إلى ذلك، فقد عمد فريق المبادرة إلى تنظيم فعاليات تسويقية لمن يحتاج لذلك من خلال إقامة البازارات، وحملات لجمع الملابس والأدوات المدرسية "القرطاسية" لتقديمها للعائلات المحتاجة، ولأبنائها من الطلبة، عدا عن فعاليات التعليم المجاني لتنمية مواهب الطلبة المختلفة، في عدد من الفنون، لتكون بذلك مبادرة متكاملة تسعى لأن تكون سبباً في رسم البسمة على شفاه الأطفال، و"فك لكربة عائلة محتاجة ضاق بها الحال ولو بشكل مؤقت وبسيط". ويتطلع فريق "كن عوناً" إلى الوصول لمختلف محافظات المملكة خلال الفترة المقبلة، وأن تمد يد العون للمناطق النائية، وأن تكون على قدر كافٍ من المسؤولية في خدمة الوطن والمجتمع ودعم الشباب، كما يتمنى العلي، أن تكون المبادرة مصدر أمل وتفاؤل، مبينا "أن الخير ما يزال موجودا وأن كل شاب وفتاة يستطيع أن يضع بصمته في هذا المجتمع". ويعد الأردن من أكثر الدول التي تُعنى بدعم المبادرات التطوعية والشبابية من خلال الدعم المؤسسي والأهلي، ويوجد في المملكة مئات المبادرات الدائمة والمؤقتة التي تسعى جميعها للهدف ذاته، وهو خدمة الوطن ومساعدة الفئات الأقل حظاً فيه، بأشكال تعاونية مختلفة، تسهم في رفد المجتمع بنماذج شبابية مؤهلة.
يأتي الحديث عن المبادرات الشبابية في هذا الوقت، في ظل الاحتفاء العالمي خلال هذه الفترة بـ"اليوم العالمي للعمل التطوعي" الذي يصادف الخامس من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، والذي يحتفي بالشباب والمبادرات التطوعية، وحددته الأمم المتحدة منذ العام 1985، يعد هذا اليوم نوعا من "شكر المتطوعين على مجهوداتهم وزيادة الوعي بأهمية التطوع ودوره في المجتمع". أبرز أهداف المبادرة، كما يوضحها العلي "مساعدة المحتاجين وأن نكون عونا لهم، وأن نكون فريقا شبابيا مؤثرا بشكل إيجابي في مجتمعنا وبمساعدة كل من يمكن الوصول إليه والتواصل معه"، لافتا إلى أن المسؤولية المجتمعية "تحتم علينا كشباب أن نقف جنباً إلى جنب مع أبناء مجتمعنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر على العالم أجمع". الأعمال التي قام بها أعضاء الفريق التطوعي خلال الفترة القليلة الماضية منذ انطلاقها، كانت عبارة عن فعاليات شبابية يتم فيها زيارة مؤسسات عدة تضم فئات محددة من أبناء المجتمع، ممن يحتاجون إلى مد يد العون للمساعدة بأشكال عدة، سواء دعما معنويا أو عينيا، أو نقديا، ومن ذلك زيارة عدد من مراكز إيواء الأيتام، ودور المسنين، والمستشفيات، كما تم تنظيم حملات للتبرع بالدم لتقديمها لمرضى في مركز الحسين للسرطان.
بيان الله -تعالى- نعمه على موسى -عليه الصّلاة والسّلام-؛ فقد بلغ أشدّه واستوى وآتاه حكماً وعلماً، ثمّ قتل رجلاً من آل فرعون، ليخرج من مصر هارباً، ووصل إلى مَدين، وبعد ذلك اتّفق موسى -عليه الصّلاة والسّلام- مع رجل على أن يُزوّجه ابنته مقابل أن يعمل عنده ثمان سنوات وإن أراد عشراً، وبعد انتهاء المدّة يُزوّجه ابنته. انتهت المدّة التي تعاقد عليها موسى -عليه الصّلاة والسّلام- مع الرّجل، وتزوّج موسى -عليه الصلاة والسلام- ابنته ، ثم توجّه وإياها عائداً إلى مصر، وفي الطريق رأى ناراً، فلمّا اقترب منها أمره ربّه أن يعود إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الله -تعالى- وحده ففعل، لكنّ فرعون كذّبه فأغرقه الله -تعالى-. سورة القصص مكتوبة كاملة. قصة قارون في سورة القصص كان قارون من قوم موسى -عليه الصّلاة والسّلام- وكان رجلاً ذا مالٍ وجاه ، وخرج ذات يوم يمشي بين النّاس ويفتخر بماله وجاهه، فمن النّاس من انخدع بالمظاهر وتمنّى لو كان مكانه، ومنهم من لم يغترّ بما أظهره، فما كان إلّا أن خسف الله -تعالى- به وبداره الأرض. [٢٣] وكان قد وجهّه الله -تعالى- قبل أن يخسف به الأرض إلى ضرورة استعمال المال بالوجه المشروع، وبما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وإنفاقه في سبيل الله -تعالى-، ممّا يُؤدي إلى تنميته وطرح البركة فيه، لكنّه لم يتّعظ ولم يستجب لذلك، [٢٤] وتعامل مع النّعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليه بالجحود والطّغيان، وبعد هلاكه قال الذين تمنوا مكانه: (لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) لما رجعت المرأتان سراعا بالغنم إلى أبيهما ، أنكر حالهما ومجيئهما سريعا ، فسألهما عن خبرهما ، فقصتا عليه ما فعل موسى ، عليه السلام. فبعث إحداهما إليه لتدعوه إلى أبيها قال الله تعالى: ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) أي: مشي الحرائر ، كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، أنه قال: كانت مستترة بكم درعها. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا [ أبي ، حدثنا] أبو نعيم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمر بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: جاءت تمشي على استحياء ، قائلة بثوبها على وجهها ، ليست بسلفع خراجة ولاجة. قراءة سورة القصص مكتوبة مع تفسير سورة القصص و ترجمتها. هذا إسناد صحيح. قال الجوهري: السلفع من الرجال: الجسور ، ومن النساء: الجريئة السليطة ، ومن النوق: الشديدة. ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) ، وهذا تأدب في العبارة ، لم تطلبه طلبا مطلقا لئلا يوهم ريبة ، بل قالت: ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) يعني: ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا ، ( فلما جاءه وقص عليه القصص) أي: ذكر له ما كان من أمره ، وما جرى له من السبب الذي خرج من أجله من بلده ، ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين).
وما جاء في بعض الأحاديث من التصريح بذكره في قصة موسى لم يصح إسناده ، كما سنذكره قريبا إن شاء الله. ثم من الموجود في كتب بني إسرائيل أن هذا الرجل اسمه: " ثبرون " ، والله أعلم. وقال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: وأثرون وهو ابن أخي شعيب عليه السلام. وعن أبي حمزة عن ابن عباس: الذي استأجر موسى يثرى صاحب مدين. رواه ابن جرير ، ثم قال: الصواب أن هذا لا يدرك إلا بخبر ، ولا خبر تجب به الحجة في ذلك.
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ [ ١٧] تفسير الأية 17: تفسير الجلالين { قال رب بما أنعمت} بحق إنعامك { عليَّ} بالمغفرة اعصمني { فلن أكون ظهيراً} عوناً { للمجرمين} الكافرين بعد هذه إن عصمتني. فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ [ ١٨] تفسير الأية 18: تفسير الجلالين { فأصبح في المدينة خائفاً يترقب} ينتظر ما يناله من جهة أهل القتيل { فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه} يستغيث به على قبطيٍّ آخر { قال له موسى إنك لغوي مبين} بيّن الغواية لما فعلته بالأمس واليوم.
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ [ ٦] تفسير الأية 6: تفسير الجلالين { ونمكن لهم في الأرض} أرض مصر والشام { ونريَ فرعون وهامان وجنودهما} وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة { منهم ما كانوا يحذرون} يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه.