هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث المسلمين على التبكير إلى صلاة الجمعة ليستفيدوا من المناخ الروحي للمسجد وليتهيؤوا نفسيا ووجدانيا لسماع الخطبة بتركيز ليعودوا إلى منازلهم وأعمالهم وهم يحملون أعظم المكاسب، فصلاة الجمعة لها فضلها وأجرها، ويوم الجمعة له فضله ومكانته في حياة الأمة الإسلامية. فضل يوم الجمعة يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامان - البخاري ومسلم - عن أبي هريرة - رضي الله عنه: «نحن الآخرون السابقون يوم القيام بيد أنهم - أي أهل الكتاب - أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا يومهم الذي فرضه الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا، والنصارى بعد غد». فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يوضح هنا أننا أمة الإسلام آخر الأمم - لأن رسولنا هو خاتم الأنبياء والمرسلين - إلا أننا السابقون في الفضل والخيرية، لقول الحق سبحانه: «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، وقد فرض الله زيادة العبادة على الأمم السابقة في يوم الجمعة إلا أنهم اختلفوا في شأن هذا اليوم المبارك وفضلوا غيره عليه، فهدى الله أمة الإسلام إليه، فالناس لنا فيه تابعون في الفضل، وقد اختار اليهود يوم السبت عيدا لهم، والنصارى اختاروا يوم الأحد.
قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - أي قد فارقت الحياة وتآكل جسدك؟ قال - صلى الله عليه وسلم - «إن الله حرم على الأرض أن تأكل شيئا من أجساد الأنبياء». فضل التبكير لصلاة الجمعة. كذلك يستحب للمسلم - رجلا كان أو امرأة قراءة سورة الكهف، لقوله - صلى الله عليه وسلم - «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له النور ما بين الجمعتين». ومن السنة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرص عليها في يوم الجمعة الاغتسال للجمعة والتطيب وارتداء أحسن ثيابه، وقد حث اتباعه على أن يفعلوا ذلك ومن أقواله الشريفة: «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل»، وقد أخذ بعض العلماء من هذا الحديث الشريف أن الغسل للجمعة من الأمور الواجبة على كل مسلم، لكن جمهور الفقهاء قالوا كما يوضح د. واصل أن الاغتسال لحضور صلاة الجمعة من السنن التي ينبغي أن يحرص علها كل مسلم. والسؤال المهم هنا: هل نراجع أنفسنا ونحرص على الاستفادة من خيرات وبركات يوم الجمعة، كما أرشدنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم؟
[٢٦] الصلاة بأول الوقت تعدُّ الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم، حيث سأل ابن مسعود -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال، فأجابه -عليه الصلاة والسلام- بأن الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال، وفي روايات للحديث يُجيبه بقول: "الصلاة على أول وقتها"؛ لِما في ذلك من تفضيل أداء الصلاة في أول وقتها، حيث يكون العبد مُتأهبّاً ومُستعداً، فيقوم بأدائها بمجرد دخول وقتها.
وأوَّل وقت التبكير عند الحنابلةِ: الإتيان بعدَ طلوع الفجر لا بعدَ طلوع الشمس. يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/42). ، وهو قولُ ابنِ حَبيبٍ مِنَ المالِكيَّة قال الحطَّاب: (قال في الجلاب: التهجيرُ أفضلُ من التبكير، خلافًا لابن حبيبٍ والشافعيِّ) ((مواهب الجليل)) (2/535)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/350). ، واختارَه ابنُ حزمٍ قال ابنُ حزم: (ففي هذين الحديثين: فضلُ التبكير في أوَّل النهار إلى المسجد؛ لانتظار الجمعة، وبُطلانُ قول مَن منَع من ذلك) ((المحلى)) (3/246).
بقلم: حسناء قطني.. /imagesDB/ يقول سبحانه وتعالى في بيان وظيفة المرأة فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، وردت في الآية الكريمة كلمتان جامعتان: الحفظ والغيب. فالحفظ يوحي بأن هناك ما يضيع إن لم تحفظه المرأة، أما الغيب فيوحي بأن هناك مجالات تحضر فيها المرأة حيث يغيب الرجل. فعن أي حضور تتحدث الآية ؟ وما هي مجالات هذا الحضور؟ لقد جعلت الرسالة النبوية الشريفة من أولى أولوياتها إعادة الاعتبار للمرأة، حيث استطاع صلى الله عليه وسلم أن يحولها من مخلوق يوأد ويورث إلى كائن مصون الكرامة، ومن كائن لا اعتبار له إلى عنصر مشارك وفعال في مجتمعه، وذلك بسهره صلى الله عليه وسلم على تربية المجتمع برجاله ونسائه على القيم الحقيقية للإسلام. تلك القيم التي لا تقبل بأي نوع من أنواع الاستبداد، سواء كان سلطة مطلقة أو سلطة ذكورية. المرأة –إذن– كانت حاضرة في قلب الأمة النابض آنذاك وهو المسجد، فهل كانت "النساء فيه ضيفات ناسكات هامشيات. يحضرن الجمع ثم يرجعن إلى بيوتهن ليقبعن فيها، تلغى شخصيتهن ويشطب على رقمهن في عالم الأحياء من الجمعة إلى الجمعة؟ " كتاب تنوير المؤمنات، ج2ص115، مطبوعات الأفق الطبعة الأولى 1996.
لذا عندما يدعو الملائكة والمُسلمون ويقومون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهنا يرغبون في ثناء الله على النبي بالملأ الأعلى. أيضاً قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه أن قول الله تعالى صلى على مُحمد معناها أن الصلاة من الله أي رحمة، أو من الملائكة ومعناها الاستغفار، أما في حالة التحدث بها من قبل البشر فهنا معناها الدعاء. وقال ابن حجر: أن معنى الصلاة والسلام، أن الصلاة من الله عز وجل تدل على الرحمة المقترنة بالتعظيم. وقال أبو العالية أن صلاة الله على الرسول معانها ثناؤه عليه عند الملائكة، أما صلاة الملائكة عليه فمعناها الدعاء. مثال1:صلى عليه خطيب الجامع: يُقصد بها دعا إليه بالصلاة. مثال2: صلت عليه الملائكة في الأعلى: أي استغفرت له، ودعت إليه. مثال3: صلى عليه الله: وتعني أن الله رحمه. وإذا تحدثنا عن معنى كلمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند جمهور العلماء فمعنها كالآتي:- من الله: تدل على الرحمة، وهي مقترنة برفع الدرجات، والتعظيم. من الملائكة: تشير إلى الاستغفار، والدعاء للنبي، أو المؤمنين عند الله عز وجل. من الآدميين: تشير إلى الدعاء. وتلك المعاني هي المشهورة بين أهل العلم، ولكن الأصح هو أن الصلاة أخص من الرحمة، لذلك اجتمع المسلمون على أن يجوز الدعاء بالرحمة لكل مُسلم،، ومؤمن بالله.
تفسير رؤيا الصلاة على النبي في المنام لابن سيرين لها العديد من الدلالات، فقد يلجأ البعض لسؤال الشيوخ عن الرؤية؛ لكي يعرفوا معنى الرؤية حيث أن رؤية النبي في المنام تعددت، وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من رآني في المنام فقد رآني حقًا، وقال أيضًا من رآني في المنام فلن يدخل النار، وهذا يدل على أن وجود النبي واسمه في المنام شيء عظيم يمنع صاحب الحلم من دخول النار، وإذا كان صاحب الحلم مريض فيشفى، وإذا كان مهموم فيفرج الله همه. قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي، فهذا يدل على الحق في الرؤية، ويقوم الكثير من أئمة التفسير ومنهم ابن سيرين بوضع عدة تفسيرات لهذه الرؤية حسب تفاصيل المنام. تفسير رؤيا الصلاة على النبي في المنام لابن سيرين: يقول ابن سيرين أنه من رأى الرسول في المنام وكان عليه دين فيقضي الله عنه هذا الدين، وإن كان مريضًا ورأى الرسول في المنام فقد يشفيه الله تعالى من مرضه، ومن كان يحارب ويجاهد في سبيل الله ورأى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد ينصره الله علي أعداءه، ومن يرى الرسول ويستيقظ وهو مسرور فيدل ذلك على أنه سوف يحج لبيت الله، ومن يرى الرسول في أرض بور قاحلة سوف تخصب هذه الأرض وتصبح عامرة.
[1] أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (935).
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون: السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول: السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى. " الشرح الممتع " ( 3 / 149 ، 150). والله أعلم.
والملائكة صلاتهم الدعاء، دعاؤهم للمصلى عليه، وترحمهم عليه وثناؤهم عليه، يقال له: صلاة، كما في الحديث: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه فصلاتهم على الرسول دعاؤهم له، عليه الصلاة والسلام.