وينهي حياة إنسان وهذه الجريمة تعبر عن مدى بشاعة تفكير المجرم والشرور الذي يحمله في نفسه. ومدى شناعة تفكيره أن يتخيل جريمته ويعرف كيف سيقدم على تنفيذها دون أدنى مشاعر إنسانية تروعه. فقد يلجأ لارتكاب جريمته باستخدام طرق ووسائل تساعده على ارتكاب جريمته مثل استخدام الأسلحة النارية. أو الات حادة كالسكين والفأس ويكون القاتل متربص بضحيته ومخطط لفعلته ، أما فالقتل شبه العمد. هل القصاص في الدنيا يُسقط عقوبةَ القتل العمد في الآخرة؟. يعقد فعل الإنسان لضرب الضحية ضربة عنيفة قد تودي بحياته دون أن يكون هناك نية مسبقة لقتله. مثلاً أن تحصل مشاجرة بين شخصين فيقدم شخص على شخص بضرب الاخر ضربة عنيفة تزهق حياته. في حين يكون القتل بطريق الخطأ دون أن يدري الإنسان أن فعله أو الخطأ الذي بدر منه قد ينهي حياة إنسان؟ مثلاً الطبيب الذي يجري عمل جراحي لشخص اخر فيرتكب خطأ طبي يودي بحياة المريض هو لم يقصد هذا ولم يتعمد. وإنما فعله أدى لقتل المريض بطريق الخطأ، أو قيام حادث سيارة تسبب بموت شخص هنا الخطأ بالقيادة او التهور بالسرعة أدى لقتل الضحية. ورغم صرامة العقوبات المطبقة في السعودية إلا أننا نجد عدد من هذه الجرائم يرتكب كل يوم. ومن أجل هذه الظاهرة الخطيرة سنتناول عقوبات هذه الجرائم كما تناولتها الشريعة الإسلامية الغراء والنظام السعودي.
فالعفو أن تقبل الدية في العمد، وذلك تخفيف من الله ورحمة، فعلى ولي الدم أن يتبع بالمعروف، وعلى القاتل أن يؤدي إليه بإحسان، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم. وقال ابن حزم إن من قالوا بالأدب احتجوا بآية وهي قال تعالى: " وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا – يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا – إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " الفرقان: 68-70. فشبهَ الله القتل بالزِنا، والزنا فيه الرجم على المحصن، وإذا لم يكن محصناً، فقد سقط الرجم، ووجب الجلد مائة جلدة، والتغريب لمدة عام، فالواجب على من قتل، فسقط عنه القتل مثلُ ذلك أيضاً، واحتجوا أيضاً بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: فقد أتى برجلٍ قتل عبدهُ متعمداً، فجلدهُ مائةً ونفاه سنةً، ومحا سهمه من المسلمين، ولم يقد منه فضلاً عن المروي عن عمر. ولقد رد ابن حزم على هذا الأمر بحجج كثيرةٍ، ومنها أن تشبيه الزنا بالقتل قياسٌ وهو باطل، ولو قيل بالقياس فهو باطل هنا كذلك للاختلاف الظاهر، فالله تعالى لم يساوِ بين القاتل والزاني في الحكم الدنيوي، وإنما سوى بينهما في وعيد الآخرة فقط.