وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت. فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة. المبتلى بالوسوسة ومسألة رفع الحرج عنه - إسلام ويب - مركز الفتوى. انتهى. وقد نص الفقهاء على أنه لا يلتفت إلى الوسواس، وأن هذا هو الواجب عليه حتى يعافيه الله تعالى، قال في مطالب أولي النهى: ولا يشرع سجود السهو إذا كثر الشك حتى صار كوسواس فيطرحه. وكذا لو كثر الشك في وضوء وغسل وإزالة نجاسة وتيمم فيطرحه لأنه يخرج به إلى نوع من المكابرة فيفضي إلى زيادة في الصلاة مع تيقن إتمامها فوجب إطراحه واللهو عنه لذلك. انتهى. وراجع الفتوى رقم: 51601 ، وهذا من تخفيف الله على عباده ورحمته بهم، فهو تعالى لم يكلفهم ما لا يطيقون، ورفع عنهم الحرج بقوله: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 87} وقال عز وجل: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة 286} وقال تبارك وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم.
أما كلمة يفيق في نهاية الحديث الشريف تشير إلى المصاب بمرض يؤثر على سلامة عقله لفترة مؤقتة على صورة نوبات تصيب المريض وتؤثر على عقله لمدة معينة (عدة دقائق أو ساعات أو أيام حسب الحالة) ثم يفيق منها ويعود عقله لطبيعته. في هذه الحالة يُرفع القلم عن المريض حتى يفيق من نوبة المرض ولا يحاسب على ما فعله دون إدراك أو وعي، والله أعلى وأعلم. هل مريض الوسواس القهري مجنون كما ذكرنا في البداية فإن الوسواس القهري هو اضطراب سلوكي وليس اضطراباً عقلياً أو مرضاً يصيب الصحة العقلية للإنسان ويدفعه للجنون. ينشأ المرض نتيجة قلق يتسبب في وساوس في عقل المريض مما يؤثر على أفكاره وينعكس على سلوكه. لا يلاحظ على مرضى الوسواس القهري أي عرض من أعراض الجنون إلا إذا كان السبب إصابة المريض بمرض نفسي آخر. قد يؤثر الوسواس القهري على عقل الإنسان فيجعله يتشكك في أفكاره ويقوم بسلوكيات معينة لتخفيف هذه التشككات، ولكنه لا يؤثر إطلاقاً على وعيه بما يفعل ولا يجعله يتصرف تصرفات خارجة عن إرادته دون أن يدري لماذا يفعل ذلك أو أن يفيق فجأة ليفاجئ بما فعله. وفقاً لما سبق فإن مريض الوسواس القهري لا يعتبر مجنوناً حيث يعرف الجنون بأنه عدم استطاعة الإنسان التحكم في عقله أو السيطرة على تصرفاته والقيام بتصرفات شاذة دون وعي أو إدراك،ويعتبر المجنون خطراً على نفسه والآخرين وهو ما لا ينطبق على مريض الوسواس القهري.
متفق عليه. والله أعلم.
عبست وجوه القوم سيد فاقد الموسوي/ستوريات حسينيه /ستوريات عاشوراء /حالات واتساب انستا... - YouTube
All rights reserved. جميع الأوقات بتوقيت جرينتش+3. هذه الصفحة أنشئت 06:31 PM. يعمل...