والجمعة الماضية، أقام الأزهر الشريف، احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1082 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وكوكبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
كل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله سبحانه تعالى لا بد أن يكون له أصل من الشرع؛ وذلك لأن العبادات مبنية على أمرين أساسيين لا بد منهما هما: الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا أشار الله تعالى في قوله: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾. صلاه ليله الاحد السيد محمد باقر الفالي - YouTube. [البينة: 5]. فلا بد من الحنيفية، ولا بد من الإخلاص. والحنيفية هي: الشرع واتباعه وعدم الميل عنه يميناً أو يساراً، ونصيحتي لهذه المرأة ولغيرها ممن يحبون الخير ألا يعملوا عملاً شرعياً، أو بعبارة أصح ألا يعملوا عملاً يتقربون به إلى الله حتى يعرفوا أن له أصلاً من الشرع؛ ليكون بذلك مقبولاً عند الله عز وجل، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» أي: مردود على عامله، مهما كان هذا العمل مما يستحسنه هذا العامل، فإنه لا خير فيه إذا لم يكن على وفق الشريعة الإسلامية.
صلاه ليله الاحد السيد محمد باقر الفالي - YouTube
الصلاة على محمّد وآل محمّد ((سيرة النبي الأكرم (ص))) أهميّة الصلوات يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾1. تمهيد أغلب الأدعية والمناجاة والزيارات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، تبدأ بالصلاة على محمّد وآل محمّد أو تختم بها، فالصلاة على النبيّ وآله من الآداب العامّة الّتي يراعيها الداعي قبل وبعد أيّ دعاء، والصلوات أيضاً قد يتكرّر ذكرها في أثناء المناجاة والأدعية، تماماً كما في كثير من أدعية الصحيفة السجّاديّة الواردة عن الإمام زين العابدين عليه السلام. وقد بلغت الصلوات درجة من الأهمّيّة حتّى أصبحت جزءاً من التشهّد، وتبطل الصلاة فيما لو تُركت عمداً، وهذا ما أشار له الشافعيّ وهو أحد الأئمّة الأربعة عند أهل السنّة في شعره بمدح أهل البيت عليهم السلام قائلاً: (1) كفاكم من عظيم القدر أنّكم من لم يصلّ عليكم لا صلاة له2 فالصلاة الّتي هي علاقة فرديّة وشخصيّة مع الله سبحانه نجد أنّه لا بدّ أن تُذكر الصلوات فيها، وهذا الوجوب في التشهّد ليس حكماً خاصّاً بأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وإنّما هو حكم متّفق عليه لدى الفريقين الشيعة والسنة.
ونتيجة ما تقدّم: إنّ الصلوات على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام ترجع فائدتها إلى شخص الداعي، هذا بالإضافة إلى أنّ هذه الهدية الّتي يُقدّمها لهم عليهم السلام يقابلونها بالهدية وبالدعاء له ويستفيد أكثر من هذا الدعاء. الملاحظة الثالثة عندما يريد إنسانٌ أن يطلب شيئاً ما من رجل عظيم أو جليل وفي نفس الوقت لا يرى لنفسه أنّه أهل لهذا الطلب، أو يليق بأن يطلب من هذا العظيم، فإنّه ينبغي عليه بناء لما في علم النفس أن يلفت نظر هذا العظيم أوّلاً، ثمّ يقوم بطلب حاجته منه، وعلى سبيل المثال، يبدأ أوّلاً بإظهار المحبّة له، والعلاقة به، والطاعة وغير ذلك، ويسعى قدر الإمكان لتهيئة الظروف شيئاً فشيئاً حتّى تحين الفرصة في طلب حاجته. ونحن الناس لا نملك اللياقة أن نطلب من الله سبحانه، ولا نستحقّ منه الإجابة؛ وذلك بسبب ما ارتكبناه من ذنوب، وتجرّأنا بالمعاصي، وواجهناه بالسيّئات، وفي نفس الوقت ليس لدينا سبيل غير الطلب منه سبحانه، لذلك لا بدّ من تحصيل هذه اللياقة للطلب، وأفضل وسيلة هي طلب الرحمة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ، فبطلب الرحمة لهم وإظهار المحبّة لهم نستطيع تحصيل لياقة الطلب من الله سبحانه.
__________________ اللهم صل على محمد و آل محمد
وإذا وضع في قبره وجاء الملكان، فاح في قبره عطر يشمانه فيقولان لبعضهما البعض إنها رائحة نبي آخر الزمان فلنعد، فيتركانه.