من حضارات شبه الجزيرة العربية الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية تقرير شامل عنها ، حفل التاريخ الإنساني بالعديد من الحضارات التي كان لها أثر بالغ في تطور الشعوب نتيجة لتطور مختلف العلوم، نتيجة لاهتمام العلماء المتواصل بالكشف عن كل ما هو جديد يفيد البشرية مثل التوصل إلى علاج للأمراض أو اكتشاف معدات تساعد على توفير الوقت والجهد. ومن أبرز هذه الحضارات الحضارة الإسلامية التي كان لها دور كبير في تطوير أوروبا من خلال الاستفادة من علوم العرب وترجمتها، ولكن هناك العديد من الحضارات العربية التي ظهرت قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية والتي يمكنك الإطلاع عليها في السطور التالية. الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية يكمن الموقع الجغرافي في منطقة شب الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا حيث يحدها من الشرق كلاً من خليج عمان والخليج الفارسي، بينما من الجهة الجنوبية الشرقية يحدها خليج عمان، ومن جهة الجنوب يحدها خليج عدن، وقد انقسمت حضارات العرب القديمة إلى ثلاثة أنواع وهم ما يلي: العرب البائدة تضم مجموعة من القبائل أشهرها قبائل ثمود وتدمر، وقد سكنت في الجهة الشمالية من شبه الجزيرة العربية.
كما أنه من أبرز الصناعات التي ازدهرت في شبه الجزيرة العربية صناعة المشغولات الذهبية والفضية. الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية – مدونة المناهج السعودية Post Views: 998
ويفيد الاستقصاء في الواحات القريبة أنه بحلول عام 3000 قبل الميلاد، مكنت المحاصيل الزراعية من إيجاد أسلوب حياة نموذجي في الجزيرة العربية على مدى السنوات الـ5000 التالية. إحدى الأساطير القديمة التي ولدت في هذه المنطقة هي ملحمة جلجامش في بلاد ما بين النهرين (ملحمة سومرية شعرية مكتوبة بخط مسماري على 12 لوح طيني…اكتشفت لأول مرة بالصدفة في عام 1853م…في موقع أثري عُرف فيما بعد بأنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى في العراق، وحاليًا، يحتفظ المتحف البريطاني بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة). أكد العلماء أن جلجامش تعد إحدى أولى الأعمال الأدبية المدونة في تاريخ العالم، وسبقت الإلياذة والأوديسة بفترة طويلة (الإلياذة ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس). ويعتقد أن جلجامش كتبت في وقت مبكر من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتعود أقدم ألواحها إلى القرن السابع قبل الميلاد. وورد أنها تأثرت بسردية قصة نوح و الطوفان المذكورة في الكتب المقدسة، وإن لم يكن بصورة كلية. خلال الفترة 2200-1600 قبل الميلاد، بلغت حضارة ديلمون ذروتها في السيطرة على طرق التجارة، وبناء المدن المحصنة والمعابد الفخمة.
ويقول ديدورس الصقلي ان احجار شبه الجزيرة كانت أكثر جودة من احجار جزيرة باروس التي اشتهرت آنذاك بجودة احجارها ومصنوعاتها الحرفية الحجرية. نشطت صناعات الغزل والنسيج في مكة بعدما نمت حاجات الناس اليها وتزايد الطلب على منتوجاتها، مثل الاثاث المنزلي والأرائك والفرش وسواها. وطور اليمنيون هذه الصناعات فأدخلوا عليها بعض التقنيات المستحدثة ولجأوا الى الأصبغة النباتية لتلوين الاقمشة. وكانت خامات الصباغ متوفرة في اليمن ، ومن بينها: الورس والعصفر وقرف الأرطي والعصب وسواها. راجت تجارة الأقمشة والثياب اليمنية في اسواق شبه الجزيرة العربية، لا سيما البرد الذي عرفت عدن بصناعتها. كذلك اشتهرت قطر بالنجائب، وهي برود من غليظ القطن. أما هجر فعرفت بصنع الملابس الفاخرة. وكل هذه المصنوعات وجدت طريقها الى الطبقات الميسورة والغنية. وكانت حصة فقراء البدو والحضر والعبيد ما تيسر من الثياب البسيطة والخشنة وذات الكلفة المتواضعة. راجت في انحاء شبه الجزيرة العربية صناعة البسط المصنوعة من الصوف وشعر الماعز، كما ازدهرت صناعة الخيام من الوبر وشعر الماعز والصوف وجلود الانعام. لم تكن هذه المصنوعات لتكفي حاجة الاسواق في شبه الجزيرة، فأقبل عرب الجاهلية الى استيراد المنسوجات النفيسة من بلاد فارس والهند والصين وبلاد الشام ومصر.
في عام 641 ، اتحدت قبائل قيدار وقبائل نبايوت فيما كان يسمى "اتحاد أتارسمين" ، الذي سمي على اسم الإلهة الموقرة في دوماً ، ومرة أخرى تغلب الآشوريون على المقاومة. [6] مملكة كِندة كندة كانت مملكة قبلية في وسط الجزيرة العربية أسستها قبيلة كندة التي هاجرت من وطنها في اليمن ، يعود وجود القبيلة إلى القرن الثاني قبل الميلاد ، تأسست هذه الحضارة مملكة في وسط الجزيرة العربية كان ملوكها يمارسون نفوذاً على عدد من القبائل المرتبطة ، من خلال الهيبة الشخصية أكثر من تأثير السلطة المستقرة القسرية ، كانت عاصمتهم الأولى قرية ضحاط كحيل ، المعروفة اليوم باسم قرية الفاو. حضارة الأنباط تعتبر حضارة الأنباط أشهر ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام ، وكانت المملكة النبطية كبيرة جدًا ، في الشمال ، سيطرت على البصرى في سوريا وأيضاً دمشق ، وفي الجنوب ، كانت الحِجرة (مدائن صالح) داخل الحدود النبطية ، تمامًا مثل واحة العلا القريبة ، وفي الشرق ، سيطر الملك النبطي على عدة واحات مثل تيما ، وحائل ، ودومة الجندل ، بينما في الغرب ، كانت جارتها مملكة هيرودس الكبير اليهودية وأبناؤه ، الذين تم دمج ممالكها لاحقًا في الإمبراطورية الرومانية ، كانت عاصمة المملكة النبطية البتراء ، ولكن كان هناك العديد من المدن الأخرى التي قامت بالاستيلاء عليها.
ومن بين هذه المنسوجات المستوردة: الديباج والسندس والانسجة الحريرية والقطنية والصوفية. شهدت شبه الجزيرة آنذاك نشوء صناعة أصباغ وعطور ناشطة. وعرفت عدن ، بنوع خاص، بصناعة الطيب. فكان يقصدها التجار من الهند والسند وفارس وبلاد الروم للحصول على طيوبها وأشهرها دهن العنبر والزباد والمسك. وكانت عطور اليمن تصدَر الى مكة وتباع في محلاتها التجارية. ويبدو ان عطاري اليمن استوردوا من الهند وغيرها بعض المواد التي كانوا يصنِعونها طيوباً فاخرة ومن ثم يصدرونها الى الخارج كبلاد فارس وبلاد الروم. ويقال ان اهل البتراء ، عاصمة الانباط، عملوا، هم ايضاً، في تجارة الطيوب المصنعة. إنتشرت الصناعات الخشبية بفضل نمو عدد كبير من الاشجار في غربي شبه الجزيرة العربية وفي جنوبها الشرقي وفي بعض الاودية، إضافة الى ما كان يستورد من أخشاب افريقيا والهند الصلبة مثل الصندل والآبنوس. أدت كل هذه النشاطات الصناعية الى بروز حركة تجارية نشطة كان عمادها الاسواق المحلية والموسمية وما تيسر بيعه من تجار وافدين من الخارج، ومعها ارتفعت وتيرة الاستثمار المالي وتوظيف المهارات المهنية من محلية او مستوردة، كما جرى استقدام المزيد من الرقيق للعمل في الاراضي الزراعية.
والأنعم: جمع نعمة على غير قياس. ومعنى الكفر بأنعم الله: الكفر بالمنعم; لأنهم أشركوا غيره في عبادته ، فلم يشكروا المنعم الحق ، وهذا يشير إلى قوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون. واقتران فعل ( كفرت) بفاء التعقيب بعد كانت آمنة مطمئنة باعتبار حصول الكفر عقب النعم التي كانوا فيها حين طرأ عليهم الكفر ، وذلك عند بعثة الرسول إليهم. وأما قرن فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بفاء التعقيب فهو تعقيب عرفي في مثل ذلك المعقب; لأنه حصل بعد مضي زمن عليهم ، وهم مصرون على كفرهم ، والرسول يكرر الدعوة ، وإنذارهم به ، فلما حصل عقب ذلك بمدة غير طويلة - وكان جزاء على كفرهم - جعل كالشيء المعقب به كفرهم. وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة القارئ/ عبد الرحمن مسعد الوصف⤵️⤵️ - YouTube. والإذاقة: حقيقتها إحساس اللسان بأحوال الطعوم ، وهي مستعارة هنا ، وفي مواضع من القرآن إلى إحساس الألم والأذى إحساسا مكينا ، كتمكن ذوق الطعام من فم ذائقه ، لا يجد له مدفعا ، وقد تقدم في قوله تعالى ليذوق وبال أمره في سورة العقود. واللباس: حقيقته الشيء الذي يلبس ، وإضافته إلى الجوع والخوف قرينة على أنه مستعار إلى ما يغشى من حالة إنسان ملازمة له كملازمة اللباس لابسه ، كقوله تعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن بجامع الإحاطة والملازمة.
قال السعدي في تفسيره: أي: واضرب لهؤلاء المكذبين برسالتك، الرادين لدعوتك، مثلا يعتبرون به، ويكون لهم موعظة إن وفقوا للخير، وذلك المثل: أصحاب القرية، وما جرى منهم من التكذيب لرسل اللّه، وما جرى عليهم من عقوبته ونكاله. ما قصة القرية التي أذاقها الله الجوع والخوف بعد أن كفرت بأنعم الله ؟.. "الشعراوي" يجيبك. وتعيين تلك القرية، لو كان فيه فائدة، لعينها اللّه، فالتعرض لذلك وما أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه، وبذلك تزكو النفس ، ويزيد العلم، من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا دليل عليها، ولا حجة عليها ولا يحصل منها من الفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها. والشاهد أن هذه القرية جعلها اللّه مثلا للمخاطبين. { إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} من اللّه تعالى يأمرونهم بعبادة اللّه وحده، وإخلاص الدين له، وينهونهم عن الشرك والمعاصي. { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} أي: قويناهما بثالث، فصاروا ثلاثة رسل، اعتناء من اللّه بهم، وإقامة للحجة بتوالي الرسل إليهم، { فَقَالُوا} لهم: { إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} فأجابوهم بالجواب الذي ما زال مشهورا عند من رد دعوة الرسل: فـ { قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} أي: فما الذي فضلكم علينا وخصكم من دوننا؟ قالت الرسل لأممهم: { إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب " سالما " بصيغة اسم الفاعل وهو من: سلم ، إذا خلص ، واختار هذه القراءة أبو عبيد ولا وجه له ، والحق أنهما سواء كما أيده النحاس وأبو حاتم ، والمعنى: أنه لا شركة فيه للرجل. وهذا تمثيل لحال المشرك في تقسم عقله بين آلهة كثيرين فهو في حيرة وشك من رضى بعضهم عنه وغضب بعض ، وفي تردد عبادته إن أرضى بها أحد آلهته ، لعله يغضب بها ضده ، فرغباتهم مختلفة وبعض القبائل أولى ببعض الأصنام من بعض ، قال تعالى ولعلا بعضهم على بعض ويبقى هو ضائعا لا يدري على [ ص: 402] أيهم يعتمد ، فوهمه شعاع ، وقلبه أوزاع ، بحال مملوك اشترك فيه مالكون لا يخلون من أن يكون بينهم اختلاف وتنازع ، فهم يتعاورونه في مهن شتى ويتدافعونه في حوائجهم ، فهو حيران في إرضائهم تعبان في أداء حقوقهم لا يستقل لحظة ولا يتمكن من استراحة. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الزمر - قوله تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل - الجزء رقم24. ويقابله تمثيل حال المسلم الموحد يقوم بما كلفه ربه عارفا بمرضاته مؤملا رضاه وجزاءه ، مستقر البال ، بحال العبد المملوك الخالص لمالك واحد قد عرف مراد مولاه وعلم ما أوجبه عليه ؛ ففهمه واحد وقلبه مجتمع. وكذلك الحال في كل متبع حق ومتبع باطل فإن الحق هو الموافق لما في الوجود والواقع ، والباطل مخالف لما في الواقع ، فمتبع الحق لا يعترضه ما يشوش عليه بالله ولا ما يثقل عليه أعماله ، ومتبع الباطل يتعثر به في مزالق الخطى ويتخبط في أعماله بين تناقض وخطأ.
ثم قال هل يستويان مثلا أي: هل يكون هذان الرجلان المشبهان مستويين حالا بعد ما علمتم من اختلاف حالي المشبهين بهما. والاستفهام في قوله هل يستويان يجوز أن يكون تقريريا ، ويجوز أن يكون إنكاريا ، وجيء فيه بـ " هل " لتحقيق التقرير أو الإنكار. و ضرب الله مثلا قريه كانت امنه. وانتصب " مثلا " على التمييز لنسبة " يستويان ". والمثل: الحال. والتقدير: هل يستوي حالاهما ، والاستواء يقتضي شيئين فأكثر ، وإنما أفرد التمييز المراد به الجنس ، وقد عرف التعدد من فاعل " يستويان " ولو أسند الفعل إلى ما وقع به التمييز لقيل: هل يستوي مثلاهما.
فقالت لهم رسلهم: { طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} وهو ما معهم من الشرك والشر، المقتضي لوقوع المكروه والنقمة، وارتفاع المحبوب والنعمة. ضرب الله مثلا قرية كانت امنة. { أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} أي: بسبب أنا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم، قلتم لنا ما قلتم. { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} متجاوزون للحد، متجرهمون في قولكم، فلم يزدهم دعاؤهم إلا نفورا واستكبارا. { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال [لهم]: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة، ثم ذكر تأييدا لما شهد به ودعا إليه، فقال: { اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا} أي: اتبعوا من نصحكم نصحا يعود إليكم بالخير، وليس يريد منكم أموالكم ولا أجرا على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه. بقي أن يقال: فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا الاحتراز بقوله: { وَهُمْ مُهْتَدُونَ} لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه.
ويجوز أن تكون معترضة إذا جعل الاستفهام إنكاريا فتكون معترضة بين الإنكار وبين الإضراب الانتقالي في قوله بل أكثرهم لا يعلمون أي لا يعلمون عدم استواء الحالتين ولو علموا لاختاروا لأنفسهم الحسنى منهما ، ولما أصروا على الإشراك. وأفاد هذا أن ما انتحلوه من الشرك وتكاذيبه لا يمت إلى العلم بصلة فهو جهالة واختلاق. ضرب الله مثلا قريه كانت امنه. و " بل " للإضراب الانتقالي. وأسند عدم العلم لأكثرهم لأن أكثرهم عامة أتباع لزعمائهم الذين سنوا لهم الإشراك وشرائعه انتفاعا بالجاه والثناء الكاذب بحيث غشى ذلك على عملهم.
{ وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ} أي: أنكروا عموم الرسالة، ثم أنكروا أيضا المخاطبين لهم، فقالوا: { إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ}. فقالت هؤلاء الرسل الثلاثة: { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} فلو كنا كاذبين، لأظهر اللّه خزينا، ولبادرنا بالعقوبة. { وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أي: البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها، وما عدا هذا من آيات الاقتراح، ومن سرعة العذاب، فليس إلينا، وإنما وظيفتنا -التي هي البلاغ المبين- قمنا بها، وبيناها لكم، فإن اهتديتم، فهو حظكم وتوفيقكم، وإن ضللتم، فليس لنا من الأمر شيء. فقال أصحاب القرية لرسلهم: { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} أي: لم نر على قدومكم علينا واتصالكم بنا إلا الشر، وهذا من أعجب العجائب، أن يجعل من قدم عليهم بأجل نعمة ينعم اللّه بها على العباد، وأجل كرامة يكرمهم بها، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، قد قدم بحالة شر، زادت على الشر الذي هم عليه، واستشأموا بها، ولكن الخذلان وعدم التوفيق، يصنع بصاحبه أعظم مما يصنع به عدوه. ثم توعدوهم فقالوا: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ} أي: نقتلنكم رجما بالحجارة أشنع القتلات { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.