لذلك يجب الحذر من هذا التعبير ، فلا يصح تسمية مجرد عدم معرفة القراءة والكتابة بالأمية فقد لا يستحق كثير ممن لا يعرف القراءة والكتابة هذه الصفة الراقية. فهذا التعبير يحكم على نقاء فطرة المرء وصفاء ذهنه ، لا على عدم إمتلاكه مهارتي القراءة والكتابة. __________________
[1] شاهد أيضًا: كان اهل الجاهليه يسمون محمدا قبل البعثه من هو عبد المطلب هو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أحد سادات قبيلة قريش، اسمه شيبة ويكنى أبا الحارث، وأمه سلمى بنت عمرو بن زيد الخزرجية النجارية من يثرب، كان يتصف بالعقل والأناة والمروءة، وكان فصيح اللسان، حاضر القلب، ساد قومه، وكانت مكانته عليهم بين قومه، وولي السقاية والرفادة بعد وفاة عمه المطلب، وحفر زمزم بعد أن طمرتها جرهم عندما سيطروا على مكة، كفل النبي بعد موت أبيه، ونال شرف تربيته بعد موت أمه آمنة بنت وهب، ومات عبد المطلب وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين.
وبالجملة فالصحيح: الأول. وقال أبو جعفر بن جرير بعد حكايته له عن مجاهد: وهذا التأويل بعيد من المفهوم في كلام العرب ، بل هو خطأ ، وذلك أن المهيمن عطف على المصدق ، فلا يكون إلا صفة لما كان المصدق صفة له ، قال: ولو كان الأمر كما قال مجاهد لقال: " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب مهيمنا عليه " من غير عطف " انتهى. " تفسير ابن كثير " ( 3 / 128). رابعاً: النصيحة لك أخي الكريم أن تترك كلا الاسمين: ( المهيمن) لأنه من أسماء الله تعالى ، ولا يجوز التسمي بما يختص به سبحانه من الأسماء. حكم التسمي باسم النبي ﷺ والتكني بكنيته. قال ابن القيم - رحمه الله -: " ومما يُمنع تسمية الإنسان به: أسماء الرب تبارك وتعالى " انتهى. " تحفة المودود " ( 120). وكذا ( المهين) ، لما يحمله من معاني الذل والضعة والهوان ، والمسلم عزيز بإسلامه ، شريف بإيمانه ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الاسم الحسن ، تفاؤلا أن يحمل صاحبه ما فيه من معاني المروءة والشرف. " فقلَّ أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمًّى قبيح ، والله سبحانه بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها......... وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أسلم: سالمها الله ، وغِفار: غفر الله لها ، وعصية: عصت الله ورسوله) متفق عليه.
قصة سلمان مع أبيه عن ابن عباس، قال: حدثني سلمان الفارسي من فيه، قال: كنت رجلاً فارسيًاّ من أهل أصبهان من قر ية يقال لها جي وكان أبي دِهْقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، لم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيت كما تحبس الجار ية، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. وكانت لأبي ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يومًا، فقال لي: يا بني، إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب إليها فاطلعها. قصة إسلام سلمان الفارسي ** الباحث عن الحقيقة ** من أغرب وأعجب القصص ** محاضرة شيقة ورائعة جداً🌹🌼🌳 - YouTube. وأمرني فيها ببعضما يريد، ثم قال لي: ولا تحتبس عني ؛ فإنك إن احتبست عني كنت أهم إليَّ من ضيعتي، وشغلتني عن كل أمر من أمري، فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته. فلما سمعت أصواتهم، دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا والله خير من الذي نحن عليه. فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي فلم آتها، ثم قلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. فرجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله. فلما جئته، قال: أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت إليك؟ قلت: يا أبت، مررت بالناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس.
ثم وافاهُ الأجلُ فمكثتُ بعدَهُ بعمُّورية زمناً إلى أن مرَّ بها نفرٌ من تجَّارِ العربِ من قبيلةِ كلْبِ. فقلت لهم: إن حملتموني معكم إلى أرض العربِ أعطيتُكم بقراتي هذه وغُنيمتي ، فقالوا: نعم نحملُك فأَعطيتُهم إياها وحملُوني معهم حتى إذا بلغْنا وادي القُرَى - واد بين المدينة والشام- غدَروا بي وباعُوني لرجلٍ من اليهودِ ، فالتحَقتُ بخدمتِه ، ثمَّ ما لبثَ أن زارهُ ابن عمٍّ له من بني قُريظةَ فاشترَاني منهُ ، نقَلنِي معهُ إلى يثربَ فرأيتُ النَّخلَ الذي ذكَرهُ لي صَاحبِي بعمُّوريةَ ، وعرفْتُ المدينةَ بالوصْفِ الذي نَعتها بهِ ، فأقمتُ بها معه. قصة اسلام سلمان الفارسي مختصرة. وكان النَّبيُ حينئذٍ يدعو قومهُ في مكةَ ، لكنِّي لم أسمعْ له بذكرٍ لانشِغالي بما يُوجبهُ عليَّ الرقُّ. ثمَّ ما لبثَ أن هاجرَ الرسولُ إلى يثربَ ، فواللَّه إني لفي رأسِ نخلةٍ لسَيدي أعملُ فيها بعضَ العملِ و سيدي جالس وتحتَها إذ أقبلَ عليه ابن عمٍّ لهُ وقال له: قاتلَ اللَّه بني" قَيْلة " - الأوس والخزرج- ، واللّه إنَّهم الآنَ لَمجْتمعونَ بقُباء على رجلٍ قدمَ عليهم اليومَ من مكةَ يزعمُ أنَّهُ نبيٌّ. فما إن سمعتُ مقالتَه حتى مسًَني ما يشبه الحمّى ، و اضطربتُ اضطراباً شديداً حتى خشيتُ أن أسقط على سيّدي ، و بادرتُ إلى النزول عن النَّخلةِ ، وجعلتُ أقولُ للرجلِ: ماذا تقول ؟!
قال: أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه. فقلت له: كلا والله إنه لخير من ديننا. قال: فخافني، فجعل في رجلي قيدًا ثم حبسني في بيته. تحمله المشقة في طلب الحق وبعثت إلى النصارى، فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم، فقدم عليهم تجار من النصارى فأخبروني. فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم. قصة إسلام سلمان الفارسيّ. قدومه على أسقف الشام قال: فلما أرادوا الرجعة أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي، ثم قدمت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين علماً؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك فأخدمك في كنيستك، وأتعلم من علمك، وأصلي معك. قال: ادخل. فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه شيئاً منها اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب ووَرِق ، فأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، ثم مات واجتمعت النصارى ليدفنوه. قلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً. فقالوا لي: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه، فأريتهم موضعه، فاستخرجوا سبع قلال مملؤة ذهباً وورقاً.
قال: فلما جاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كُلْ؛ فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء صلى الله عليه وسلم ليقوم، فقال له سلمان الفارسي: نَمْ. فنام، فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان الفارسي صلى الله عليه وسلم: قم الآن. فقاما فصليا، فقال: "إِنَّ لِرَبِّكَ عليك حَقًّا، وإِنَّ لِنَفْسِكَ عليك حَقًّا، ولأهْلِكَ عليك حَقًّا. فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". فأتى النبي فذكر ذلك له، فقال: "صدق سلمان"[3]. زهد سلمان الفارسي عن الحسن قال: "كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى زُهَاءِ ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي عَبَاءَةٍ يَفْتَرِشُ بَعْضَهَا وَيَلْبَسُ بَعْضَهَا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ، وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيفِ يَدَيْه"[4]. ورع وتواضع سلمان الفارسي عن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان رضي الله عنه: كاتبني. قال: ألك شيء؟ قال: لا. قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس. قال: "تريد أن تطعمني غُسَالة الناس". وعن عبد الله بن بريدة قال: "كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحمًا، ثم دعا المجذومين فأكلوا معه".