وأنت - قارئي الكريم - إذا تأملت وأمعنت النظر، وجدت أن أصل التدين والإيمان راجع إلى الصبر؛ فإن فيه مخالفة النفس هواها ومألوفها في التصديق بما هو مغيب عن الحس الذي اعتادته، وفيه طاعة خالق لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؛ فإذا صار الصبر خُلُقًا لصاحبه، هان عليه كل شيء لأجل الخضوع للحق والتسليم للبرهان. وبهذا يظهر وجه الأمر بالاستعانة على الإيمان وما يتفرع عنه بالصبر، فإنه خُلُق يفتح أبواب النفوس لقبول الحق والخضوع له.
[٣] والصدق والتواضع، فقد نهى الإسلام عن الاستعلاء والغرور والتكبر،والمشي بخيلاء، ودعا إلى التواضع لله، ومصداق ذلك قوله -عزّ وجلّ- في سورة لقمان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. [٤] والصبر على الشدائد، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للصابرين منزلة عظيمة عنده، خاصًة عند وقوع المصيبة، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }. [٥] وكظم الغيظ والابتعاد عن العصبية في الأقوال والأفعال، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، والعفو قدر المستطاع عن المخطئين لقوله تعالى في سورة آل عمران: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. [٦] والأمانة، فقد حثّ الإسلام على التخلق بخلق الأمانة، وتأدية حقوق الناس، وبيان ثقل مسؤولية تأدية الأمانة، لقوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.
النداء الثاني للمؤمنين في القرآن ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [سورة البقرة: 153].
موضوع عن الأخلاق في الإسلام ارتبطت دعوة الإسلام منذُ بزوغ فجره بالدعوة إلى التحلّي بمكارم الأخلاق ونَهْي النفس عن الأخلاق الذميمة، والقبيح من الأعمال والتصرفات، ودعوةُ الإسلام إلى التحلّي بمكارم الأخلاق لا تعني أن الأخلاق لم تكن موجودة قبل الإسلام، بل كان العرب في الجاهلية يتصفون بالعديد من الأخلاق الحميدة كالكرم والشجاعة والمروءة والصدق وعزّة النفس والأمانة، وكان الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم -يلقّب بالصادق الأمين قبل الإسلام لصدقه وأمانته، وبقدوم الإسلام تثبتت الأخلاق الفاضلة، ودليل ذلك قول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ". [١] وقد أكد الإسلام أن الأخلاق الفاضلة هي روح الدين، ودون الأخلاق الفاضلة والالتزام بها والدعوة إليها لا تتضح هوية المسلم، وهناك العديد من الأخلاق الفاضلة التي ثبتها ودعا إليها الإسلام، مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد دعا الإسلام إلى الأمر بالخير والمعروف والنهي عن المنكر من الأقوال والأفعال، بأسلوب حسن ولطيف وبقول لين، لقوله تعالى" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا". [٢] إضافة إلى أنه دعا إلى الابتعاد عن الغيبة والنميمة، إذ شبّهَ الله تعالى المستغيب بالذي يأكل لحم الميت، في صورة قبيحة ومنفرة لردعه عن هذا الخلق القبيح، وقد قال تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.
[٨] فضل الصلاة إنّ للصِّلاة الكثير من الفضائل التي تعود على الفرد والمُجتمع، ومنها ما يأتي: [٩] أعظم أركان الإسلام ، وهي أُمّ العِبادات ، ومن أعظم ما يَتقرَّبُ به المُسلم لربِّه. تنهى عن المُنكر، وتعصم من الشهوات، وتُكفّر الخطايا والسيئات، وتحفظ صاحبها من الكُربات. طريق للفلاح يوم القيامة، وتُنجي من عذاب الآخرة. استعينوا بالصبر والصلاة - الكلم الطيب. طريق الهداية، وشُكر الله -تعالى- على نِعمه. عمود الدين، وأوّلُ الطاعات وأهمُّها، ومما جاء في فضلها، قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ). [١٠] [١١] خُشوع المسلم في الصلاة يُكسبه العديد من الفضائل، فتكونُ كفْارةً لِمَا سبقها مِن الذُنوب؛ إنْ صلى ركعتين لا يُحدّثُ فيهما نفسه، لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- حيث قال: (رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، وقالَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
استَعِينُوا بالصَّبرِ وَالصَّلاةِ الخطبة الأولى الحمد لله نوَّرَ قلوبَ العارفين بالإيمان واليقين، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]. حين يطول الأمدُ بانتفاشِ الباطلِ، وقلةِ الناصرِ، وطول الطريقِ الشائكِ، ويشقُّ الجهدُ على النفوسِ من ضيقِ الحالِ، واختناقِ المعيشةِ، عندها قد يضعف الصبرُ أو ينفد، إذا لم يكن هناك زادٌ ومدد. هنا تأتي الصلاةُ لتعضدَ الصبرَ، وتُثَبِّتَ الجنانَ؛ فهي المعين الذي لا ينضب، والزادُ الذي لا ينفد.. استعينوا بالصبر والصلاة (خطبة). المعين الذي يجددُ الطاقةَ؛ فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع، لتُضيفَ الصلاةُ للصبرِ الرضا والبشاشةَ، والطمأنينةَ والثقةَ. "أرِحْنا بالصَّلاةِ يا بلالُ" يقولها عليه الصلاة والسلام عندما تشتدُّ الحالُ؛ ليقوى الصبر على مشاق الحياة، فتضفي الراحةَ والطمأنينةَ والثقةَ الموقدةَ للعملِ والجهادِ، والتعليمِ والمجاهدة.
زوجتي خانتني، فهل أطلقها؟ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال: أنا رجلٌ مُتزوجٌ منذ عام، وزوجتي حاملٌ، مشكلتي أنَّ زوجتي لها مُشاركاتٌ في المنتديات وتويتر، ويقوم الرِّجال بإعجابٍ وتعليقات، نهيتُها بكلِّ أدبٍ، وأخبرتُها بوجوب امتناعِها؛ لأنه مجالٌ للتعارُف، فلم تقتنعْ، واستمرتْ على ما هي عليه، بعدها غضبت كثيرًا، وأخبرتُ والدَهَا، وصارتْ مشكلةً كبيرةً، فعاهَدَت وَوَعَدتْ بألا ترجعَ لحساباتها في الإنترنت. بعد عدة أشهُر اكتشفتُ أنها فتحتْ حسابها على تويتر، وأضافت ابن خالتها، وهو شابٌّ مهتمٌّ بالشِّعر والخواطر، وأصبحتْ تُتابعه مِن ورائي! انفجرتُ غضبًا، فقالتْ: إنها أضافَتْه للفُضول، وبحُسْن نية، لكنني لم أقتنعْ، وانعَدَمَت الثقة تمامًا، وأصبحتُ أشُكُّ في كلِّ شيءٍ، ثم أخذتُها وذهبتُ بها إلى أهلِها؛ وأنوي طلاقها؛ لأن الخيانة تمشي في عروقها! حتى لو رَجَعَتْ فسوف تظلُّ حياتنا تعيسةً؛ كلها شكٌّ وريبةٌ. زوجتي خانتني، فهل أطلقها؟. فهل ظلمتُها؟ أرجو عدم التعاطُف، وتحليل الموضوع مِن كلِّ الجهات، والخطوات التي يجب أن أقومَ بها. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ: فقد قرأتُ عنوان رسالتك - أيها الأخ الكريم - عدة مرات، وأرجع مرةً ثانيةً للرسالة لأقرأها، فما ألبث أن أعود للعنوان لأربط بينهما... وهكذا، فالذي ينظُر للعنوان - أيها الحبيب - يحبس أنفاسه إلى أن ينتهي مِن قراءة المضمون، فيصدم أنَّ الخبر ليس كالمعاينة، ويسمع جعجعةً ولا يجد طحنًا!
والحاصلُ أني حمدتُ الله كثيرًا أن هذا مفهوم الخيانة عندك، وهو بلا شك مفهومٌ صحيحٌ، ولكن ينبغي أن تكونَ ردة الفعل المترتِّبة عليه مُتناسبةً مع الفعل مقدارًا، لا يتعداه، ولا تقصر عنه، فهذا مِن القسط؛ قال تعالى: { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق:3]. ومِن الواضح أنك شديد الغَيْرة، وهو ما دفَعك إلى حمل تصرُّفاتها على أسوأ المحامل، وجزمتَ أن الخيانة تمشي في عُروقها، وأغلقتَ على نفسك باب تصديقها، وما أذكره لك ليس مِن باب العواطف ولا التحليل، وإنما أنت لو أعطيت لنفسك فرصةً للهدوء، والتفكير العقلي المتأني، لوصلتَ لنفس النتيجة. لهن | نادم لأنني سامحتها.. زوجتي خانتني. فمُشاركات زوجتك في المنتديات التي ذكرتها، وإضافتها لرجلٍ غريبٍ أمرٌ محرمٌ لا يجوز، وعدم سماعها لكلامك محرَّم أيضًا، ولكن هل عقابُ هذا يكون بطلاقها؟! فهذا هو الظلم بعينه! فالطلاقُ كالكَيّ يأتي آخر الحلول لا أولها، والأصلُ في الطلاق الحظر، وإنما يُباح للحاجة المعتبرة، والدواعي الطارئة؛ لما فيه مِن قَطْع النكاح الذي تعلقت به المصالح الدينية والدنيوية، وما ينتج عن هذا الزواج مِن ذريةٍ طيبةٍ، ويدلُّ على هذا الأصل ما رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي: " أيما امرأةٍ سألت زوجها الطلاق مِن غير ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحة الجنة "، وفي السُّنَن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إن المختلعات والمنتزعات هنَّ المنافقات ".
تريد معرفة أماكن تواجدك بالتحديد الزوجة التي تخون زوجها تريد معرفة مكانه في جميع الأوقات حتى يتثنى لها اتباع مغامراتها العاطفية دون أن تُكشف، لأنها لو فعلت غير ذلك فسوف تعرض حياتها مع زوجها للخطر، على الرغم من إخفائها هذا الأمر ومحاولتها جاهدة على عمل تمثيلية لكي يروق لها الجو إلا أن هذا مؤشر جيد يدل على خيانتها. تقل صراحتها من علامات نجاح العلاقة بين الزوجين هو مشاركة الأمور بينهم بصراحة وعدم إخفاء أي شيًء على الآخر، وعندما تفشل العلاقة تجد أن شريكك لا يتقاسم معك الحديث، يقول رافي بيلك الاختصاصي الاجتماعي أن المشاركة المبنية على صراحة هي من علامات الاتصال والتقارب بين الزوجين، فإذا كانت الزوجة خائنة تصبح أكثر صمتًا وغموضًا حول ما تفعله. لم تعد تنشر صورك وإزالة المنشور إذا كانت زوجتك أزالت العلاقة الموجودة بينكما على وسائل التواصل الاجتماعي وأخفت جميع الصور لك، فقد يدل هذا على أنها تريد أن تبدو متاحة، ولكن هذا الشيء الوحيد الذي لا يجد أن تقلق حياله. تعمل لك مفاجآت وتحضر لك هدايا بدون سبب الجميع يحب الحصول على هدايا كما أنها تدخل السرور على نفسه خاصًة إذا كانت من حبيبه، فيمكن أن تحاول الزوجة التخفيف من تأنيب ضميرها بأن تُهدي زوجها هدايا ثمينة من غير مناسبات، حيث تقول خبيرة العلاقات الزوجية شارلوت ريفرز: أن تقديم الهدايا من غير مناسبة هذا يدل على الشعور بالذنب وتأنيب الضمير تجاه شيء ما، فما بال زوجتك؟ يعد هذا الأمر على الأرجح خيانة.
تغضب منك كثيرًا ولا يعجبها ما تفعله من أجلها الغضب بين الأزواج كثير ومتداول، لا توجد حياة خالية من المشاكل والتوتر والشجارات حول كل شيء، ولكن إذا كانت هادئة وتحولت إلى هذه الطباع فجأًة وترى أن كل ما يفعله لها زوجها بغيض، فهذا يدل على أنها لا يعجبها العيش معك وتفكر في غيرك. تحب التسوق وقضاء المشاوير وحيدة في العادة يذهب كلًا من الزوجين معًا للتسوق وشراء نواقص المنزل في أيام العطلة أو ما شابه ذلك، ولكن تجد زوجتك في الآونة الأخيرة تحب الذهاب بمفردها وتتحجج بالكثير من الحجج كي لا تذهب معها. تتجنب الذهاب معك لمطاعم أو أماكن معينة مثلًا عندما تقترح عليها الذهاب إلى مطعم مناسب ولكنها تتحجج بأي شيء وتريد البقاء في المنزل بدلًا من التنزه معك، فقد يكون السبب أن حبيبها الجديد دائمًا ما يتردد على هذا المطعم، لذا لا ترغب في المخاطرة والذهاب معك. شاهد أيضًا: ما حقوق الزوجة وواجباتها نحو اسرتها علامات تدل على خيانة الزوجة هاتفها دائمًا صامت من المرجح أن زوجتك سوف تتواصل عبر الهاتف مع عشيقها سواء كان هذا في مكالمة هاتفية أو التحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذا سوف تضطر لوضع هاتفها على الصامت تجنبًا لأسئلتك لها عن من المتصل أو من الذي يرسل الرسائل النصية، وحتى لا تكثر الشكوك حولها.