلوه قطعًا، ومع ذلك قال: إِنْ شَاءَ اللَّهُ وكذلك النبي ﷺ في دعاء المقابر فإنه يقول: وإنا، إن شاء الله، بكم لاحقون [5] وهو يعلم أنه لاحق بهم لا محالة، فهذا يقال على سبيل التحقيق لا التعليق. فمن قال ذلك في الدعاء تعليقًا، فيقال: هذا ليس من أدب الدعاء، ومن قاله تحقيقًا، فإن ذلك لا إشكال فيه، وهذا منه.
س: مداره على المنهال بن عمرو؟ ج: لا، الذي قبله يزيد بن خالد هو الضعيف، أما المنهال فلا بأس به. س: مَن دعا للمريض عن طريق الهاتف ولم يتيسَّر له الذّهاب هل يُجزئ؟ ج: من طريق الهاتف أو غير الهاتف، يدعو لأخيه ولو بظهر الغيب، فإذا دعا المؤمنُ لأخيه بظهر الغيب قال الملك المُوَكَّل: آمين ولك بمثله.
وحفظ لنا هذا الفن صور الحياة والبيئة والعادات والطقوس والتقاليد والأحداث التاريخية وطبيعة المناخ والعمارة والزي والفنون، وهو يرتبط بفن الزخرفة الهندسية بشكل كبير. ونجد أن المنمنمات العربية والإسلامية كانت مسطحة وذات بعدين، هما: الطول والعرض، وبعدت كثيراً عن التجسيم بالبعد الثالث، كما أن العنصرين الأساسيين في المنمنمة هما الخط والبقعة، ويأتي الإنسان بالدرجة الأولى في المنمنمة ثم يأتي بعد ذلك الحيوان والنبات والعمران. وقد ظهر هذا الفن في حضارات قديمة منها الحضارة الفارسية والهندية، ويعد كتاب (كليلة ودمنة) أول كتاب عربي ظهرت فيه المنمنمات، كما ظهرت كذلك في مقامات الحريري وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. ويرجع أقدم مخطوط إلى القرن عشر الميلادي، وإن كانت أعداد قليلة منها موجودة في مصر وإيران منذ القرن التاسع الميلادي. يقول بازيل غمري في كتابه (الرسم الإيراني): «يجب أن تبدأ دراسة الرسم الإيراني بالنسخ الخطية للعصر الفارسي، والمدرسة العباسية اسم يطلق على النسخ الخطية المذهبة والمزينة بالرسوم التي اهتم بها الخلفاء العباسيون.. المنمنمات الاسلامية - قصه عن المنمنمات الإسلامية - المنمنمات الإسلامية بدون أرواح - معلومة. جمعوها في عاصمتهم بغداد». وقد كان للفنانين الإيرانيين دور بارز في تطور المدارس الفنية للمنمنمات، وامتزجت خبراتهم مع خبرات المدرسة العباسية في بغداد، لاسيما عند وصول البرامكة إلى موقع الحكم ، حيث استعانوا بالعديد من الفنانين الإيرانيين إلى بغداد، فشاركوا في تأسيس مدرسة المنمنمات فيها، وقد عرف عن المدرسة السلجوقية محاولة الحفاظ على أصالة الرسم الإيراني وملامحه المحلية بعيداً عن تأثيرات الفن الصيني.
وقد اشتهر عدد من الفنانين في هذا المضمار منهم عبد الله بن الفضل (۱۱۹ه) الذي كتب وصور مخطوط في خواص العقاقير ، ضمنه ثلاثين لوحة موزعة في متاحف عالمية مختلفة الآن. ومن أشهرها منمنمة تصور رجلين تحت شجرة وبينهما وعاء يحركه أحدهم بعصا في يده. أما یحیی بن محمود الواسطي الذي رسم منمنمات مقامات الحريري سنة (134 هـ) فقد اعتبر بحق أحد أعلام فن المنمنمة الإسلامية ، ويحتوي كتاب مقامات الحريري على نحو مائة منمنمة تصور كل واحدة منها موقف من مواقف المقامة ، وتعطي في الوقت نفسه صورة للحياة الاجتماعية والأزياء وأنماط العمارة في ذلك العصر. التنويري – Altanweeri المنمنمات الإسلامية.. صور نابضة تمزج بين روح الحوار ومتعة الألوان - التنويري - Altanweeri. إن الفنان المسلم استطاع أن يحقق في المنمنمات رسوم إبداعية ، بوضعه العديد من العناصر في مساحة لا تتجاوز صفحة كتاب مع العناية بالألوان والخطوط والأشكال أيما عناية. وقد اشتهرت مدارس في فن رسم المنمنمة مثل مدرسة بغداد ومدرسة سمرقند وهراة وغيرها... وتوجد معظم المنمنمات في متاحف العالم ، حيث اعتبرت من الفنون الرائعة والراقية. وقد استمر فن المنمنمة إلى وقت متأخر ، حيث توضح رسوم محمد راسم في الجزائر ازدهار هذا الفن في شتى البقاع الإسلامية.
بحث عن المنمنمات الاسلامية المُنَمْنَمَة هي صورة مزخرفة في مخطوط. وقد اشتهرت بها المخطوطات البيزنطية والفارسية والعثمانية والهندية وغيرها، وتتواجد أقدم منمنمة للمدينة المنورة في العالم بدارة الملك عبد العزيز في الرياض، وهي عبارة عن رسم وصور زخرفية مرسومة على مخطوطة للمدينة المنورة، يعود تاريخها إلى ما قبل 500 عام. وفن المنمنمات (Miniatures) فهو فن توشيح النصوص بواسطة التصاوير أو الرسوم التوضيحية المصغرة، ويعتبر أحد أهم فروع الفن الإسلامي وأحد المجالات الفنية في التراث الإسلامي، ويندرج أيضا تحت ما يسمى بـ "فن الكتاب" (Art of Book)؛ وهو فن زخرفة وتذهيب وتزيين وتزويق الكتب أو المخطوطات. وكلمة منمنمة في المعجم الوجيز تعني الشيء المزخرف والمزركش، ونمنم الشيء أي زركشه وزخرفه، والنمنمة هي التصوير الدقيق الذي يزين صفحة أو صفحات كتاب أو مخطوط، ومظاهرها الدقة في التصوير وتنميق المخطوط بالرسوم والألوان، وهي الصور والرسوم التوضيحية في الكتب والمخطوطات التي أنتجتها الحضارة الإسلامية، وتتميز هذه الصور رغم صغرها بكثرة تفاصيلها ودقتها وكثرة العناصر الفنية أو التشكيلية كالآدمية والحيوانية والنباتية وغيرها.
وقد اشتهر عدد كبير من الفنانين الرواد منهم (يحيى بن محمود بن يحيى الواسطي) الذي اشتهر وعرف كواحد من مصوري (مقامات الحريري) التي تم إنجازها عام 1237م, وهو أحد أهم المصورين الذين عرفتهم الحضارة العربية، بل من أفضل فناني العرب حيث يمتلك موهبة قوية ويجيد التعبير كمصوّر وملوّن ورسّام منمنمات، ومصور للأحداث، إذ كانت قدرته فائقة فيما قدم من أحداث (مقامات الحريري) بأسلوب فني رائع، يعتبر من أجمل الأساليب ويعد بحق من معجزات الفن التشكيلي العربي، وخير دليل على ذلك رسوماته لهذه المدرسة فقد أجاد رسم شخصية أبي زيد (بطل مقامات الحريري). ثم جاء (بهزاد) الذي يُعدُّ من أشهر رسامي المنمنمات في تاريخ الفن الإنساني. ولد بهزاد ببلدة (هراة) الواقعة بأفغانستان، وكان مولده في حدود سنة 854 هجريَّة (1450 ميلاديَّة)، وعاش وأبدع لوحاته في بلاط ملوك الدولة التيمورية، ثم قام الشاه إسماعيل الصفوي برعايته، فقضى النصف الثاني من حياته بمدينة تبريز حتى وفاته سنة 943 هجريَّة (1537 ميلاديَّة)، وشاع في كتب التاريخ أن الشاه إسماعيل الصفوي حين دخل في حربه مع العثمانيين، خاف على حياة بهزاد فحفظه هو والخطَّاط شاه محمود النيسابوري في قبو سرىٍّ حتى انتهت الحرب.