حكم استعمال بخاخ الربو في الصيام جهاز الربو هو أداة محمولة في اليد ،وهو جهاز استنشاق يساعد المصاب بمرض الربو على إيصال الدواء إلى الرئتين من خلال الفم أو الأنف ، ويوجد أنواع مختلفة من الجهاز وهي التي تساعد المريض علي التخفيف من الربو والسيطرة علي اعراض الربو، وقد يكون استخدام جهاز الربو لمدة طويلة ويكون مفعوله طويل المد بينما قد يكون لفترة قصير. حكم بخاخ الربو للصائم عند المالكية يعتبر استعمال بخاخ الربو من المفطرات علي حسب بخار الطعام أو دخان البخور ،عند الحنابلة والمالكية ، فقد قد روي عن الدسوقي المالكي قول ( متى وصل دخان البخور أو بخار القدر للحلق وجب القضاء، لأن دخان البخور وبخار كل منهما جسم يتكيف به الدماغ ويتقوى به، أي تحصل له قوة كالتي تحصل له من الاكل). هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء يعتبر بخاخ الانف والاذن من مفسدات الصيام يكون في استعمالهما إيصال للسائل إلى الجوف على هيئة رذاذ له جرم مؤثر ، ولكن الفنتولين الذي يعتبر مضاد حيوي لا يفطر حيث يؤخذ مرتين في اليوم مرة عند السحور ومرة بعد الافطار ، ويعتبر بخاخ الفنتولين مثله كباقي البخاخات اليت تعمل علي الافطار والتي تفسد الصيام.
فإن بخاخ الربو الذي يستعمله مرضى الأزمة الصدرية يحتوي على دواء سائل، فيه ماء ومواد كيميائية عالقة، ويتم استخدامه بالضغط على الجهاز مع أخذ شهيق عميق في نفس الوقت، فيتطاير الرذاذ ويدخل عن طريق البلعوم الفمي إلى القصبات الهوائية، ولكن يبقى جزء يسير منه في البلعوم الفمي، وقد تدخل كمية ضئيلة جداً منه إلى المريء. وقد اتفق العلماء المعاصرون على جواز استعماله عند الضرورة في نهار رمضان، ولكنهم اختلفوا في تأثيره على الصيام إلى مذهبين: المذهب الأول: يرى فساد الصوم باستعماله؛ لأن جزءاً من الدواء يدخل إلى الجوف، ويوجِبُ على من استعمله أن يمسكَ بقية يومه؛ محافظة على حرمة شهر رمضان، ولأنه ليس محتاجاً للطعام والشراب، ويُلزِمُه أيضاً بقضاء اليوم الذي تناول الدواء فيه. والمذهب الثاني: لا يرى فساد الصوم باستعماله، ولا يوجِبُ شيئاً على مَنْ استعمله؛ لأنَّ هذا الدواء لا يصل إلى الجوف ، وهو الراجح للأسباب الآتية: 1 ـ إنَّ هذا الدواء يستعمل لتوسيع الشُّعَب الهوائية؛ فهو يصل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية، لا إلى الـمعدة؛ فليس أكلاً، ولا شرباً، ولا شبيهاً بهما. 2 ـ يُسَنُّ للصائم أن يتمضمض ويستنشق دون مبالغة، ومن المعلوم أنه يبقى بعد المضمضة شيء من أثر الماء في الفم، ويدخل إلى المعدة مع بلع الريق غالباً؛ حيث لم نؤمر بالاجتهاد في تَفْلِ الماء من الفم بعد المضمضة؛ احترازاً من دخول أثر الماء إلى الجوف، والداخل من بخاخ الربو إلى المريء ثم إلى المعدة قليلٌ جداً؛ إذ تُشكل البخة الواحدة جزءاً واحداً من عشرين جزءاً من المليلتر الواحد؛ أي أن البخة الواحدة تشكل أقل من قطرة واحدة، وهذه البخة الواحدة يدخل الجزء الأكبر منها إلى جهاز التنفس، وجزء آخر بسيط يترسب على جدار البلعوم،فكم يتبقى من تلك القطرة للوصول إلى الجهاز الهضمي؟!
ثم إن دخول شيء إلى المعدة من بخاخ الربو أمر ليس قطعياً، بل مشكوك فيه، أي قد يدخل وقد لا يدخل، والأصل صحة الصيام وعدم فساده، واليقين لا يزول بالشك، ثم إن الأطباء قد ذكروا أن السواك يحتوي على ثمان مواد كيميائية، تقي الأسنان، واللثة من الأمراض، وهي تنحل باللعاب وتدخل البلعوم، وقد جاء عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه: (رأيت رسول الله ﷺ يستاك وهو صائم ما لا أحصي). [الترمذي (725) وقال: حديث حسن]. فإذا كان عُفي عن هذه المواد التي تدخل إلى المعدة؛ لكونها قليلة وغير مقصودة، فكذلك ما يدخل من بخاخ الربو يعفى عنه للسبب ذاته. وقد أخذ بهذا الرأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية. الاتجاه الثاني: أن بخاخ الربو يفطِّر، ولا يجوز تناوله في رمضان إلا عند الحاجة للمريض، وإذا تناوله للحاجة فإنه يقضي ذلك اليوم، ومن أبرز العلماء المعاصرين الذيم ذهبوا إلى هذا القول: الشيخ محمد تقي الدين العثماني، والدكتور وهبة الزحيلي. واستدل أصحاب هذا القول بأن محتوى البخاخ يصل إلى المعدة عن طريق الفم، فالقول بأنه يذهب للقصبات الهوائية ولا يصل للمعدة غير صحيح؛ بل يصل للمعدة منه أجزاء، وهي وإن كانت يسيرة إلا أنه يحصل بها التفطير للصائم.
وقد اتفق العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وتعاطيه وقالوا إن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كان كفراً ، وقال مالك وأحمد وجماعة من الصحابة والتابعين تعاطي السحر كفر يوجب القتل. وقال آخرون يفسقه وأنه يحد بضرب عنقه ، ولا يحكم عليه بالخروج عن الإسلام كما هو مذهب الشافعي إلا إذا قال أو فعل شيئاً من هذا السحر يكفر به كمن يدعي القدرة على تغيير خلق الله أو مضاهاة خلقه أو يزعم أنه يضر وينفع بسحره كما هو شأن السحرة في كل زمان ومكان. وأمر أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بقتل السحرة ([5]). وقتلت أم المؤمنين حفصة – رضي الله عنها – جاريةً لها ساحرة ([6]). وقتل جندب بن عبد الله ساحراً كان يلعب عند الوليد بن عقبة بقطع رأس الرجل ثم يدعوه فيأتي حياً ([7]). وثالثها: قتل النفس وإزهاق الروح البريئة وإراقة الدماء الطاهرة فتلك جريمة توقع الرعب في نفوس الناس وتزلزل أمنهم وتفتك بالأمة وتقطع روابط الإخاء وتنشر الأحقاد والعداوات بين الناس. اجتنبوا السبع الموبقات - الشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري. فما أفظعها من جريمة وأخطرها ، وقال الله تعالى في شأنها: { من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}. ورابعها: أكل الربا وهو استغلال للإنسانية وامتصاص لجهودها وأكل لأموالها بالباطل دون أن يبذل المرابون أي جهد في تلك الأموال المستباحة ، وفي التعامل بالربا محاربة لله ورسوله في الدنيا وهو من موجبات النار ، وكيف لا يكون كذلك والمرابون أشد الناس قسوة وأبعد الناس عن الرحمة بالبشر حيث ينتهزون فرصة إعسار المعسرين وشدة فقرهم وحاجتهم إلى المال فيعطي المائة بمائة وعشرة مثلاً إلى أجل ، فإذا حل الأجل ولم يقم المدين بأداء دينه ربما زاد في الربا وضاعفه عليه أضعافاً، فيلحق بالناس وباقتصادهم من الأضرار والدمار ما لا يعلمه إلا الله.
- والثانية: أن يتحيز إلى فئة أخرى من المسلمين ليعاونهم على عدوهم.
والقول بقتل السحرة موافق للقواعد الشرعية؛ لأنهم يسعون في الأرض فسادًا، وفسادهم من أعظم الفساد والله لا يحب المفسدين، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعمل بالسحر، ولا يتعامل مع السحرة، ولو ادعى أنه يقصد خيرًا، أو يريد شفاء، فالشفاء من عند الله، والله –عز وجل- حرم السحر.
وكما نهى الإسلام عن قتل النفس المؤمنة، فقد نهى عن قتل كل نفس معصومة كنفس الذمي والمعاهد، والمستأمن وتوعد فاعل ذلك بحرمان الجنة، وما ذاك من الإسلام إلا تعظيم لكل نفس بشرية معصومة، فعن عبد الله بن عمر بن العاص –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا» رواه البخاري.
- أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ. اجتنبوا السبع الموبقات hadisi. قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ)). الراوي: أبو هريرة | المحدث: أبو داود | المصدر: سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم: 2874 | خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ. أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2766 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج: أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89) المُوبِقاتُ هي الذُّنوبُ المهلِكاتُ؛ وسُمِّيت بذلك لأنَّها تُهلِكُ صاحبَها بما يَترتَّبُ عليها مِن عِقابِهِ في الدُّنيا، ودُخولِ النَّارِ واستِحْقاقِ عَذابِها في الآخِرةِ.
يحيق بآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه لعائن الله وغضبه – أعاذنا الله من ذلك -. وخامس الموبقات: أكل مال اليتيم: فمن حق اليتامى على الناس أن يكفلوهم ويقوموا بتربيتهم والعناية بشأنهم وينموا أموالهم ويساعدوهم حتى يبلغوا أشدهم ويدركوا رشدهم. وقد زجر الله في محكم كتابه عن أكل مال اليتيم وتوعد على ذلك أشد أنواع الوحيد فقال:{ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً} (النساء 10). وزجر عن قربانه إلا بالتي هي أحسن ، ومن التي هي أحسن فعل الأصلح له وتنمية ماله بالبيع والشراء والتصرف بما يعود عليهم بالربح والنماء المباح. وسادسها: التولي يوم الزحف والفرار من لقاء العدو فإن ذلك من الجبن وفيه إضعاف لشوكة المسلمين وخذلان لهم وضياع الدين وتمكين الكافرين من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم. شرح حديث اجتنبوا السبع الموبقات. ولا يجوز لمسلم أن يفر من معركة هو الفائز فيها إما بالفتح والنصر وغنيمة ، وإما بالشهادة في سبيل الله. وسابعة الموبقات: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ورميهن بالزنا ونسبتهن إلى الفواحش. إنها لجريمة عظيمة أن تعمد إلى امرأة كريمة متمتعة بالحصانة والعفة بعيدة عن الريبة ولا تخطر بقلبها الفاحشة فتقذفها بالزنا وترميها الفاحشة.
2- السحر - وهو حُوبٌ كبير ووزر عظيم لأن فيه تلبيساً وتعمية وستراً للحقائق ووضع غشاء على الأبصار وإضلال العامة وزلزالاً لعقيدتهم في ترتب المسببات على أسبابها والنتائج على مقدماتها، فإن كان من سبله الاتصال بالشياطين، والتقرب إليهم بالعصيان كانت تلك أضراراً أخرى وإن كان منه ما يؤثر في القلوب بالحب والبغض كان أشد فحشاً وأعظم ضرراً، وقد اتفق العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وتعاطيه، وقالوا إن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كان كفراً، وقال مالك وأحمد وجماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم تعاطي السحر كفر يوجب القتل. 3- قتل النفس المحرمة وإزهاق الروح الآمنة البريئة وإراقة الدماء الطاهرة التي يقول فيها جل وعلا: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32] وقد أعد الله للقاتلين عقاباً على جريمتهم جهنم وساءت مصيراً، فقال: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]. 4- أكل الربا وهو ظلم للإنسان وأكل لماله بالباطل ومحاربة لله ورسوله وموجب للخلود في النار كما حكى القرآن الكريم، وكيف لا يكون ذلك وأنت تنتهز فرصة الإعسار وشدة الفقر وخلو اليد الذي يوجب عليك الصدقة فتمزج الجنيه بعشرة قروش أو عشرين ثم تفعل ذلك كلما حل الأجل حتى يكون الربا أضعافاً مضاعفة ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276].