((مواهب الجليل)) (1/445). الأدلَّة: أولًا: مِن السُّنَّةِ - عن أمِّ سلمة أمِّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: ((جاءتْ أمُّ سُلَيم- امرأةُ أبي طلحةَ- إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ الله لا يستحيي من الحقِّ؛ هل على المرأةِ مِن غُسلٍ إذا هي احتلَمتْ؟ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نعَمْ، إذا رأتِ الماءَ)) رواه البخاري (282)، ومسلم (313). كثير الشك - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). ثانيًا: أنَّ الظَّاهر أنَّ المنيَّ عن احتلامٍ، والنَّائم قد لا يُحسُّ به؛ لأنَّه لا يضبِطُ حالَه ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/37)، ((الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي)) (1/127)، ((المغني)) لابن قدامة (1/149)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/335)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/221). ثالثًا: أنَّها صورةٌ جُهِل السَّبب فيها، فحُمِل على الغالِب، وهو الخروجُ بلذَّة معتادةٍ ((الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي)) (1/127). الفرع الرَّابع: مَن رأى بللًا وشكَّ في كونه منيًّا أو مَذيًا مَن رأى بللًا وشكَّ في كونه منيًّا أو مذيًا، فإنَّه لا يجِبُ عليه الغُسل، وهو المشهورُ مِن مذهب الشَّافعيَّة المشهور من مذهب الشَّافعيَّة: أنَّه مخيَّرٌ بين التزام حُكم المنيِّ أو المَذْي؛ لأنَّه إذا أَتَى بمقتضى أحدهما برِئَ منه يقينًا، والأصلُ براءتُه من الآخَر، ولا معارِضَ لهذا الأصل.
[٨] ما يترتّب على الاحتلام في رمضان الاحتلام من أسباب الجَنابة تحدُث الجَنابة بسبَبين؛ الأوّل: الجماع، ولو لم يرافقه إنزالٌ للمني؛ بدليل ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ. وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ) ، [٩] والسبب الثاني: الاحتلام؛ ودليله ما أخرجه البخاري ممّا رُوي عن أمّ سلمة -رضي الله عنها-: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ).
، وابنُ قدامة قال ابنُ قدامة: (فخروج المنيِّ الدافِق بشهوةٍ، يوجِبُ الغُسل من الرَّجلِ والمرأة، في يقظةٍ أو في نومٍ، وهو قولُ عامَّة الفقهاء، قال الترمذيُّ: ولا نعلَمُ فيه خلافًا) ((المغني)) (1/146). ، والنوويُّ قال النوويُّ: (أجمَعَ العُلَماءُ على وجوبِ الغُسل بخروجِ المنيِّ، ولا فرْق عندنا بين خروجِه بجِماع، أو احتلامٍ، أو استمناءٍ). ((المجموع)) (2/139). أنجع علاج للوسواس القهري في أمور الطهارة وغيرها - الإسلام سؤال وجواب. ، وابنُ تيميَّة قال ابن تيميَّة: (الموجِبُ له شيئان: خروج المنيُّ، وهو الماءُ الدَّافق... وسواءٌ خرَج المنيُّ من يقظةٍ أو نومٍ، عن تفكُّرٍ، أو نظرٍ، أو مسٍّ، أو غير ذلك، وهذا من العِلمِ العامِّ الذي استفاضت به السُّنَنُ، واجتمعت عليه الأمَّةُ). ((شرح العمدة)) (1/351). الفرع الثَّاني: مَن احتلم ولم يُنزِل مَن احتلم ولم يُنزل منيًّا، أو لم يرَ شيئًا، فلا غُسلَ عليه، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/65)، وينظر: ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (1/62)، ((المحيط البرهاني)) لابن مازَّة البخاري (1/85). ، والمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/445)، وينظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (1/162).
، والمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/445)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (1/295). ، والشَّافعيَّة ((المجموع)) للنووي (2/143)، وينظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (1/214). ، والحنابلة ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/140)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/148). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك قال ابن العربيِّ: (لا إشكالَ عندي في وجوب الغُسل فيه؛ لإجماع الأمَّة على أنَّ مَن استيقظ ووجَد المنيَّ ولم يرَ احتلامًا، فعليه الغُسل) ((القبس)) (1/172). وقال ابن قدامة: (إنِ انتبه فرأى منيًّا، ولم يذكُر احتلامًا، فعليه الغُسل، لا نعلَمُ فيه اختلافًا). ((المغني)) (1/148).
((الأوسط)) (2/207)., وابن قُدامة قال ابن قدامة: (قد توقَّف أحمدُ في هذه المسألة في مواضِعَ، وقال مجاهدٌ وقتادة: لا غُسلَ عليه، حتى يوقِنَ الدَّافق، قال قتادة: يَشَمُّه. وهذا هو القياس؛ ولأنَّ اليقينَ بقاءُ الطَّهارة، فلا يزولُ بالشكِّ. والأولى الاغتسالُ؛ لموافقةِ الخبر، وإزالةِ الشكِّ). ((المغني)) (1/149). ، وابنُ باز قال ابن باز: (إذا تذكَّر أنَّه احتلَمَ وعرَف أنَّ الماء منيٌّ، وجَب أن يغتسل غُسل الجَنابة, ويُعيد الصَّلاةَ التي صلَّى بعد الاحتلامِ، وقبل الاغتسالِ, أمَّا إن كان لم يتذكَّر شيئًا من ذلك, والماءُ اشتبه عليه؛ لا يعرِفُ هل هو منيٌّ أو مَذْي أو بول؟ فإنَّه يغسِلُ ثوبَه للحَيطةِ, ولا يلزَمُه غُسلُ الجنابة, إلَّا إذا غلَبَ على ظنِّه أنَّه منيٌّ). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (10/178). ، وابنُ عثيمين قال ابن عثيمين: (قيل: يجِبُ عليه الغُسل احتياطًا، وقيل: لا يجب، وهو الصَّحيح؛ لأنَّ الأصلَ براءة الذِّمَّة). ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/221)، ((الشرح الممتع)) (1/336). وحُكي عن أكثَرِ أهلِ العِلمِ قال البغويُّ: (ذهَب أكثرُ أهلِ العِلمِ إلى أنَّه لا غُسلَ عليه، حتَّى يتيقَّنَ أنَّه بلَلُ الماءِ الدَّافق).
وفي هذا يقول د. أحمد شوقي إبراهيم استشاري الأمراض الباطنية والقلب، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. " إذا نظر أي عالم نظرة متأنية في أبعاد هذا الموضوع لوجد أن القول " بأن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية " ليس قولا صحيحا في كل الأحوال. قد يكون صحيحا في حالات معينة ، ولكنه ليس صحيحا في كل الحالات ، وبالتالي لا ينبغي أن يكون قانونا عاما أو قاعدة عامة ". المشكلات الصحية في زواج الأقارب. إلى أن قال: وهكذا نجد في النهاية حتى في الأمراض المحكومة بجينات متنحية لا تفضيل لزواج الأقارب على زواج الأباعد ، ولا لزواج الأباعد على زواج الأقارب. ولو كان في زواج الأقارب ضرر أكيد ما أحله الله تعالى لرسوله ، وأشار إليه صراحة في الزواج من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته " انتهى. ولكن إذا ثبت شيء من ذلك بالتحاليل الطبية أو الكشوفات والأشعات ، أو بمعرفة الجينات الوراثية وطبيعة المرض ونحو ذلك ، وأوصى الأطباء بالمنع من الزواج من القريبة في صورة مخصوصة ، وليست قاعدة عامة – فلا حرج في ترك نكاح هذه المرأة القريبة بعينها. أما أن يتخذ ذلك قاعدة عامة ، ينهى بها عن كل نكاح الأقارب ، خشية الأمراض الوراثية المتوهمة ، فهذا تصرف غير صحيح.
وتسارع الدكتورة حمامي لتؤكد أن الدراسات أظهرت وجود علاقة موجبة بين زواج الأقارب وحدوث الأمراض الوراثية الجسمية المتنحية، مثل مرض الثلاسيميا، حيث تزداد خطورة إصابة الأطفال بهذه الأمراض عندما يكون كلا الأبوين من الأقارب وبالتالي ترتفع احتمالية كونهما حاملين لجين المرض. وتضيف الدكتورة حنان حمامي نمطا آخر وهو نمط الوراثة المتعددة العوامل حيث تتداخل في مسببات المرض العوامل البيئية والوراثية، وتشمل معظم الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والربو وانفصام الشخصية إلى جانب العديد من العيوب الخلقية كفلح الشفة والفك، وتشوهات القلب الولادية. زواج الاقارب والامراض الوراثيه. النمط المتنحي متهم إذن بالأدلة الدامغة.. وهو النمط الذي تؤكد الدكتورة لحاظ الغزالي على أن معظم الأمراض الوراثية في الإمارات، على سبيل التمثيل، تتبعه من حيث انتقال المرض بين الأجيال، ويُعزى ذلك بدوره في أغلب الأحيان، كما تشدد الغزالي، إلى انتشار عادة زواج الأقارب في المجتمع. أدلة واثباتات والدراسات هي الأخرى أدلة دامغة على ذلك، فقد اكتشفت الدكتورة لحاط الغزالي من خلال دراسة قامت بها عام 1998 وشملت أطفالا من دبي والشارقة وخورفكان والعين أن 92٪ من الأطفال الذين يعانون من الطرش كانوا نتيجة زيجات بين الأقارب، وتؤيدها في ذلك أيضا دراسة عالمية كشفت عن أن 75٪ من الأطفال الذين فقدوا السمع آباؤهم أقارب من الدرجة الأولى.
تشجيع الأهل: كثير من العائلات تلجأ لتشجيع أبنائها على الارتباط ببعضهم البعض لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، وهذا التشجيج قد يلقى قبول لدى الأبناء ويصبح دافع لتكوين علاقة عاطفية مع أحد الأقارب. العلاقات العاطفية بين أبناء العائلة الواحدة لها العديد الآثار الإيجابية، حيث يكون الطرفين في هذه العلاقة متفاهمين إلى حد ما، وسوف نوضح هنا إيجابيات الدخول في علاقة عاطفية بين الأقارب:[1،2] تقارب الوضع الاقتصادي والاجتماعي: من أفضل الإيجابيات التي تجمع أبناء العائلة الواحدة هي أنهم يكونون تقريباً من نفس المستوى الاقتصادي ونفس الشريحة الاجتماعية مما يجعل فرصة الاستمرار بالعلاقة العاطفية أكبر كونهما متكافئان فلا وجود للخلافات المالية أو الخلافات التي تنشأ نتيجة الفروق بين الطبقات الاجتماعية. تشابه العادات والتقاليد: معظم الشبان يبحثون عن فتاة تشاركهم في عاداتهم وتقاليدهم عند الدخول في علاقة عاطفية تجنباً للخلافات التي يمكن أن تنشأ مع الأهل فيما بعد، لذلك التقرب من أبناء العائلة الواحدة يعطي فرصة أكبر لنجاح العلاقة لتشابه العادات والتقاليد بين الطرفين. التوافق والتفاهم: الارتباط بأحد الأقارب يعني معرفة مسبقة بالشخص الذي ننوي الارتباط به سواء من الناحية العائلية أو طريقة التفكير أو الطباع والماضي، وكل هذه المسائل التي تتطلب وقت كبير عند الارتباط بشخص غريب، وهذا يتيح لتكوين فهم أكبر لشخصية الآخر ما يساهم في اتخاذ القرار الأفضل حول الرغبة بالارتباط به.