فأعظم فتنة هي فتنة المنافقين، لا سيما حينما يصلون إلى مراكز اتخاذ القرار؛ فلذا ربنا - تبارك وتعالى - يقول عنهم: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ﴾ [المنافقون: 4]. الفتنة في القرآن. ومن العجيب أن المنافقين يتظاهرون بالرغبة بعدم الفتنة، فيزعمون أن بعض أحكام الله تثير الفتنة؛ فلذا كل من يخالف توجُّهاتهم يصفونه بأنه من دعاة الفتنة، ويُسوغون باطلهم بزعم عدم إثارة الفتنة والمحافظة على النسيج الاجتماعي، فيبين ربنا كذبهم بقوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 49]. في قول ربِّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القلم: 5 - 7]. عزاءٌ للمصلحين فقد اتُّهِم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - رضي الله عنهم - بالفتنة. إخوتي، ابتلاء المؤمنين بالفُساق والكفار والمنافقين، بالتضييق عليهم، وإيذائهم، وربما وصل بهم الأمر لقتْلهم وقتالهم؛ ليتبين المؤمن الحق، وهذه سُنة الله؛ قال تعالى: ﴿ لم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3].
وقال أيضا: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ {التغابن: 15}. قال القرطبي: فتنة: أي اختبار امتحنهم بها. اهـ وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى المحنة بالحرب، قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ {الأنفال: 73}. وتأتي الفتنة بمعنى الإفساد والتحريض، قال تعالى: لو خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ {التوبة: 47}. قال القرطبي: والمعنى: يطلبون لكم الفتنة أي الإفساد والتحريض. اهـ وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى المعصية، قال تعالى: أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا {التوبة: 49}. قال ا لقرطبي: أي في الإثم والمعصية وقعوا. اهـ وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى القتل، قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}. قال القرطبي: والفتنة هنا: القتل. اهـ وتأتي الفتنة أيضاً بمعنى الأذى: قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ {العنكبوت: 10}.
[ بت ن]. 1. " نشر الفتنة بين الناس " ما يقع بينهم من اختلاف فالراى يجعلهم يتطاحنون و يتقاتلون. 2. " عرفت خلافة عثم ان فتنة كبري " انشقاقا فصفوف المسلمين ادي بهم الى القتال فيما بينهم. 3. " هم ففتنة من امرهم " فاضطراب و تهور. 4. " اذاقة الفتنة " العذاب. الذاريات اية 14 ذوقوا فتنتكم ذلك الذي كنتم فيه تستعجلون قران. 5. " هو ففتنة " فضلال. المائدة اية 41 و من يرد الله فتنتة فلن تملك له من الله شيئا قران. 6. " فتنة الصدر " الوسواس. المعجم: الغني فتن 2 يفتن فتنة فهو فاتن و المفعول مفتون: • فتن معارضة عذبة ليحولة عن راية او دينة " فتنت الحكومة المعارضين – فتن المحتل الثوار – ان الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات بعدها لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم: حرقوهم بالنار ". • فتن الله المؤمن رماة فشدة ليختبرة " اولا يرون انهم يفتنون فكل عام مرة او مرتين – و لقد فتنا سليمان و القينا على كرسية جسدا – لاسقيناهم ماء غدقا. لنفتنهم به ". • فتن الشخص اضلة اوقعة فالاثم " فتنة فدينة – فتنتم انفسكم و تربصتم – يابنى ءادم لا يفتننكم الشيطان – فانكم و ما تعبدون. ما انتم عليه بفاتنين ". المعجم: اللغة العربية المعاصر فتنة النبات نوع من شجر السنط زهرة اصفر عطر الرائحة.
اية شهر رمضان الذي انزل فيه القران مكتوبة مع قرب دخول شهر رمضان الكريم، يريد الكثير معرفة اية شهر رمضان الذي انزل فيه القران مكتوبة وسبب نزول هذه الآية وتفسيرها، وهذا ما سنشير إليه في هذا المقال في موقع موسوعة ، كما سنتحدث عن فضل شهر رمضان الكريم بالنسبة لكل المسلمين. شهر رمضان الكريم هو الشهر الذي ينتظره المسلمون طوال العام، هو شهر واحد في العام ولكن له مكانة فريدة للغاية في القلوب. شهر رمضان هو شهر الرحمة، شهر القرآن، شهر المغفرة، شهر الغفران، وهو الشهر الذي يعيد فيه المسلم شحن روحانياته من جديد. ذكر الله تعالى شهر رمضان في كتابه الكريم في عدة مواضع، وذكر رسولنا الكريم فضل هذا الشهر ومكانته المميزة في سيرته الشريفة. اية شهر رمضان الذي انزل فيه القران مكتوبة في سورة البقرة، قال الله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)".
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هذا تأكيد على نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المعظم وبالتحديد في ليلة القدر التي هي خير ممن ألف شهر، والله تعالى يوجهنا لقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم وفي باقي الأوقات لنيل فضائله العديدة، كما أمرنا بالدعاء في هذا الشهر لأن الدعاء به مستجاب. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يقول الله عز وجل" شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان "، فهذه الآية الكريمة توضح لنا أن نزول القرآن الكريم في رمضان، وأنه فيه هدى للناس، كما أن به بينات من الهدى والفرقان، وسوف نشرح هذه الأمور الثلاثة بمزيد من التفصيل. نزول القرآن الكريم في شهر رمضان فقد نزل القرآن الكريم على وجهان، الأول هو نزوله مرة واحدة كاملًا من اللوح المحفوظ، وكان ذلك في ليلة القدر، والثاني هو نزوله متفرقًا على الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي أو جبريل عليه السلام. وقد ورد ذلك في سورة القدر في قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وجاء أمر نزوله متفرقًا في قول الله عز وجل "وقال الذين كفروا لولا نُزِّل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا"، وقد ورد أيضًا في سورة الدخان في قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، فنزول القرآن الكريم في ليلة القدر كان تشريف لهذه الليلة.
د. محمد المجالي عرّف الله شهر رمضان بأنه الذي أُنزِل فيه القرآن، بعد أن بيّن في الآيتين السابقتين فرضية الصيام، وهذا التنويه بالقرآن في آيات محددة تتحدث عن الصيام لهو أمر مهم، لا ينبغي للمؤمن الصادق أن يتجاوزه بسهولة، فالله سبحانه يوجهنا إلى مزيد من العناية بالقرآن في سائر أوقاتنا، وفي هذا الشهر الفضيل على وجه التحديد. وأمر آخر جاء في سياق آيات الصيام المعدودة هو الدعاء، وسنتحدث عنه في هذا السياق. يقول تعالى: "شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان.. "، فهنا يخبرنا سبحانه وتعالى عن النزول أنه كان في رمضان، وأنه هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان، فهي ثلاثة أمور ذكرها الحق سبحانه عن القرآن هنا في هذا الجزء من الآية، ونقف عند كل واحدة منها. فللقرآن تنزّلان؛ نزول جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، تشريفا وتعظيما لهذا الكتاب العزيز، وهذا النزول كان في ليلة القدر، ونزول على قلب النبي صلى الله عليه وسلم مفرَّقا بواسطة جبريل، وجاء نصّان من القرآن يدلان على النزول جملة واحدة هما في سورة القدر: "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وفي سورة الدخان: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة.. "، ويكفي أن الله شرّف هذه الليلة بسبب القرآن، بينما النصوص الأخرى المتعلقة بنزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم جاءت دالة على نزوله مفرقا منجّما.
وهذا هو حال نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام في شهر رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في تلاوة القرآن في شهر رمضان اجتهادًا لم يُرَ مثله في غيره؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" » ؛ (صحيح البخاري). والمقصود هو الاجتهادُ بذلك عن بقية الشهور، وإلا فالواجبُ أن نعتني بالقرآن طول العام، ولكن يسنُّ في رمضان أن نجتهد في قراءة القرآن، ولهذا كان جبريل يدارس النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وفي السَّنة التي تُوفِّي فيها النبي صلى الله عليه وسلم دارَسَه مرتين. فانظُر إلى حالك مع القرآن، هل هو كحال الرسول وأصحابه، أم أنك ابتعدت عن منهج الإسلام وغلَّفت قلبك بالآثام؟ قال تعالى: « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ » [آل عمران: 31]، فإن كان حب الله في قلبك أقوى من أي شيء على وجه الكون؛ فلن تستطيع أن تبعد ناظريك عن كتابه العزيز، ولو كانت طاعة ربك أهم من أي شيء في حياتك، لاستحييتَ من أن تترك حياتك تمضي بدون قرب من الله، سواء في رمضان أو غير رمضان، ستستحيي أن يمر يومك بل دقائقه بدون أن تنظر في كتابه.
فإن قلنا: إنهما نزلتا في وقت واحد، كان الوجه في إعادة هذا الحكم هو هذا الموضع الجدير بقوله: ( ومن كان مريضا)؛ لأنه جاء بعد تعيين أيام الصوم، وأما ما تقدم في الآية الأولى فهو تعجيل بالإعلام بالرخصة؛ رفقاً بالسامعين، أو أن إعادته لدفع توهم أن الأول منسوخ بقوله: ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه) إذا كان { شهد} بمعنى (تحقق) و(علم)، مع زيادة في تأكيد حكم الرخصة؛ ولزيادة بيان معنى قوله: ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه). ثم إن للمريض حالتين: إحداهما: ألا يطيق الصوم بحال؛ فعليه الفطر واجباً. الثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة؛ فهذا يُستحب له الفطر، ولا يصوم إلا جاهل. قال ابن سيرين: متى حصل الإنسان في حال يستحق بها اسم المرض صح الفطر؛ قياساً على المسافر لعلة السفر، وإن لم تدعُ إلى الفطر ضرورة. وقال جمهور أهل العلم: إذا كان به مرض يؤلمه ويؤذيه، أو يخاف تماديه، أو يخاف تزيُّده صح له الفطر. قال القرطبي: "قول ابن سيرين أعدل شيء في هذا الباب، إن شاء الله تعالى". السادسة: قوله سبحانه: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) تعليل لقوله سبحانه: ( ومن كان مريضا أو على سفر)، وبيان للحكمة من الرخصة، أي: شرع لكم القضاء؛ لأنه يريد بكم اليسر عند المشقة، ولا يريد بكم العسر في التكاليف.